لم يكن نابليون بونابرت مخطئا حين قال: (إن اليد التي تهز السرير هي التي تهز العالم) ومن هنا تنطلق معاناة الأم حينما تبث الروح فيه وهو داخل الرحم ليشاركها كل شيء حتى يبصر النور.
لا يمكننا الحديث عن الطفل من دون ذكر المرأة, فالمرأة لها دور في تنشئة الطفل, فهي الام وهي التي تعد الحلقة الاولى في الوجود كله على مستوى الكائنات الحية, كما يقع على عاتقها الدور الاكبر في هذه المهمة, وهي مهمة دور الام المربي الاول له.
ولكن في مجتمعنا ما زالت المرأة تعاني الكثير من التهميش, والاضطهاد, اضافة الى هذا فإنها تتلقى نصيبا اخر كونها انثى, حيث ينظر لها المجتمع نظرة سلبية من اول يوم ولادتها, وحين يقال لاحدهم ان زوجته ولدت بنت يشعر وكأن صاعقة, او مصبيه وقعت على رأسه.
وقد بقيت هذه النظرة للأنثى متداولة ليومنا هذا, على الرغم من نهي الاسلام لنظرة التفريق تلك, الا انها امتدت الى الامثال الشعبية كما يقال (مكروهة وجابت بت) وهذا يعني ولادتها لبنت ستضاعف الكراهية ضدها.
كما وما زالت بعض المجتمعات القروية تحرمها من التعليم لممارسة دورها الانساني, والغريب بالأمر تطالبها بأنشاء جيل واعي ومثقف في تربية ابنائها!
كيف وهي مضطهدة في الجانب التعليمي!
اذ ينظرون لها داخل الاسرة كشخص من الدرجة الثانية, فيقدم عليها الذكر في كل شيء, كأم, وزوجة, واخت فليس لها رأي في ادارة المنزل والرأي الاول والاخير للرجل.
ومن هنا ندرك ان لهذا الحرمان اثر سلبي على الاسرة والمجتمع, فضلا عن تكوين المرأة لذاتها و ممارسة حقوقها كإنسان في بناء شخصيتها في التعليم, والثقافة, والتربية.
وقد تغنى بها في هذا الصدد احد الشعراء قائلا:
الام مدرسة اذا اعددتها اعددت شعبا طيب الاعراق
فالمرأة هي نصف المجتمع وهي ايضا مربية نصفه الاخر, فاذا اصلحت صلح حال المجتمع, وان تدهورت اوضاعها ولاقت الاهمال, يصبح المجتمع كسولا بلا ارادة, لأنها من يبني المجتمع من خلال دورها به على جميع المستويات.
ولا يخفي علينا دور بعض الرجال في مساندة المرأة سواء ان كانت زوجة ام, اخت, او حتى زميلة عمل بدعمها ومؤازرتها في عملها داخل وخارج المنزل, والمساهمة ايضا في تربية الاطفال.
وهذا ما سعى له الاسلام, حينما اشرق النبراس المحمدي برسالته السماوية عن مكانة المرأة فضلا لذكرها في القرآن الكريم.
وحثت ايضا بهذا الجانب الندوات التثقيفية للتنمية البشرية بممارسة المرأة حقوقها ضمن الاطر الدينية ومساعدة الرجل لها بذلك لزرع الثقة بداخلها لتعتلي سلم النجاح.
اضافةتعليق
التعليقات