تعد الأعياد والمناسبات الدينية رمزاً مهماً لدى المسلمين ومن جملتها عيد الغدير الأغر وهو يوم السرور الأعظم ففيه نصب النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) علياً (عليه السلام) للخلافة بأمر الله تعالى وخصه من بين الناس بالولاية وبذلك تمت نعمته على المؤمنين..
بهذه المناسبة المباركة أجرت (بشرى حياة) هذه الجولة الاستطلاعية:
ذكريات خالدة
مازال عبق الماضي عالقاً في ذهن الحاجة أم عباس رغم دخولها في عقدها الثمانين لتسرد لنا جانب من مراسيم الاحتفاء بعيد الغدير العظيم حدثتنا قائلة: في بدايات الستينات كانت جدتي تفرض على والدي شراء ملابس جديدة لنا من أجل الاحتفال بعيد الغدير حيث تميزه عن سائر الأعياد وتقضي نهارها بالتحضير له.
ومن أهم طقوسها خضاب ضفائرها وكفيها وأقدامها ولفهم بخرقة من القماش للحفاظ على خليط الحناء من أجل اظهار اللون المطلوب كدليل على مراسيم الفرح.
إضافةً إلى تجهيز الحلوى وشراء بعضها من السوق وتوزيعها على المارة في قارعة الطريق في زقاقنا آنذاك حيث كنا نقطن في مركز المدينة إذ تتعانق البيوت فيما بعضها تفصلها شوارع ضيقة تسمى (العكد) لا يتجاوز عرضها المتر وعلى رغم صغر بيوتنا إلا أن فرحة قلوبنا بالأعياد كبيرة عكس اليوم تماما كبرت بيوتنا وشرفاتنا وضاقت فرحة صدورنا.
من جانب آخر قال أبو كرم/ موظف: فيما مضى كان الاحتفال بهذه المناسبات يسبب فتنة من قبل جلاوزة النظام البائد حيث أقوم أنا وبعض الأصدقاء والمحبين لمناسبات أهل البيت (عليهم السلام) بالاحتفال سرا لتفادي الوقع في مشاكل السياسية وما إلى ذلك.
وأضاف: أرى اليوم قد اتيحت الفرصة للجميع بالاحتفال بهذه المناسبة القيمة التي تعد من أهم الوقائع التاريخية في حياة الأمة الإسلامية، حيث قام الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) خلال عودته من حجة الوداع التوقف في منطقة تسمى (غدير خم) بإبلاغ المسلمين بالأمر الإلهي الصادر بتنصيب الامام علي بن أبي طالب (عليه السلام) إماماً للمسلمين وخليفة له والتي انتهت بمبايعته من قبل كبار الصحابة وجميع الحجاج الحاضرين هناك.
أسرار عيد الغدير
الشيخ كاظم العابدي يوضح لنا أسرار وحيثيات عيد الغدير قائلا:
يُعتبر عيد الغدير الأغر العيد الثالث والأخير في السنة الهجرية، ويكون تاريخه بعد عيد الأضحى بأسبوع تقريبا.
كما يشكل محطة بارزة في التاريخ والمسيرة الاسلامية, إذ يعد موقفا من مواقف الحق والحقيقة الناصعة التي تركت بصماتها عبر مر الأزمان وذلك لتنصيب قائدٍ للأمة تجتمع فيه كل المؤهلات العلمية والقيادية ورسم مسارها ومصيرها، وإبعادها عن كل الانحرافات في الفكر والسلوك.
وأضاف: إن لعيد الغدير ثلاث سمات مهمة, أولها السمة السياسية إذ تقتصر على بلاغة الامام علي (عليه السلام) بهذا الجانب حيث تعتمد على حياة المجتمعات ونوع نظام الحكم السائد وهي سمة واضحة حيث إن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وضع الصيغة السياسية للحكم وسلم الراية للإمام علي (عليه السلام).
أما السمة الثانية هي السمة العلمية حيث نصب فيها خاتم الأنبياء ميزان العلم والتشريع لهذه الأمة ووضع المرجعية الكاملة في تفسير القرآن والتشريع في كل علم من علوم الأرض ولخصها في جملة: (سلوني قبل أن تفقدوني).
والسمة الثالثة والأهم هي السمة الغيبية لعيد الغدير حسب ما نطق به أهل البيت (عليهم السلام) من كلمات وهذه السمة هي التي تميز عيد الغدير عن باقي الأعياد.
وقد تناقلت الروايات بأن أهل السماء يحتفلون به لهذا سمي بعيد الله الأكبر لأنه العيد الوحيد الذي تحتفي به وتحييه ملائكة السماء قبل سكان الأرض ويطلق عليه يوم العهد المعهود وفي الأرض يوم الميثاق المأخوذ.
اضافةتعليق
التعليقات