هل جربت يوما إحساس أن تكون زوج من الدرجة الثانية؟ ربما كلامي غريب نوعا ما وتسمعه لأول مرة ولكنه حقيقي وموجود في داخل نساء كثيرات من هذا المجتمع الشرقي، ربما، أقول ربما وليس جزما بعد قراءة هذا المقال ستكتشف بأن زوجتك تعيش هذا الاحساس اللعين!.
إحساس أن تكون الزوجة من الدرجة الثانية يعني أن يركنها زوجها في الخانة الثانية من درج حياته، فتجد بأن هنالك أولويات أخرى تتمثل في أصدقاءه، أهله أو حتى عمله.
كيف يا ترى إحساس المرأة التي لا تجد نفسها تحتل المركز الأول في حياة الشخص الذي تركت من أجله كل شيء ليصبح هو الأول والأخير في حياتها؟
ربما خيبة كبيرة وحزن عميق، إحساس موجع أن ترى الانسان الذي بنت في خيالها معه حياة ابدية تكون هي فيها كل شيء ليست إلا وهم وخيال!
هل وجود المرأة كزوجة في حياة الرجل أمر كمالي وزيادة خير؟، أم إنه مشروع مهم ومفصلي بالنسبة له؟
هل وجودها سعادة وغيابها مأساة؟، أم وجودها يضيف نكهة جميلة لحياة الرجل (زيادة الخير خيرين) ولكن بالطبع غيابها في كل الأحوال لا يفسد حياته!
هل يفهم الرجل فكرة أن تترك الفتاة بيت والدها الذي يتمثل بخوف والدها وحنان أمها ومداراة أخيها وعطف اختها وتنتقل إلى بيت زوجها تاركة خلفها ذلك البيت الذي عاشت فيه بالحب والمودة وكل شيء جميل وتنتقل إلى بيت زوجها يعني أنها رأت في هذا الرجل العائلة الكاملة، وجدت فيه خوف أبيها وحنان أمها ودلالهما وكل شيء آخر جعلها تترك كل شيء وراءها وتمضي إلى هذا الرجل الغريب الذي يدعى شريك حياتها.
فهل من الانصاف أن يضع الرجل زوجته التي وجدت فيه العائلة والحب في الدرج الثاني من حياته؟
هل من الانصاف أن يتركها وحيدة تنتظر صوت المفتاح وهو يدور في الباب ليعلن قدومه بعد طول انتظار تجاوز فيه الساعة الثانية بعد منتصف الليل بينما صوت ضحكاته تعلو بين أصدقاءه في المقهى ورائحة الدخان قد حضنت ملابسه وتلك الفتاة التي أخذها من أحضان عائلتها ترقد وحيدة وحزينة في السجن الذي من المفترض أن يكون جنتها؟ هل هذا هو الانصاف، والرسول يقول: "خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأَهْلِهِ وَأَنَا خَيْرُكُمْ لأَهْلِي".
فكرة ان الزواج مسؤولية لا تقتصر على توفير الملبس والمأكل، انما في توفير الجو العاطفي والاحتواء الكافي للطرفين، فالرحمة التي تكلم بها الله عز وجل هي التي تشعل فتيل السعادة والرضا في الحياة الزوجية اذ يقول رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم): و"كل شخص كان بنا أهل البيت رحيماً كان بزوجه أرحم".
ولكن مع بالغ الأسف هنالك رجال تجري الانانية في عروقهم ولا يرضون بأي شكل من الاشكال ان يكون هنالك شيء اخر في حياة زوجاتهم لدرجة انهم لا يقبلون ان تعمل الزوجة او تدرس، او حتى يحددها في علاقتها مع أهلها وصديقاتها كي لا تهتم لشيء آخر مقابل اهتمامها له.. بينما هو يعيش حياته بطولها وعرضها ولا يرى نفسه مقصرا لكونه يوفر المأكل والمشرب والملبس لزوجته وأولاده ويأخذه العجب في نفسه على هذا الإنجاز العظيم، بينما الله يطلب من الزوجين المودة والرحمة التي هي أساس الحياة الزوجية الناجحة.
فهل فكر الزوج قبل أن يخرج إلى لقاء اصدقاءه والاستمتاع بوقته معهم بأن زوجته وأطفاله أولى بأن يقضي وقته معهم؟
في كل الأحوال الطريق المبلط للوصول إلى قلب المرأة هو الاهتمام والحب الحقيقي الذي يبان بالأفعال، بالإضافة إلى الكلمات الجميلة والغزل العذري الذي يلطف مسمعها ويشعل لهيب الحب في قلبها، وعلى الطرف الآخر هنالك رجال يضحكون ويتسامرون مع أهليهم وأصدقائهم وعندما يصلون إلى زوجاتهم تبقى أفواههم فارغة من الكلام الجميل! كيف يحصل ذلك والرسول يقول: "قول الرجل لأمرأته إني أحبك لا يذهب من قلبها أبداً"..
فإذا أبقى الرجل مساحة العاطفة فارغة في قلب زوجته من الذي سيملأها يا ترى؟ ولا يعلم الرجل بأن "هذه الكلمات القليلة يمكن أن يتلافى من خلالها كثيراً من المشكلات الثقال التي قد تثار من قبل الزوجة، بل إن هذه العبارة تسهم إسهاماً فعالاً في تنشيط الزوجة وتعطيها زخماً أكبر مما كانت عليه يساعدها في إدامة تربية الأطفال"، كما أن التودد والتحبب يكسر شوكة النواقص المادية التي يعيشونها الأزواج، لأن الجانب العاطفي مهم جدا بالنسبة للمرأة مقارنة بالجانب المادي، ولكن في حال إذا عاشت المرأة جفافا عاطفيا ستتذمر من زوجها بتعسر حياتهم المادية والفقر الذي يعيشونه كحجة تنتقم بها المرأة من الرجل، ولكن لو كان معها لطيفا ويهتم بها ستتحمل لأجله ضيق العيش وكل الثغرات التي يمرون بها في حياتهم الزوجية.
"فرفقا بالنساء أيها الرجال، فقد بلغ من تقدير النبي للمرأة، أنه وصفها بـ "القوارير"، ومعلوم أن القارورة تصنع من الزجاج، ولا بد من التعامل معها برفق ولين، وإلا فإن التعامل العنيف يؤدي إلى كسرها, وليس هناك أكثر ما يكسر المرأة من الكلمة الجارحة, والإهانات المتكررة، وعدم تقديرها كإنسانة ذات مشاعر، وربما أبكتها الكلمة، وأسعدتها ابتسامة.
وقال النبي صلى الله عليه وآله سلم: "النساء شقائق الرجال"، معنى الشقائق أي نظائرهم وأمثالهم في الخلق والطباع، فكأنهن شُققن من الرجال.
والرجل لا يستطيع أن يعيش وحده في الحياة، بل يحتاج إلى زوجة تكون له أنيسة وشريكة الروح والحياة وهي كذلك، إذ لا غنى له بحال عن المرأة، فكل شيء في الحياة يحتاج إلى ما يقابله، قال تعالى: "وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ"، فرفقا بهم، وارفعوا من شأن الضعاف فإنهم لا يرون في حياتهم غيركم.
اضافةتعليق
التعليقات