أطلقت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية حملة تستمر 16 يوما لمناهضة العنف ضد المرأة، تنتهي في 10 كانون/ ديسمبر الذي يوافق اليوم العالمي لحقوق الإنسان.
وبدأت هذه الحملة بالتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة في 25 تشرين الثاني/ نوفمبر حيث تقوم مختلف الدول بعقد فعاليات متنوعة خلال هذه الفترة تضامنا مع الحملة.
وفي رسالته بهذه المناسبة، قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في كل 11 دقيقة، تُقتل امرأة أو فتاة على يد شريك أو أحد أفراد الأسرة.
وأضاف "نعلم أن هناك ضغوطا أخرى، من جائحة كورونا إلى الاضطراب الاقتصادي، ما يؤدي حتما إلى المزيد من الإساءات الجسدية واللفظية".
وأضاف أن النساء والفتيات يواجهن أيضا عنفا متفشيا عبر الإنترنت، من خطاب الكراهية المعادي للنساء إلى التحرش الجنسي وإساءة استخدام الصور والاستمالة من قبل المحتالين.
وأوضح أن "استهداف نصف البشرية بالتمييز والعنف وسوء المعاملة يأتي بتكلفة باهظة. فهو يحدّ من مشاركة النساء والفتيات في جميع مناحي الحياة، وينكر حقوقهن وحرياتهن الأساسية ويعيق الانتعاش الاقتصادي المتساوي والنمو المستدام الذي يحتاجه عالمنا".
بلغت ظاهرة قتل النساء في العديد من الدول العربية ذروتها في الأعوام الأخيرة، وأخذت تلك الجرائم منحى غير مسبوق من حيث القسوة والجهر بها.
ففي مصر مثلا، سجلت دراسة أجرتها مؤسسة إدراك للتنمية والمساواة، وهي منظمة غير حكومية، 813 جريمة عنف ضد فتيات وسيدات وردت في تقارير إعلامية وبيانات صادرة عن النائب العام في عام 2021، ارتفاعا من 415 جريمة في عام 2020
ويقول محامون وضحايا إن النساء اللائي طلبن مساعدة السلطات لم يتلقينها في أحوال كثيرة وفقا لتقرير نشرته وكالة رويترز.
أما في الجزائر، فقد كشفت مبادرة "لا لقتل النساء - الجزائر"، وهي مبادرة أطلقتها ناشطات جزائريات في مارس/ آذار 2022، أن عدد حالات قتل النساء وصل إلى تسعة خلال هذا العام، وفي غضون أقل من ثلاثة أشهر فقط.
وقد شهد العام 2021، مقتل حوالي 55 امرأة من مختلف الفئات العمرية، وظهر في العديد من الحالات أن الجناة من أفراد الأسرة المقربين وفقا لتقرير نشرته وكالة الأنباء الفرنسية.
قتل جهاراً نهاراً
في مصر، خلفت جريمة قتل الطالبة الجامعية نيرة أشرف في شهر حزيران/ يونيو الماضي، على يد زميل لها ذبحا بسكين في وضح النهار أمام أبواب جامعتها في مدينة المنصورة، صدمة كبرى وسط المصريين والعالم العربي، وأحيا الجدل بشأن العنف ضد المرأة.
وبعد أيام قليلة من مقتل نيرة، لقيت الطالبة الأردنية إيمان أرشيد مصرعها بعد تعرضها لإطلاق نار على يد شاب رفضت الارتباط به، وكان مسرح الجريمة جامعة العلوم التطبيقية الخاصة شمال العاصمة عمان.
وبعد ذلك بأسابيع قليلة شهدت مصر جريمة مروعة مرة أخرى، عندما قتل طالب جامعي زميلته وتدعى سلمى بهجت في مدخل عقار سكني بمحافظة الشرقية، بعد طعنها سبع عشرة مرة.
وتشابهت وقائع الجرائم الثلاث، حيث أن نيرة وإيمان وسلمى طالبات جامعيات، وكان سبب قتلهن رفضهن الارتباط بالجاني كما أشارت تحقيقات النيابة.
ويرى البعض أن جريمة قتل نيرة شجعت على ارتكاب جريمتي إيمان وسلمى، بعد قيام قاتليهما بإرسال تهديدات مماثلة كتلك التي أرسلها قاتل نيرة لها.
وشهدت الإمارات كذلك حادث مقتل الشابة لبنى منصور الأردنية - الفلسطينية، التي قتلت طعنا على يد زوجها وهي في سيارتها.
وأشارت تقارير إعلامية إلى أن لبنى كانت تحاول الانفصال عن زوجها لوجود خلافات بينهما.
كما قتلت المذيعة المصرية شيماء جمال على يد زوجها، ووجهت النيابة العامة المصرية تهمة القتل للزوج وهو قاضي مع سبق الإصرار بالاشتراك مع آخر وهو المبلغ عن الجريمة.
وفي الجزائر تم اكتشاف جثة لشابة تدعى شيماء (19 سنة) في محطة وقود مهجورة في الضاحية الشرقية من العاصمة في 3 أكتوبر/ تشرين الأول 2020.
وكشفت الأم عن تعرض ابنتها لـ "الاغتصاب للمرة الثانية" على يد المجرم نفسه، الذي اعتدى عليها جنسيا العام في العام 2016، وتقدمت الضحية حينها بشكوى ضده لدى الشرطة، قبل أن يدان بثلاث سنوات سجنا.
ويرى حقوقيون أن هناك أسباب مختلفة أدت إلى زيادة العنف ضد المرأة في المجتمعات العربية من أبرزها غياب قوانين رادعة، الاستهانة والاستقواء على المرأة، إضافة إلى طريقة التفكير والخلفية الثقافية التي تقول إن الرجل دائما على حق. حسب بي بي سي
اضافةتعليق
التعليقات