إن المال يصنع شيئا من السعادة ولكن تبقى ناقصة لأن الإنسان بطبعه كائن اجتماعي يحتاج إلى الحب والعائلة والأصدقاء، وهذه الدنيا بالفعل غريبة فالذي يملك المال غير سعيد والذي لا يملكه أيضا غير سعيد لكن في النهاية قد تكون السعادة بالقناعة.
إن السعادة ليست متوقفة على الثراء والغنى فرب غني حياته بائسة وحزينة او فقير حياته سعيدة وهانئة.
قال النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم: «الفقر فخري وبه أفتخر» وذلك عندما يكون الفقير فقيرا إلى الله وحسب، وبذلك هو أغنى الأغنياء! لأنه اكتفى بالله سبحانه وتعالى عمن سواه، فالمعيار لحقيقة الغنى هو الاكتفاء بالله فقط لا غير.
فالسعادة قد لا تكون في جمع الأموال واكتناز الكنوز, فكم من أغنياء هم أشقى الناس وكم من فقراء هم أسعد الخلق حالاً ومآلاً.
المال يوفر وسائل الراحة المادية وليس وسائل السعادة، لكنه يجلب معه التعب الذهني والنفسي في الغالب فالأمور التي ستفكر فيها للحفاظ على المال وكيفية إنفاقه والمشاكل معه لن تكون بالتأكيد موجودة سابقا.
عندما تملك جهاز موبايل بدون ألوان أو اي ميزات أخرى، ستظن أن امتلاكك (لأيفون) سيجلب لك بعض السعادة، وعندما تستخدم ذلك الجهاز المتطور فترة ستجد أن السعادة ليست فيه بل يمكنك الاستغناء عنه دون أن تصبح حزينا أو بائسا!.
يقولون إن السعادة لا تشترى بالمال، وهذا صحيح، ولكن الصحيح أيضا أن المال قادر على شراء "حزن أقل"، إذ توصلت دراسة حديثة أجريت في جامعة بريتيش كولومبيا الكندية إلى أن الدخل المالي المرتفع لا يرتبط بازدياد مقدار السعادة التي يشعر بها الشخص، ولكنه يرتبط بشعوره بالحزن بشكل أقل.
وفحص الباحثون بيانات 12 ألفا تم تسجيل معلومات دخولهم وما قالوا إنهم يشعرون به، ولاحظوا أن الذين كانت مداخيلهم أعلى لم يشعروا بزيادة في السعادة اليومية، ولكنهم سجلوا مقدارا أقل من الحزن يوميا. ونشرت نتائج الدراسة في مجلة علم النفس الاجتماعي وعلم الشخصية.
وخلص الباحثون إلى أن المال قد يكون أداة فعالة أكثر للحد من الحزن بشكل أفضل من الحصول على السعادة وتعزيزها.
وأحد الأسباب التي اقترحت لتفسير ذلك هو أن المال يساعدك على التعامل مع الظروف السلبية، مثل حدوث خراب في المنزل أو رفع الأقساط الدراسية، ولذلك يؤدي هذا لدرء هذه المنغصات وما تسببه من حزن للشخص.
وفي هذا الموضوع قمنا بعمل استطلاع رأي لمعرفة آراء الناس بذلك وكان السؤال كالتالي:
برأيكم هل السعادة متوقفة على الثراء والغنى؟!
أجابت الكاتبة حنان حازم عن هذا الموضوع:
لا شك أن للجانب المادي دور كبير في خلق السعادة لدى البشرية بصورة عامة، وقد يتوفر عند الفرد الثري جُم ما يرغب به، أو ما يسعى الجميع لامتلاكه بشتى الوسائل والطرق، من متطلبات الحياة الضرورية منها والغير ذلك؛ ولكن كثيرًا ما تظهر لنا حقيقة مرة يعاني منها غالبية الاثرياء وهي انعدام شعورهم بالسعادة!.
قد يتفاجئ الكثير منا بهذه الحقيقة وقد لا يصدقها البعض لكونه لا يجد مبررًا مقنعًا للذي يملك الاموال التي يستطيع بها توفير كل ما يُسعده؛ متناسين بأن الامور المحسوسة لا تشترى بالمال كالأشياء الملموسة! فالسعادة المكتسبة لمسيًا لن يطول بقاؤها فعندما تشتري ما تحتاجه ستسعد بذلك ولكن عندما تبدأ بإستعماله ستتلاشى لديك هذه السعادة شيئًا فشيء..
من هنا اود القول بأن الجانب المعنوي هو المسؤول بالدرجة الأولى عن السعادة الحقيقية ومن ثم يأتي دور الجانب المادي، فإن العاطفة والحُب والاهتمام وكل المشاعر الجميلة التي نشعر بها؛ في الحقيقة هي من تولد لدينا السعادة وتدوم بدوامها.. وتبقى القناعة كنز لا يفنى لدى مالكيها.
وأبدى دكتور صلاح جلوخان رأيه حيث قال: احيانا الثراء يصنع لك رفاهية بطعم التعاسة،
وقد يكون هناك فقر بنكهة السعادة.
وقد أبدت رأيها فاطمة الحسيني حيث قالت: اعتقد ان السعادة هي في فهم ذاتك وتحرير الفكر، بالتالي تصبح نفسك محررة من كل هذه الماديات وتصبح غايتك ارضاء الله اولا ثم مساعدة الاخرين.
كما أبدت الكاتبة زينب السماك رأيها وقالت: ليس كل غني سعيد وليس كل فقير تعيس، اهم شيء الصحة وراحة البال، المال هو لإتمام الاحتياجات اليومية والغني غني النفس لا المال.
اما حسين الخزعلي عبر عن رأيه: قِيل لأحد الحكماء، ماهي السعادة؟ قال: عافيةٌ في الدنيا وعفوٌ في الآخرة.
وقد أجاب المهندس مهند ستار: المال جزء من أساسيات الحياة لكن ليس هو كل شيء فهنالك امور كثيرة لا يصنعها المال، وأما السعادة فهي مبدأ قائم على أمور مادية تزول نشوتها بزوال هذه الأمور، هناك ما هو ابلغ وأعظم من السعادة كما عبر القرآن الكريم في سورة الفجر "النفس المطمئنة"، فعند وصول الإنسان إليها سيكون في قمة الرقي النفسي والروحي وستغنيه عن كل هذه الزوائل الفانية.
وهكذا، اتفق الكثير على عدم وجود علاقة مباشرة بين الثراء والسعادة وان سعادتهم تنبع من مصادر مختلفة كالصحة، وراحة البال، والزواج السعيد، وهي من الأمور التي تعتبر حسب رأيهم اهم من امتلاك رصيد ضخم في البنوك.
اضافةتعليق
التعليقات