كانت ولازالت عاشوراء قضية لخدمة البشرية على مر العصور فمن اي جانب نراها تصب لمصلحتنا ومصلحة الامة من ما تهديه الينا من مواعظ صارت بين طياتها تنتشل واقعنا الحالي، ونحن ان شئنا ان نكون امتدادا لها علينا توظيفها بكافة اروقة حياتنا لنكون حسينيين حقاً.
كُلنا نهفو لأن يكون "خادم" لما لهذا الاسم من شرف عظيم ورفعة وثواب في الاخرة ووجاهة في الدنيا
ولكن مامعنى ان تكون خادما للحسين؟!
*على الخادم ان يعلم انه خادماً له الى الابد:
وان الرقابة التي يستشعرها في الحسينية نتيجة الاسود والمنبر واسماء اهل البيت التي امامه يجب ان تكون رقابة ترافقه طوال العام في كل الاماكن ليحافظ على هويته.
*الناس تنظر الى خادم الحسين على انه قدوة شاء ام ابى يقتدى بتصرفاته وحركاته ويرون ان كل شيء يفعله هو الفعل الامثل فعليه ان يكون ورعاً فطناً لان المسؤولية التي على عاتقه كبيرة، لو تصور الخادم ان المجتمع الذي يعيش فيه حسينية كبيرة وفعّل كل تصرفاته في الحسينية في حياته الاعتيادية سيلحظُ نتائج مبهرة غير متوقعة.
اولاً: سيادة المحبة ونبذ البغضاء، نرى ان الناس في المآتم تتصافح بحرارة وحتى المتخاصمين يتصافحون ويلقون السلام على بعضهم وكلاً يفسح المكان للآخر ويتجافى الاعم الاغلب الكلام في الغيبة والنميمة حفاظاً على قدسية المكان فلو نظرنا لذاتنا على اننا خدام حتى في خارج الحسينية لكان الاحرى بنا ان نكون كذلك في مرافق الحياة العامة.
ثانياً: حب المبادرة والتطوع للخدمة في المجلس، الكل يتسابق لنيل شرف سقي الماء او اطعام الطعام وتنظيف الحسينية فلهذا فليتنافس المتنافسون والكل يبادر ويسرع دون ان يطلب منه احدا ذلك حتى وان كان في غير حسينيته كأن يكون في مجلس دعي اليه، من هذا لو اننا جعلنا كل اعمالنا والوظائف التي نعمل فيها على انها باسم الحسين (ع) لخدمته وخدمة المجتمع وجعلناها اكثر اتقاناً وساعدنا كل محتاج للمساعدة ولو بشطر كلمة او نصيحة او اسداء خدمة او معروف ما لوجه الله وباسم الحسين (ع)، لرأينا في فترة وجيزة ازدهارا ملحوظا.
ثالثاً: ان الخادم في فترة المحرم وصفر يسعى لتهذيب ذاته وتعويدها على الاخلاق الحسنة وحب الخير للاخرين فليسعى لديمومة هذا المسعى حتى يكون خادماً للحسين قلباً وقالباً فاننا نسير على منهج من خط لنا الدرب بدمه.
رابعاً: تصنف ايام العشرة الاولى من محرم على انها للقاسم والاكبر وابي الفضل والرضيع فتقسم المجالس على هذا الاساس فيبكي الناس شباب الاكبر والقاسم ووفاء العباس ومظلومية الرضيع وتتفجر المآقي حزنا والماً لها، فلو كل شاب نظر لمبادئ الاكبر واتخذها منهجاً له، فلو كل اخ وفى لاخيه ووقره كما فعل العباس ولو اجتمعنا لرفع الظلم عن اطفال مجتمعنا واطفال العالم باسم الرضيع وسرنا على مبادئ ذبيح العاشر من نبذ ظلم ورفض ذلة لقلبنا الموازين وكنا شعباً حسينيا باكمله.
اضافةتعليق
التعليقات