يقصون علينا القصص وقت النوم كي ننام ولكنها في الحقيقة وجدت كي توقظنا (فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) إنها تأخذنا إلى عالم ثان عالم ما وراء الطبيع ، أحيانا تأخذنا إلى الماضي.. تلك القصور ومن عاش فيها أو تلك الأراضي التي شاهدت شتى أنواع العذاب وسمعت تلك الصرخات التي خرجت من أفواه المظلومين تناجي الرب أن يأتي من ينقذها، أو تلك الدموع التي ذرفت في الخلوات تدعو بصدق كي تتشرف برؤية خاتم الأوصياء وتهدئنا كي نعيش الحاضر بأبهى صوره (فإنك بأعيننا).
وأحيانا تحفزنا كي نتحمل مر العيش آملين مستقبلا زاهرا كما وعد الله (إن نصر الله قريب)، خمدت النيران التي أكثر من ألف عام كانت مشتعلة وانكبت الأصنام على وجهها وارتجس ايوان كسرى وسقطت منه شرفات، تلك الشرفات التي بنيت بفخر وغرور !.
حان الوقت كي يعرف العالم أن خيركم عندالله أتقاكم ولا فرق بين عربي وأعجمي ، رميت الشياطين بالنجوم وحجب ابليس عن السماوات السبع حينما ولد (صلى الله عليه وآله) سطع نورا أضاء ما بين المشرق و المغرب قد أضاء الكون بوجوده المبارك وأخلاقه الحسنة وأفعاله الطيبة (ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك) في كل حركة منه كانت آية تحدث الجميع عن أجمل اطلالة شاهدتها البشرية.
ورد في تواضعه (صلى الله عليه وآله) إنه كان يتواضع مع الجميع ويقول:
" إن الله تعالى أوحى إلي أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد ولا يبغي أحد على أحد".
ولقد أتاه جبرائيل بمفاتيح خزائن الأرض ثلاث مرات، يخيره من غير أن ينقصه الله تبارك وتعالى مما أعد له يوم القيامة شيئا، فيختار التواضع لربه جل وعز .
وعن يحيى بن كثير أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: "آكل كما يأكل العبد وأجلس كما يجلس العبد فإنما أنا عبد وفي التعاون مع الصديق، يقول حذيفة بن اليمان: ذهبت مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى بئر وأردنا أن نغتسل ولكن لم يكن عندنا ساتر، فأخذت له الثوب فسترته حتى اغتسل وحينما أكمل أخذ لي الثوب فأبيت وقلت :
"بأبي أنت وأمي يارسول الله أنت رسول الله"، ولكنه أبى إلا أن يفعل ثم قال (صلى الله عليه وآله ): "ما اصطحب اثنان قط إلا وكان أحبهما إلى الله أرفقهما بصاحبه".
وفي حسن عهده (صلى الله عليه وآله)، روي أن عجوزا دخلت على النبي (صلى الله عليه وآله) فألطفها فلما خرجت سألته عائشة عنها فقال (صلى الله عليه وآله):
" إنها كانت تأتينا في زمن خديجة ، وإن حسن العهد من الإيمان". وهناك آلاف القصص تحاكي عظمته ورأفته ، هذا النور العظيم هو سبب وجود العالم .
كما ورد في الحديث القدسي: يا محمد لولاك ما خلقت الأفلاك ولولا علي ما خلقتك ولولا فاطمة ما خلقتكما.
ماهي مسؤوليتنا أمام هذا النور العظيم؟
يتوجب على الانسان أن يكرم الكريم ويجازي المحسن بالاحسان فليبحث الباحث بصدق عن مسؤولياته، تشير الأصابع إلينا بأن هذا هو المسلم يا ترى كم درجة اسلامنا والتسنن بسننه (صلى الله عليه وآله) ، هل نحن مسلمون حقا؟
كما أن الأطباء لديهم ملابسهم الخاصة وباستطاعة أي شخص في أي مكان من العالم أن يتعرف عليه ، وكذلك بالنسبة للشرطة ورجال الاطفاء وغيرهم. ماهي المؤشرات التي تعرف المسلم؟ ماهي الصفة التي تميز المسلم عن غيره؟ كيف يجب أن يكون؟
يعلمنا رسول الانسانية الأسس كي نخرج من الظلمات إلى النور ونتخلص من الجهل وآداب الجاهلية حيث كل شخص كان يفكر بنفسه ومنافعه وكان القوي يأكل أموال الضعيف ويسحقه ، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده.
المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يشتمه، المسلم أخو المسلم، لا يخونه ولا يكذبه ولا يخذله، المسلم مرآة المسلم، لو نمتحن أنفسنا ونعرض هذه الأحاديث على أفعالنا و ضمائرنا يا ترى كم يبقى من اسلامنا؟!
ربما يكون الاسلام مجرد اسم أو نكون مستأكلون باسم النبي (صلى الله عليه وآله) ولكن عندما يحين وقت الامتحان نكون أبعد البعد عن الاسلام والسنة الحقيقية للنبي (صلى الله عليه وآله) لهذا السبب عندما نمر بتلك القصص لا نمر مرور الكرام فلنتمعن في كل حرف ولنتعلم من كل فعل كي نستيقظ من النوم ونحيا حياة طيبة ببركة رسول الرحمة والانسانية.
اضافةتعليق
التعليقات