للمبادرة أهمية كبيرة في حياة الانسان فهو بطبيعته مبادر نحو التغير ، وتساهم المبادرة في شخصية الفرد من تغير السلوك وتطويره نحو الأفضل، وهذا الأمر يعتبر من الأمور المطلوبة بكثرة في تحسين السلوك الفردي، وفعالية في المجتمع، ولهذا دور إيجابي في زيادة العلماء والخبراء في المجتمعات المتطورة، لأن معظم القدوات أو الشخصيات البارزة برزت نتيجة لمبادرات قدموها في مجال تخصصهم، حيث أن استمرار المبادرات يساعد على زيادة تقدم العلوم المختلفة، فيصبح هناك شخص يقدم مبادرة في مجال العمل الميداني، وآخر يقدم مبادرة في مجال علمي، ويطور كل منهم ما يريده إلى أن تستمر عملية المبادرة.
وقد عرف ان المبادرة لها دور كبير في القضاء على وقت الفراغ، حيث أن الأمة التي تبادر لا يوجد عندها أي وقت فراغ، فالكل يعمل والكل يبادر، وتكون النتيجة بالطبع نتيجة إيجابية، حيث تقل نسبة الفساد الاداري والمالي، وتقل البطالة، وتنتهي الجرائم، ويزيد من انتاج المجتمع اقتصاديا ومعنويا.
المبادرة لغة: هي المسابقة والمسارعة.
اصطلاحًا: هي المسابقة على الخير؛ فكرا أو قولا أو فعلا، ناتجة عن انفعال ذاتي؛ يترجم إلى عمل مثمر لصالح الأمة.
والدين الاسلامي هو من فتح باب المبادرة حيث قال الله تعالى في كتابة (وقال ربكم ادعوني) حيث نرى في مجال الدعاء فإن الله تعالى يطلب من الانسان المبادرة في الدعاء لتأتي الاجابة حيث قال (استجب لكم )..
وآية أخرى يقول الله سبحانه وتعالى﴿إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا﴾.
فالمبادرة كانت برنامجاً أساسياً في رسالة النبي ﷺ حيث كان يذهب بنفسه ويبادر الاعمال ولم يكتف بأن يرسل رسولا عليهم مما كان يثق فيهم يميناً ويساراً ولم يكن الأمر بحاجة إلى رسل وكتب سماوية، ولكن الله تعالى يريد من الناس العمل الدؤوب وبعزيمة لا تلين والسعي الدائم لمبادرة الإيجابية وتغير مصير الانسان والأخذ بيد الآخرين في سبيل الإصلاح والتعمير والنهوض بهم ومحاولة تجنيبهم وتخليصهم من المآزق والمشكلات.
مما لاشك فيه إن مجتمعنا اليوم ما أحوج اليه هو المبادرة في اصلاح ما فسد وخاصة ونحن نعيش الثورة التي خرجت والشباب الذين يمتلكون روح المبادرة بادروا إلى التغير الحكومي، ورفض التدخلات الاجنبية حيث شهد الشارع العراقي مبادرات انسانية واخلاقية من الشباب، في ساحات التحرير وغيرها، فكانت المبادرة اساس التقدم الاخلاقي لهذه الثورة بعد محاولات لاصلاح الحكومة وتوفير فرص عمل والاكتفاء بالوعود الكاذبة وتضييق الخناق على الشباب وتحطيم احلامهم وآمالهم، فكانت وعودهم قبل الانتخاب شيء وبعد الوصول إلى كرسي البرلمان شيء آخر وهذا ما نهى عنه (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ* كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ).
والإمام علي في أكثر من موقع يوبخ أصحابه الذين يكثرون من الكلام في المجالس ولكنهم لا يفعلون شيئاً لتغيير الواقع، يقول: ((كلامكم يوهي الصم الصلاب، وفعلكم يطمع فيكم الأعداء، تقولون في المجالس كًيْت وكًيْت، فإذا جاء القتال قلتم حٍيْدٍيْ حَيَاد!!)).
فالمسيرة نحو المبادرة تحتاج إلى تكثيف الجهود ومعرفة اهمية هذه المبادرة، واليوم إذا ما أردنا أن نتقدم بمجتمعنا، وأن ننهض بشعبنا، فعلينا كأفراد وكمجتمع أن نبادر إلى فعل الخيرات ومحاربة الفاسدين من السلطة وأزلامها، على أن لا يكون على حساب الطرف الثالث أو أن تكون المبادرة تابعة لحزب أو نظام فهنا ستكون مبادرة سياسية، وإلا فإن العبارات والكلمات وحدها لا تقدم شيء بينما المسارعة والمبادرة إلى فعل الخيرات هو الطريق الصحيح، وعنوان التقدم الاخلاقي، فليكن رجال الامام علي قدوة لنا في مبادرتهم القتالية ومعرفة متى تكون المبادرة الايجابية.
بادر من أجل وطن خال من الفساد، بادر من أجل تعليم أفضل، بادر من أجل حياة كريمة تليق بك، بادر لتكن أنت الأفضل، درب عقلك على الامساك بزمام المبادرة دائماً.. كن الفعل ولا تكن رد الفعل. ديل كارنيجي.
اضافةتعليق
التعليقات