• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

المقاطعة كتجلي لمنظور أمير المؤمنين للمجتمع الإسلامي

سمانا السامرائي / الأربعاء 26 حزيران 2024 / اعلام / 1487
شارك الموضوع :

فيصف أمير المؤمنين (عليه السلام) الشخص الذي لا يستطيع قيادة نفسه إلى مواضع صلاحها بأعجز الناس

ظهرت مقاطعة الأفكار والأشخاص والمنتجات عدة مرات في تاريخنا الإسلامي المعاصر كأداة لرفض الظلم والتهميش والوقوف بوجه الظالمين وردع التجاوزات، ورافق معظم حملات المقاطعة تأييد القيادات الدينية لما فيها من نصرة المظلوم عملاً بما روي عن الإمام علي (عليه السلام): "أحسن العدل نصرة المظلوم".

وكان السؤال الذي يتكرر في كل مرة هل المقاطعة نافعة؟ هل نحن كأفراد قادرون على أن نحدث فرقاً ونؤثر على دول كبرى؟

هناك شعور عام بالتضاول والعجز بين صفوف المسلمين أمام الغاية الكبيرة التي تحتاج إلى لُحمة وتماسك للوصول إليها، هناك ضعف في تخيل النتائج الإيجابية وحجم التأثير الذي يمكن تحقيقه، بالإضافة إلى شعور عارم بانعدام الثقة في الآخرين وتفضيل المنفعة الظاهرية الآنية على النتائج ذات النفع العام والخاص بعيد المدى، وهذا يكشف عن انشقاق الصف وتجلي روح الفردانية.

تنظر المجتمعات اللبيرالية إلى المجتمع بصفته أفراد متميزون بخصائصهم الذاتية، وتسعى النظم والقوانين والمناهج الدراسية لتعزيز شعور الفرد بتلك الخصائص وتعظيم الاستفادة منها على الصعيد الشخصي ليصب بعد ذلك في مصلحة الدولة، فالفرد لا ينهض بمفرده وهو بحاجة إلى داعمين، وتأتي الدولة لتؤدي هذا الدور فلا يعرف غيرها، ولكي يضمن استمرار دعم الدولة وأنظمتها لنجاحاته الشخصية أو حتى لضمان عيش عادي هادئ عليه أن لا يخالف أفكارها ولا يتحرك في دوائر لا ترضى عنها، ويدفع الضرائب بسخاء دون اعتراض، وهو لن يعترض إذ صُممت الأنظمة الليبرالية لتدجين الجموع وإلهائهم وتخديرهم، وحتى وإن وعوا حجم الخلل والاضطرابات الحاصلة لا يستطيعون التوقف والرفض لأن القوانين ستبتلعهم ولا يوجد مجتمع لحمايتهم وتقديم العون.

ويقدم الفكر الإسلامي تصوراً للأمة على أنها كتلة متراصة متراحمة من مجموع المسلمين الذين يُعنون بأنفسهم أولاً ويحرصون على أخوانهم على الدوام، ونرى ذلك في ما وصلنا عن الإمام علي (عليه السلام) إذ يقول: "أعجز الناس من عجز عن إصلاح نفسه" . ثم يقول في موضوع آخر "أعجز الناس من عجز عن اكتساب الأخوان، وأعجز منه من ضيع من ظفر به منهم".

هناك اهتمام ببناء أواصر قوية مترابطة بين أفراد المجتمع الإسلامي ورعاية وصيانة هذه الأواصر لدرجة إنكار الذات في مواضع كثيرة لأن هناك منفعة عامة وخاصة مترتبة على هذا التلاحم والتواد إلا أن هذه الأواصر لا تكون ذات سيادة على الإنسان فيقع تحت سلطة آراء الآخرين منقاداً لهم دون تفكير أو مُنشغلاً بأفعالهم منزِهاً نفسه ومانحها سلطة لمراقبة غيره والبت في ما يراه منافياً لمجموعة القيم والمبادئ التي يسير بها.

فيصف أمير المؤمنين (عليه السلام) الشخص الذي لا يستطيع قيادة نفسه إلى مواضع صلاحها بأعجز الناس، مقراً مفاهيم كمفهوم محاسبة النفس وزجرها لتهذيبها دون أن يلتفت إلى الآخرين ويعدهم مقياساً لأعماله، فلو كنت مثلاً تعرف أن المقاطعة بإجماع عموم مراجع الإسلام واجبة وتعرف منطلقاتها الإنسانية فأنت مكلف بترويض نفسك بعيداً عن كل الأفكار المغرضة والشخصيات والمنتجات التي تدعم معنوياً أو مادياً الفئة الباغية، وأن تواصل هذا الإصلاح لنفسك على الدوام دون أن تدع صلاح الناس وثباتهم مقياساً لك أو دليلاً على صلاح فكرة المقاطعة من عدمها، أنت تحاول أن تقوم بالمقاطعة بطريقة أفضل دائماً وتتحدث عنها وتحرص على ألا يأخذك سهو أو كسل في البحث أو خجل من نظرة الآخرين، فأنت وحدك محاسب وأنت مكلف بضبط أفعالك، فإن لم تفعل أنت من سيفعل؟

إن هذا التركيز على إصلاح الذات لا يرافقه نفور من الآخرين أو إساءة لهم أو غضب منهم أو قطع الصلات بهم، أن تواصل ما تقوم به وقد احكمت قبضتك على تلافيف نفسك مع الحفاظ على الإخاء الدائم هو صون للمجتمع من التفكك وإعانة له على صلاح محتمل في المستقبل وفتح طريق العودة إلى الطريق القويم، فكونك في شبكة اجتماعية قوية لا يحميك أو يحميهم فحسب، بل يجعل كلماتك وأفعالك مؤثرة أكثر... فلو كان لديك أصدقاء كثر تحبهم ويحبونك، وأنت تعيش حياتك مقاطعاً وتنشر عن ذلك ربما في حساباتك على مواقع التواصل الاجتماعي، فاحتمال تأثر الناس بما تنشره لميلهم لك هو أكبر، كما أن وجود أصدقاء بعدد أكبر يعني أن المراقبون والمتابعون لما تقوم به أكثر أي وصول أعلى وتأثير بالتالي أكبر.

إن المقاطعة شكل من أشكال الاختبار لقدرة الإنسان على ردع ذاته ومنع شهواته وكسله من السيطرة عليه، واختبار أيضاً لقيم المجتمع التي ينادي بها وشفافيته وحسن تماسكه، وإن عودة سريعة للإرث الفكري الذي تركه أمير المؤمنين (عليه السلام) في تنظيم الأمة والتعامل مع النفس كفيل بترميم الصدوع التي بانت لذي عينين ما أن بدأت حملات المقاطعة الأخيرة نصرة للمظلومين في أرض غزة.

الاقتصاد
الامام علي
عيد الغدير
نهج البلاغة
المجتمع
السلوك
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    تربية الأبناء على مبادئ عاشوراء: كيف نُنشئ جيلاً حسينياً؟

    صراع الروح وتجلّي الحق

    نشأة الذكاء الأصطناعي وتطوره

    هل يؤثر حرّ الصيف على فعالية الأدوية؟... خبير يجيب!

    ينزع قرطيها الأقوى

    كربلاء في شهر الحسين: رحلة في عمق الإيمان وصدى الفاجعة

    آخر القراءات

    الشعائر الحسينية تهزم كورونا

    النشر : الثلاثاء 29 ايلول 2020
    اخر قراءة : منذ 4 ثواني

    فلسطين.. غربالُ الإنسانية

    النشر : الأحد 24 كانون الأول 2023
    اخر قراءة : منذ 5 ثواني

    الأفكار وتأثيرها على الرباط المقدس؟

    النشر : الأثنين 28 شباط 2022
    اخر قراءة : منذ 12 ثانية

    التفاوض: لغة الفوز

    النشر : السبت 02 نيسان 2022
    اخر قراءة : منذ 13 ثانية

    مفتاح النور إلى العقل

    النشر : الخميس 19 آيار 2022
    اخر قراءة : منذ 16 ثانية

    سلسلة الزواج الذهبي.. كما تدين تدان

    النشر : الأحد 31 كانون الثاني 2021
    اخر قراءة : منذ 20 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    كربلاء في شهر الحسين: رحلة في عمق الإيمان وصدى الفاجعة

    • 823 مشاهدات

    في رحاب محرم: طلب الإصلاح على خطى سبط الرسول

    • 433 مشاهدات

    الميثاق الذي لم يُكتب: عبد الله الرضيع وولادة قانون الطفولة

    • 403 مشاهدات

    كيف أجعل حب الامام الحسين مشروعًا دائمًا؟

    • 380 مشاهدات

    7 أخطاء قاتلة يرتكبها كل رائد أعمال في البداية.. هل تقع فيها أنت؟

    • 346 مشاهدات

    النوم مع نافذة مفتوحة - مخاطر صحية لا يعلمها كثيرون!

    • 325 مشاهدات

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1267 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1189 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1120 مشاهدات

    كربلاء في شهر الحسين: رحلة في عمق الإيمان وصدى الفاجعة

    • 823 مشاهدات

    لمن تشتكي حبة القمح إذا كان القاضي دجاجة؟

    • 662 مشاهدات

    هذا هو الغدير الحقيقي

    • 656 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    تربية الأبناء على مبادئ عاشوراء: كيف نُنشئ جيلاً حسينياً؟
    • منذ 22 ساعة
    صراع الروح وتجلّي الحق
    • منذ 22 ساعة
    نشأة الذكاء الأصطناعي وتطوره
    • منذ 22 ساعة
    هل يؤثر حرّ الصيف على فعالية الأدوية؟... خبير يجيب!
    • منذ 22 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة