جهل مركب يرتدي زي العلم وسيماء أهله.. وما هو إلا فتنة ضاربة الأطناب في قلوب أتباعه وابتلى الناس به.. {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ * كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ} [الحج 3 - 4].
ديدنه الجدال والمناظرة تعم ارجاء الدول الاسلامية مابين شباب تتلطش بأفكار مستوردة وعقول خبيثة تهيمن عليها تبعدها عن الدين كل البعد، ومابين دول بدأت بنبذ كل مايمت بصلة للاسلام، فقط لأثبات نظرية الجهل، هي نظرية حق متناسين ان للأسلام الله الجبار القادر المقتدر..
جماعات يعبدون اللاشيء وربما هم ذاتهم يعلمون ان لاوجود لهكذا الهة يقنعون الناس بالجهل من ثم يصلون لدرجة تصديق انفسم فقط لمصالح شخصية فتجعل الناس كقطيع تائه لايفقه شيء، يتبعون النفس الامارة بالسوء ويقاضون الروح التي وضعها الله في الانسان، كل شيء يجعلنا في حيرة من امرنا ما الذي يحدث، شيء مريب، هل هي علامات الساعة ..
والاكثر غرابة تلك الامة التي تصفق لجلادها في حين انه يداهم كل شيء فينا..
اعتقال الحياة!
كانت اولى ساعات الصباح، يوم صامت مفزع.. داهموا الغرفة البالية، بقايا الحياة لدى عائلتي، بعثروا كل الاشياء جعلوا عاليها سافلها اوقظتنا زمجراتهم دون استئذان، يستبيحون كل شيء بسخافة وينسجون سيناريوهات دنيئة، يدوسون بلامبالات ويدعسون دون مبالات بمصحف او موضع صلاة، يستفزوننا فقط ليجعلوا منا محل انزال عقاب.
كانت ساعات كأنها بحر متلاطم فيه مد وجزر من الدماء، احيانا اشعر بأن امواجه تداهمنا حد تغطيتنا فأختنق، تتربص بنا الدوائر لتنهشنا وكأن الفرج بات لدينا ستار دقيق شفاف، ومرت الساعات واصبحت اعوام تنهش خريفنا وتكشر ربيعنا وتقبل شتاءا وتدبر صيفا لنستخلص منها درس قاس مرير بأن الاتكال على غير الله مضيعة والتوسل لغيره لنشحذ عطفا حماقة مابعدها حماقة ..
ساعات الموت !
كانت ساعات اشبه بسرداب موحش تحيطه اسوار فرضت علينا قسرا كصندوق اسمنتي اودعت فيه شتى انواع الالم ..
فضاء اعدوه معتركا لتصفية الحسابات مع الخصوم، لنشاهد نحن الموت قبل ان يقبل علينا من قطع اجزاء الجسد، قلع الانياب، وفصل الرؤوس عن الاجساد وكأنها دمية لاروح لها، كل شيء يجعلنا ندخل عالم صامت ونترقب الموت وهو يتسلل الينا من ثقوب السور المؤلم ..
بلادنا سرقت فهل من سبيل اليها؟
شبكة لاتتقيد بدين ولاتنصاع لهدى المرسلين، كأنهم صرير مفتاح يأبى الا ان يكسر هدوء الليل، وطني ارثيك واي رثاء يشفيك وفيما تجدي المرثيات، اغتصبوك واغتالوا بسمة الطفل، ودلع الام وغنج الخليلة، ياوطن الجراح النازفات، حدثونا عن اقصوصات مرت من هنا شقت ثراك ذات زمان غابر، اليوم بتنا بين شك ويقين، اتراهم حقا كانوا هنا، اهل المجد ام اننا نغازل تاريخ كاذب لنا معه فصام خبيث، ارثيك يازمن الاسر والقهر والثورة ..
تمر الايام وتقبل ايام المفاجع نستذكر تأريخ اهل الراية والاباء تاريخ حتى الاطفال فيه رسموا نصرا بكفوف الدم وابتسامة رغم الاسى نستذكر ايام سيد الشهداء فهل من ضمائر تصحوا للحياة وتضحي للبلاد والدين كما ضحوا ال البيت والعترة العلوية ..
اليوم نرتل صباح الجمر وطني.. فنرى كل منهم يرتدي هندام يناسبه، بعضهم يرتدي عباءة التأصل وجوفه كذئب يتربص للقطيع، واخر يتمنطق بحزام شاعر وهو فارغ لايفقه ابسط الامور ويشحذ قاموسا للغة العربية لعل بعض الكلمات الفصحى تسعفه لجفاف الفاظه ..فيعتصرون ايامنا كيوم يتيم خاليا من الحب وطعامه فسد ولامعيل له.
يقفون على المنصات ويرتدون الدين في شاشات التلفاز، يشرحون الامل ويبطنون الالم، هم ذاك الحرف بين الامل والالم، يغيرون مكانهم خلف الكواليس ونحن نسير وراءهم مغمضي الابصار لانرى سوى نور هم وضعوه تحت الغطاء الذي اغمضونا به، فتتلاشى العقول ونمضي نحو عبوديتنا دون وعي منا..
لكن الى متى؟ تستمر التساؤلات وتتعدد الاجابات، نجد كل يوم حلا لنبصر بعد لحظات انه وهم بثوه في اسلاك عقولنا وتتفرق الابدان وكل منا يسير في اتجاه مختلف، ثم ماذا؟ نختلف على كل شيء، نقتل اخوتنا فقط لطائفة او دين، نقتل الحياة فقط لأننا نشعر بخطأ ولكنها اخطاء وتداعيات تقمصناها جراء افكارهم الخبيثة ومبادئهم الدنيئة..
وبما ان الفرقة والاختلاف من القيود والموانع التي تحول دون وصول الانسان الى هدفه في سيره التكاملي، فنجد القرآن الكريم يدعونا دائما الى الاسراع في حل النزاعات والخلافات المؤدية الى زرع الفتنة والفرقة بين المؤمنين، وهو بدعوته هذه يكون داعيا الى ايجاد حياة سعيدة وهنيئة يسودها الامن والاستقرار والطمأنينة والمحبة والاخوة في الدين والخلقة، فتكون رشادا لعقولنا، وفائدة لأبناء جلدتنا واخواننا في الدين. وقد كان من بين تلك الايات الداعية الى تفعيل هذا المعنى، قوله تعالى: {إنما المؤمنين إخوة فأصلحوا بين اخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون} (الحجرات: 10).
اضافةتعليق
التعليقات