تضمنت الخطبة الفدكية مجموعة من الموضوعات الهامة والحساسة، تقصد كل منها هدفاً واضحاً يمكن اجمالها فيما يأتي:
- اختصرت في خطبتها أصول العقيدة بركنيها الأساسين: التوحيد والنبوة.
- بينت أسرار التشريعات الإسلامية وحكمها وخصائصها.
- تشخيص واقع المسلمين بعد وفاة الرسول وكيف انحرف عن خط الاستقامة والمسار الذي خطه الرسول.
- حددت موقفها من الأحداث الطارئة والحادثة بعد وفاة النبي.
- دخلت في قضية ارثها من رسول الله واستحقاقها فدك من خلال الاستدلال القرآني كما سيتضح.
وبناء على الموضوعات الواردة في الخطبة يتضح أن سيدة نساء العالمين أرادت تحقيق مجموعة من الأهداف الآنية والمستقبلية، فهي وإن كانت في حال شكوى واحتجاج إلا أنها وظفت ذلك الاحتجاج وتلك الشكوى لبيان مجموعة من الحقائق على الانسانية أن تعيها لاسيما فيما يخص الحقوق من جهة والشرعية السياسية من جهة أخرى؛ لأن فدكاً كانت معنىً رمزيا يرمز إلى تعديل أمة انقلبت على أعقابها (ولا يعني تلك الأرض الحجازية المسلوبة، وهذه الرمزية التي اكتسبتها فدك التي ارتفعت بالمنازعة من مخاصمة عادية منكمشة في أفقها محدودة في دائرها إلى ثورة واسعة النطاق رحيبة الأفق).
وعند استقراء الخطبة الفدكية يمكن استخلاص أهداف الزهراء على نحوين:
الأول: الأهداف الآنية
- استرجاع حقها المغصوب؛ لأن الحزب الحاكم قد استولى على جميع الحقوق السياسية والاقتصادية لبني هاشم وألغى جميع امتيازاتهم المادية والمعنوية.
- رفع الحيرة الناجمة عن الفتنة الفكرية والصراع السياسي الذي تعرضت له أمة الاسلام في أول مرحلة تعيشها بعد غيبة نبيها (صلى الله عليه وآله).
- جعل المطالبة بفدك قضية رأي عام من خلال القاء الخطبة في المسجد النبوي أي في مقر الحكم للدولة الاسلامية التي أسسها النبي وهو أبوها، وما يدل على ذلك توجهها للمسجد بمعية مجموعة من نساء قومها، فلو أنها قضية شخصية لما خرجت على تلك الهيأة ولما اختارت المسجد النبوي لبيان شكواها.
الثاني: الأهداف المستقبلية
1 أرادت أن تعي الأمة ولو بعد حين أن معارضة الحكومات الغاصبة أمر مشروع ومن حقوقها التي لا ينبغي التغاضي عنها أو السكوت عليها.
2 بيان عدم مشروعية الحكم في تلك الحقبة الزمنية، والقاء الحجة على الناس، فلو أنها (عليها السلام) سكتت عن المطالبة بحقها ولم تنتقد أداء السلطة الحاكمة آنذاك لفسر سكوتها عن ذلك بأنه امضاء لشرعية تلك السلطة، وأصبح مبررا لممارساتها المخالفة لنهج القرآن الكريم.
3 أن لا تترك الأمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
اضافةتعليق
التعليقات