تتراوح أعراض الصدفية ما بين خفيفة تُسبب التهاباً وحكة بسيطة، وقوية قد تؤدي في النهاية إلى أمراض خطيرة مثل التهاب الرئتين وأمراض القلب، وهي ليست مرضاً جلدياً بسيطاً كما قد يظن البعض، إنما تحدث نتيجة خلل في الجهاز المناعي.
ما هي الصدفية، وأسبابها، وأعراضها، وطرق علاجها المختلفة، والمضاعفات التي قد تسببها؟ إليكم كل ما تريدون معرفته:
ما هي الصدفية؟
ليست الصدفية مجرد التهاب جلدي كما يظن البعض، إنما تصنف كونها واحداً من "الأمراض المناعية الذاتية المزمنة"، وتتميز بانتشار بقع حمراء مقشرة على الجلد.
يحدث التقشر بسبب تسريع الصدفية لدورة حياة خلايا الجلد وتسببها في تكاثر الخلايا الجلدية بسرعة أكبر مما ينبغي، وهذا يؤدي بدوره إلى سماكة الجلد واحمراره وحدوث التقشير.
ويمكن كذلك أن تؤثر على كامل الجلد بما في ذلك فروة الرأس والأظافر.
وعادة ما تختلف شدة الصدفية بشكل كبير من شخص لآخر، حيث يعاني بعض الأشخاص من تهيج طفيف فحسب، بينما يعاني آخرون من التهابات شديدة مؤلمة.
أعراض الصدفية
وفقاً لما ورد في موقع Medical News Today، تشمل أعراض الصدفية بقعاً حمراء متقشرة، ومن المحتمل أن تسبب حكة شديدة أو حرقة.
قد يعاني المصابون بالصدفية من أعراض شديدة تهدأ فجأة ثم تعود بالظهور مرة أخرى، وقد تتراوح فترة الهدوء ما بين 1 و12 شهراً في المتوسط.
وتتراوح الأعراض ما بين خفيفة وشديدة تبعاً لنوع الصدفية، وإجمالاً:
تغطي الصدفية الخفيفة أقل من 3% من الجسم
تغطي الصدفية المعتدلة 3-10% من الجسم
تغطي الصدفية الشديدة أكثر من 10% من الجسم
وقد تظهر الأعراض في أي منطقة من الجسم، إلا أن الصدفية شائعة الظهور للغاية في المرفقين والركبتين وأسفل الظهر وفروة الرأس.
أسباب الصدفية
في حين أن أسباب الإصابة بالصدفية لا تزال غير واضحة، حيث يعتقد العلماء أنه مرض مناعي ذاتي.
تؤثر أمراض المناعة الذاتية على الجهاز المناعي، الذي ينتج خلايا T لحماية الجسم من الأمراض المعدية.
وبالنسبة للأشخاص الذين يعانون من الصدفية، قد يستهدف جهازهم المناعي الخلايا الخاطئة، ونتيجة لذلك تنتج خلايا T مواد كيميائية تسبب الالتهابات في الجلد في حين تعتقد أنها تساعد الجسم في القضاء على دخيل ما.
ويؤدي نشاط المناعة الذاتية هذا إلى النمو المفرط لخلايا الجلد مسبباً الصدفية.
وتختلف مسببات هذا الخلل في عمل الجهاز المناعي من شخص لآخر، لكنها عادة تشمل:
التوتر والقلق
إصابات الجلد
الالتهابات
التغيرات الهرمونية
إضافة إلى أن أدوية معينة قد تؤدي إلى الإصابة بالصدفية منها:
الليثيوم
مضادات الملاريا
الكينيدين
إندوميثاسين
يربط بعض الأشخاص الصدفية بالحساسية والنظام الغذائي والطقس، ولكن لا يوجد دليل يدعم هذه النظريات حتى الآن.
ومن المهم أن نعلم أن الصدفية ليست مرضاً معدياً.
علاج الصدفية
إذا كنت تشك بإصابتك بهذا المرض عليك التوجه للطبيب للتأكد، ولتحديد نوع الصدفية التي تعاني منها، وقد يشمل علاج الصدفية تبعاً لنوعها إما الأدوية أو العلاج بالأشعة فوق البنفسجية.
وعموماً، يجب على الأشخاص المصابين بالصدفية استخدام المرطبات للحفاظ على ترطيب البشرة بالإضافة إلى العلاج الرئيسي. يمكن أن يساعد هذا الإجراء الوقائي في تقليل الحكة والتهيج.
المضاعفات الناتجة عن الإصابة بالصدفية
قد تسبب الصدفية مشاكل صحية أخرى تصيب العظام والعضلات ونظام التمثيل الغذائي. إليكم أبرز تلك المشاكل:
التهاب المفاصل الصدفية
يصاب ما يصل إلى 30% من الأشخاص الذين يعانون من الصدفية بالتهاب المفاصل الذي يعرف باسم التهاب المفاصل الصدفي.
ويؤدي ذلك إلى حدوث التهاب وتلف تدريجي في المفاصل، وغالباً ما يصيب الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 30 و50 عاماً.
مضاعفات أخرى
قد يعاني الأشخاص المصابون بالصدفية من الإقصاء الاجتماعي وتدني احترام الذات.
إلى جانب الانزعاج الجسدي والحكة وألم الصدفية، يمكن أن يؤثر ذلك على نمط حياتهم بشكل عام.
قد يساهم الضغط المجتمعي الذي يتعرض له المصابون بهذا المرض المزمن في الإصابة بالاكتئاب والقلق.
قد تؤدي الصدفية أيضاً إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، ومتلازمة التمثيل الغذائي، والسكري، وبعض أنواع السرطان، بما في ذلك سرطانات الرأس والعنق وأورام الجهاز الهضمي. حسب عربي بوست
أطعمة تساعدك بالسيطرة على الصدفية وتحسن جودة حياتك
اتباع نظام غذائي متوازن ومتنوع، إضافة لممارسة التمارين الرياضية وممارسة عادات صحية ليس للسيطرة على أعراض الصدفية فحسب، وإنما لتحسين صحتك وجودة حياتك أيضا.
ويستعرض تقرير موقع "ستيب تو هيلث" الأميركي قائمة الأطعمة الصحية التي تخفف من أعراض الصدفية، فضلا عن تلك التي ينبغي تجنب تناولها حتى لا تتفاقم أعراضها. وتجدر الإشارة إلى أن تغيير عادات الأكل قد لا يعالج هذا المرض، إلا أنه يمكن أن يساعد في التقليل من أعراضه.
النظام الغذائي
أظهرت نتائج دراسة حللت النظام الغذائي لأكثر من 1200 مصاب بالصدفية أن بعض الأطعمة تساهم بشكل كبير بزيادة حدة أعراض المرض، في حين أطعمة أخرى يمكن أن تخفف منها.
وكان أغلب المشاركين بالدراسة يتبعون نظاما غذائيا خاليا من الغلوتين، إلى جانب عدم تناول الخمور على الإطلاق، وزيادة استهلاك الخضراوات وفيتامين د.
وأكد عدد كبير من المشاركين أن بعض الحميات الغذائية، على غرار حمية البحر الأبيض المتوسط وحمية العصر الحجري والحمية النباتية والنظام الغذائي الخالي من الغلوتين، إلى جانب الحميات التي تحتوي على الكثير من البروتينات ونسبة منخفضة من الكربوهيدرات، ساعدتهم على السيطرة على الصدفية.
أطعمة للسيطرة على الصدفية
نشرت الدورية العلمية "غاما ديرماتولوجي" بعض التوصيات الغذائية للسيطرة على هذا المرض الجلدي.
1. الفواكه والخضراوات
يوفر عدد من الفواكه والخضراوات العناصر الغذائية الأساسية للسيطرة على الصدفية، على غرار فيتامين أ، ومضادات الأكسدة، والزنك، والسيلينيوم، والمغنسيوم.
ومن الخضراوات والفواكه التي ينبغي تضمينها ضمن النظام الغذائي: الجزر، الفلفل الحلو، اليقطين، السبانخ، القنبيط الأخضر، الأفوكادو، المشمش، المانغو، العليق، التوت الأزرق، توت العليق الأسود.
2. أوميغا 3
تُعرف الأحماض الدهنية أوميغا 3 بخصائصها المضادة للالتهاب. وينصح الجميع بتناول الأطعمة الغنية بهذه الأحماض الدهنية على غرار الأسماك الزيتية (مثل سمك السلمون والسردين وسمك الرنجة) والمأكولات البحرية، والمكسرات، والبذور، والبقوليات (مثل فول الصويا والحمص).
3. الحبوب الكاملة
تناول الأطعمة الغنية بالألياف والبروبيوتيك مهم لصحة الأمعاء، كونها تساعد الجسم على امتصاص العناصر الغذائية. ويوصى بتناول الأطعمة التي تحتوي على الحبوب الكاملة على غرار الأرز والقمح والدخن والشوفان والخبز، كونها تحتوي على نسبة عالية من الألياف ومصدرا هاما للمعادن. وينصح بتجنب الأطعمة المصنوعة من الدقيق الأبيض.
وبالإضافة لذلك، ينصح بتناول الفطر الهندي والزبادي لزيادة استهلاك البروبيوتيك.
4. فيتامين د
أظهرت بعض الدراسات أن تناول فيتامين د الموجود في الأسماك الزيتية والبيض وبذور عباد الشمس يساعد بالسيطرة على الأمراض الالتهابية، على غرار الصدفية.
لا لهذه الأطعمة وتلك العادات
ليس من الضروري الاستغناء بشكل كامل عن تناول هذه الأطعمة، وإنما يكفي التقليل من استهلاكها.
. الأطعمة المصنعة والسكريات المكررة
يوصى بتجنب استهلاك الأطعمة المصنعة مثل السمن النباتي والمشروبات الغازية والصلصات.
. اللحوم الحمراء
ينصح الخبراء بتقليل استهلاك اللحوم الحمراء، وتجنب تناول الدهون الموجودة فيها، كونها تحتوي على السيتوكين الذي يساهم بتفاقم أعراض الصدفية.
. القهوة والحليب
يساهم تناول القهوة والحليب بزيادة عدد السيتوكينات، وهي البروتينات الموجودة بالخلايا المسؤولة عن تنظيم الالتهابات. لذلك يفضل الامتناع عن شرب القهوة والحليب.
. الدهون
اتباع نظام غذائي يتضمن أطعمة غنية بالدهون المشبعة يمكن أن يفاقم أعراض الصدفية. لذلك، ينصح بالتقليل من استهلاك الدهون. حسب الجزيرة
اضافةتعليق
التعليقات