تعتبر قضية التمهيد من القضايا المهمة التي يجب أن يلتفت إليها العالم الإسلامي في كل مكان وزمان، إذ إن عملية الظهور تحتاج إلى مرحلة تسبقها من الجهد والعمل المستمر لتحضير أرضية خصبة لظهور الإمام الغائب وتشكيل حكومته العادلة في العالم أجمع.
ونحن كموالين تترتب علينا وظائف وواجبات تجاه إمام زماننا في فترة غيبته، من أهمها التمهيد لظهوره الشريف من خلال العلم والعمل المتواصل والحفاظ على المفهوم الإسلامي في نفوس الأجيال ومحاربة الظلم والطاغوت بنية تعجيل فرجه وعيوننا تنظر إلى المستقبل (ظهوره).
إذن فكرة عدم الظهور إلى يومنا هذا تعود إلى عدم تهيئة الأرض الخصبة لقيامه الشريف بالإضافة إلى العوامل التي لم تتوفر إلى الآن لتمهد عملية ظهوره وتساعد في تشكيل حكومته.
وهذا بالضبط ما حصل مع الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام) عندما اتجه إلى خيار الصلح مع معاوية بدل القيام، إذ إن الأرضية لم تكن في ذلك الزمان متهيئة لذلك القيام، ولأن وعي الناس كان قليلا، كما أن إعلام العدو وامكانياته كان كبيرا جدا، بالإضافة إلى أهم عنصر الذي لعب دورا مصيرا في ذلك الوقت ألا وهو قلة الناصر!
فاتجه الامام الحسن (عليه السلام) إلى الصلح ليحافظ على الدين الإسلامي من الزوال ويمهد للقيام في زمن أخيه الإمام الحسين.
فالخيار الذي نفذه الإمام الحسن كان تكليفا إسلاميا عليه، وليس من باب السلمية والتعايش!، إذ إن فكرة التعايش لا تتوافق مع الكفرة والفسقة ومع من يحرفون الكلم عن مواضعه، ولكن قيام الإمام في ذلك الزمان مع قلة الناصر وكثرة الفتن والجواسيس كان سيؤدي إلى القتل العام ونهاية الدين الإسلامي.
إذ إن الفكرة لا تتعلق بشخص الإمام، بل بالزمن الذي عاصره والعوامل التي توفرت والتكليف الذي وجب عليه في تلك المرحلة، فلو كان الإمام الحسين في مكان الإمام الحسن كان يجب عليه أن يقوم بالصلح لا بالثورة والقيام!، إذن التكليف واحد يحدد وفقا للمصلحة الإسلامية فقط ولا يتبع الشخصية.
وبعد خيار الصلح اتحذ الامام الحسن من التمهيد وسيلة يحافظ بها على نمو الإسلام وانتشاره للتحضير من أجل القيام الحتمي في زمن الإمام الحسين عليه السلام.
فقد نلاحظ شبها كبيرا بين العوامل التي لم تتوفر لقيام الإمام الحسن والعوامل التي لم تتوفر إلى الآن لظهور الامام الحجة.
وهنا نشاهد كيف أن عملية التمهيد تلعب دورا مصيريا في ظهور إمام زماننا، فما يتوجب على الممهدين في هذا العالم تهيئة الأرضية المناسبة لحكومة الإمام المهدي من خلال:
- تشخيص الباطل، والعمل مع جبهة الحق وفضح العدو وتحركاته وتوضيح كل التضليلات التي يقوم بها من أجل خداع العالم.
- زيادة الوعي الإسلامي والعلمي والثقافي عند الناس، من خلال القراءة والمتابعة المستمرة.
- الحفاظ على المبادئ والمفاهيم الإسلامية ونشرها للعالم من خلال العمل بها، فالإنسان المسلم المؤمن الخلوق المخلص هو عبارة عن دعاية متحركة للدين الإسلامي في أي مكان.
- زيادة الإهتمام بالإعلام الإسلامي، ما دمنا في عصر التكنولوجيا إذن الإهتمام بالإعلام الرقمي يعد من أهم المحاور التي يجب الإهتمام بها في التغلب على محور الباطل.
- محاربة التضليل الإعلامي وتوضيح كل الثغرات والعيوب التي يحاول العدو أن يظهر بها أمام الملأ.
- تعريف الناس بالإمام المهدي بصورة عالمية وبطرق عصرية ومتطورة مثل الأفلام والأنميشن وغيرها من الطرق التي من الممكن أن تعرف الناس بالشخص الذي بظهوره سيبدد كل هذا الظلم الذي يخيم على العالم.
- زيادة الأنصار، من خلال زيادة مشاريع الزواج والإنجاب بنية التمهيد والتحضير لحكومة الإمام المنتظر، وتربية جيل مهدوي صالح وواعٍ يكون خير عون وناصر لإمام زمانه.
اضافةتعليق
التعليقات