• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

موضة الانشغال والمؤثرات اللا نهائية

اسراء حسين / منذ 8 ساعة / اعلام / 248
شارك الموضوع :

والقوة الثانية التي تتنافس على وقتك هي ما نطلق عليه "المؤثرات اللا نهائية". ويقصد بها التطبيقات

في القرن الحادي والعشرين هناك قوتان هائلتان تتنافسان للسيطرة على كل دقيقة من وقتك، القوة الأولى هي ما نطلق عليه «موضة الانشغال». ويُقصد بها ثقافتنا القائمة على الانشغال الدائم متمثلا في فيض الرسائل التي تجتاح صناديق البريد الوارد، وجداول المواعيد المزدحمة، وقوائم المهام التي لا نهاية لها.

ووفقا لطريقة التفكير المتأثرة بموضة الانشغال، إذا أردت أن تفي بمتطلبات مكان العمل الحديث وتندمج في المجتمع المعاصر، عليك أن تملأ كل دقيقة من وقتك بعمل منتج. والمحصلة النهائية هي أن الكل مشغولون، وإذا أبطأت، ستتخلف عن الركب ولن تلحق به أبدًا.

والقوة الثانية التي تتنافس على وقتك هي ما نطلق عليه "المؤثرات اللا نهائية". ويقصد بها التطبيقات وغيرها من مصادر المحتوى المتجدد على نحو لا نهائي. وإذا كان بمقدورك أن تسحب الصفحة لتحدثها، فهذا مؤثر لا نهائي. وإذا كان ما تشاهده يبث عبر الإنترنت، فهذا مؤثر لا نهائي ويعتبر هذا النوع من الترفيه المتاح طوال الوقت والمتجدد دائما مكافأة لك على الإرهاق الناتج عن الانشغال الدائم.

ولكن هل الانشغال الدائم أمر إلزامي حقا؟ وهل الإلهاء اللا نهائي مكافأة حقا؟ أم إننا جميعا عالقون في وضع الطيار الآلي؟

نحن نقضي معظم وقتنا على نحو افتراضي

تتسم كلا القوتين موضة الانشغال والمؤثرات اللانهائية بقوة هائلة لأنهما صارتا تمثلان إعداداتنا الافتراضية، ففي لغة التكنولوجيا، يقصد بكلمة افتراضي الطريقة التي يعمل بها شيء ما عندما تستخدمه أوّل مرة. إنه خيار محدد مسبقا، وإذا لم تفعل شيئًا لتغيره فكل ما ستحصل عليه هو هذا الإعداد الافتراضي، على سبيل المثال عندما تشتري هاتفا محمولًا جديدًا، ستجد بشكل افتراضي على الشاشة الرئيسة تطبيقا للبريد الإلكتروني وآخر للمتصفح. وسيصلك بشكل افتراضي تنبيه لكل رسالة جديدة. وسيحتوي الهاتف على صورة افتراضية لخلفية الشاشة ونغمة افتراضية وكل هذه الخيارات حددتها مسبقا شركتا أبل أو جوجل أو أيا كانت الشركة التي صنعت هاتفك وتستطيع أن تغيّر الإعدادات إن أردت، ولكن هذا يتطلب عملا، لهذا تظل كثير من الإعدادات الافتراضية ثابتة.

وهناك إعدادات افتراضية في كل جزء من أجزاء حياتنا تقريبا. ولا يقتصر الأمر على أجهزتنا فحسب، لأن أماكن عملنا وثقافتنا تحتوي على إعدادات افتراضية مدمجة فيها تجعل الانشغال والإلهاء حالتين عاديتين ونموذجتين. وتنتشر هذه الإعدادات الموحدة في كل مكان.

ولم يحدث قط أن نظر أحدهم إلى جدول مواعيده الفارغ وقال: "أفضل طريقة لقضاء هذا الوقت هو ملؤه بالكامل باجتماعات عشوائية". ولم يقل أحد قط : «أهم شيء اليوم هو تلبية نزوات الآخرين.» بالطبع هذا لا يحدث، لأنه سيكون ضربًا من الجنون. ولكن بسبب الإعدادات الافتراضية، هذا هو بالتحديد ما نفعله. ففي المكتب، يستغرق كل اجتماع افتراضيا من ثلاثين إلى ستين دقيقة حتى إذا كان العمل المطلوب لا يستلزم في الواقع غير دردشة سريعة. ويختار الآخرون افتراضيا ما نضعه في جداول مواعيدنا، ويتوقعون منا افتراضيا ألا نمانع في حضور اجتماع وراء اجتماع وراء اجتماع. وتقتصر بقية أعمالنا افتراضيا على التحقق من البريد الإلكتروني وتطبيقات تبادل الرسائل. ونتحقق افتراضيا من صندوق الوارد باستمرار ونضغط على علامة رد على الكل على الفور.

استجب لما يجري أمامك، تجاوب معه، املأ وقتك، كُن فعالاً، وأنجز المزيد، هذه هي القواعد الافتراضية لموضة الانشغال.

عندما ننتزع أنفسنا من موضة الانشغال، تستدرجنا المؤثرات اللا نهائية ولا بد أن نشير هنا إلى أن الإعداد الافتراضي لموضة الانشغال هو المهام التي لا تنتهي فيما الإعداد الافتراضي للمؤثرات اللا نهائية هو الإلهاء الذي لا ينتهي، إن أجهزتنا من هاتف، ولابتوب، وتلفزيون مملوءة بالألعاب، وآخر الأخبار الاجتماعية، ومقاطع الفيديو. وكل شيء في متناول أيدينا، ولا يمكن مقاومته، بل وقد يسبب لنا الإدمان وكل محاولة لمخاصمة هذه المؤثرات تنتهي بالصلح.

حدث فيسبوك، تصفّح يوتيوب تابع الأخبار العاجلة التي لا تتوقف، العب كاندي كراش واصل مشاهدة شبكة اتش بي أو لفترات طويلة هذه هي الإعدادات الافتراضية للمؤثرات اللا نهائية النهمة التي تفترس كل لحظة تخلفها موضة الانشغال وراءها فعندما يقضي الشخص العادي أكثر من أربع ساعات في اليوم على هاتفه الذكي وأكثر من أربع ساعات أخرى في مشاهدة البرامج التلفزيونية، يتحول الإلهاء إلى وظيفة بحاجة إلى تفرغ كامل حرفيا.

وها أنت عالق في الوسط، وموضة الانشغال والمؤثرات اللانهائية تجذبانك في اتجاهين متعارضين ولكن ماذا عنك؟ ماذا تريد من أيامك ومن حياتك؟ وماذا سيحدث إذا استطعت أن تتجاوز هذه الإعدادات الافتراضية وتضع إعداداتك أنت؟

قوة الإرادة ليست الحل. لقد حاولنا أن نقاوم جاذبية هاتين القوتين؛ لذلك نعرف كم هو مستحيل مقاومتها. كما قضينا كذلك سنوات ونحن نعمل في صناعة التكنولوجيا، ونفهم هذه التطبيقات والألعاب والأجهزة بما يكفي لنعرف أنها ستنهكك في النهاية.

والإنتاجية ليست الحل كذلك لقد حاولنا أن نقلل من وقت أداء المهام الروتينية ونحشو مكانها المزيد من المهام. ولكن المشكلة أن هناك دائما المزيد من المهام والطلبات تنتظر أن تأخذ مكانها فكلما أسرعت في الجري على عجلة فأر الهامستر، زادت سرعة دورانها.

ولكن هناك طريقة تحرر انتباهك من الإلهاءات المتضاربة هذه وتعيد لك السيطرة على وقتك وهنا يأتي دور هذا الكتاب، إنه يقدم لك إطارا لتختار ما توَدُّ أن تركز عليه، وتبني طاقة لتتمكن من فعل ذلك، وتكسر دائرة الإعدادات الافتراضية حتى تتمكن من اتخاذ قرارات مقصودة أكثر بشأن الطريقة التي تعيش بها حياتك. وحتى إن لم تسيطر على جدولك سيطرة كاملة -وقليلون منا يستطيعون ذلك- تستطيع بالتأكيد أن تسيطر على انتباهك.

مقتبس من كتاب اصنع وقتاً أكثر من المتاح للمؤلفين (جايك ناب-جون زيراتسكي)
وسائل التواصل الاجتماعي
السلوك
الشخصية
التفكير
الانترنت
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    فنّ المصغّرات... عالَمٌ من الإبداع والدقّة يشارك في مراسيم عاشوراء

    ما بعد البصمات: كيف تكشف الخلايا الجذعية السنية أسرار مسرح الجريمة

    التلوث البلاستيكي يكبد "صحة العالم" 1.5 تريليون دولار

    الأربعين: مسيرة تدعو للتجديد والتأمل في القيم الروحية

    في قلب كل خيبة… ميلاد جديد

    غياب الحقائق التاريخية في هدنة الإمام الحسن

    آخر القراءات

    ماهي فائدة إضافة الفواكه والخضروات إلى ماء الشرب؟

    النشر : الخميس 11 آب 2022
    اخر قراءة : منذ 4 ثواني

    ذوي الاحتياجات الخاصة: هوية دخول الأم إلى الجنة

    النشر : الأحد 27 حزيران 2021
    اخر قراءة : منذ 8 ثواني

    استجداء الإعجاب

    النشر : السبت 18 ايلول 2021
    اخر قراءة : منذ 15 ثانية

    هل يمكن أن يشكل الباراسيتامول خطرا على صحتك؟

    النشر : الخميس 19 كانون الأول 2024
    اخر قراءة : منذ 26 ثانية

    من حكم المولى.. ونعم القرين الرضا

    النشر : الأحد 06 تشرين الثاني 2022
    اخر قراءة : منذ 35 ثانية

    الغذاء والسرطان.. كيف تؤثر خياراتنا اليومية على خطر الإصابة؟

    النشر : السبت 21 حزيران 2025
    اخر قراءة : منذ 35 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 1106 مشاهدات

    ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى ونصائح للشباب

    • 787 مشاهدات

    أقحوانة الخربة: طفلة زلزلت عرش الطغيان

    • 683 مشاهدات

    سوء الظن.. قيدٌ خفيّ يقيّد العلاقات ويشوّه النوايا

    • 600 مشاهدات

    الخاسرون في اختبار الولاية

    • 558 مشاهدات

    الإمام الحسن.. مدرسة الفضيلة في قلب يثرب

    • 379 مشاهدات

    في ذكرى هدم القبة الشريفة: جريمة اغتيال التاريخ وإيذانٌ بمسؤولية الشباب

    • 1189 مشاهدات

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 1106 مشاهدات

    كل محاولاتك إيجابية

    • 1081 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 1001 مشاهدات

    كربلاء في شهر الحسين: رحلة في عمق الإيمان وصدى الفاجعة

    • 985 مشاهدات

    زينب الكبرى: لم تكن عاديةً قبل الطف.. والطف لم يُصنعها بل كشف عظمتها

    • 858 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    فنّ المصغّرات... عالَمٌ من الإبداع والدقّة يشارك في مراسيم عاشوراء
    • منذ 8 ساعة
    ما بعد البصمات: كيف تكشف الخلايا الجذعية السنية أسرار مسرح الجريمة
    • منذ 8 ساعة
    موضة الانشغال والمؤثرات اللا نهائية
    • منذ 8 ساعة
    التلوث البلاستيكي يكبد "صحة العالم" 1.5 تريليون دولار
    • منذ 8 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة