قلتَ ان مكاني هنا واشرت الى الجانب الايسر حيث يسكن قلبك..
كنت ارى سعادتك بي تكبر يوما بعد يوم، عيونك تلتمع حبا، وذراعك لاتكاد تفارق كتفي حيث تضمنّي الى صدرك،
على شفاهك ترتسم ابتسامة كلما وقعت عيني عليك،
حتى في اوقات صمتك كنت استمع لنبضات قلبك تتسارع وتسبق الكلمات وتدق مسامعي بأنغام لامثيل لها..
كنت تشعرني اني قطعة من جسدك وروحك بل انا قلبك ودقاته التي تتمتم بكلمات الحب كلما اقتربت منها..
اشعر بين ذراعيك اني بغنى عن العالم بأسره واشعر ان عقارب الساعة تتوقف، حتى اني اتوقف عن التفكير في اي شيء سواك،
هذا المكان وحده يشعرني بالأمان،
لا ارى الاضواء من حولي الاّ باهتة بحضرة القمر حيث تأخذ بريق كل شيء حولك..
اراكَ وطني وملجئي، ارتمي بين احضانك فأستحيل الى ذاك الضلع الذي تكونت منه..
اما الان وللمرة الاولى وبعد مضي عشرة اعوام على زواجي بك بل بعد مضي عشرة اعوام على ولادتي فيوم زفافي هو تاريخ ميلادي، اشعر ببرود مشاعرك تجاهي، اشعر ببرود احضانك، اشعر بتأنّي دقات قلبك، اشعر وكأن مكاني ليس مكاني!!!
اتراكَ استبدلتني بسواي؟! ام تراك مللتَ احضاني؟ يقتلني شرود ذهنك... امتناعك عن الطعام... مجافات عيونك للنوم...
هل سيصارحني بحبه الجديد؟!
هل زهد بي حقا ولم يعد متيّما بي؟!
هل سيبتعد بشخصه كما ابتعد بمشاعره...
بحبه... بجسده... بأحضانه...
اتسائل هل ينتهي الحب بين ليلة وضحاها؟ ام ان للحب صلاحية تكتب مع تارخ بدايته فينتهي الحب مع تجاوز تاريخ الصلاحية؟ أسئلة كثيرة تطرق باب قلبي لاجواب لها،
ثم استوقفتني بعض الاشياء، هل اغيّر مظهري قليلا فأواكب (الموضة) فأيام شبابي لم تنتهي بعد؟! حتى اني لم اكمل الثلاثين من عمري فلعله تعود جمالي ولم اعد اثيره كما السابق، ولكنه ليس كذلك.. انه يحبني كما انا، يعشقني، قالها مرارا..
هل اسأله عن سبب التغيّر المفاجيء؟!
ام ابحث عنه بنفسي واعالج مايمكن علاجه دون ان يشعر؟!
ماكان يقلقني هو انه قد اكتفى من حبي وارتوى من اخرى، ولكنه لا يحيا بدون حبي كما قال لي قبل ايام قليلة..
وجدت السبب ولكني ارتجف، اخشى ان يكون قد رحل، رحل الى الابد!! امد يدي وأجد مكانه على السرير قد اصبح باردا كما قلبه ومشاعره تجاهي، شعرت بالخوف، قد يكون تركني وراح يسعى وراء حب جديد..
هناك ورقة قد وضع عليها وردة حمراء تناولتها بخوف شديد، وقلق مما كتب فيها، سيعتذر انه راحل اليها..
ولكنه كتب: "احببتكِ كثيرا.. كان قلبي ينبض فقط بحبك، عينايَ لم ترَ احد سواك، روحي لا تشتاق لغيرك، لم افكر بالبعد يوما، اتتوقعين اني استبدلتك بأمرأة اخرى.. هذا محال، احببتك فليس لكِ شبيهة ياحبيبتي، احببتكِ كما لم احب من قبل ولن احب بعد، احببتكِ كما لم يكن هناك غيرك من النساء، ولكن يا حبيبتي نداء الوطن ارّقني وآلمني وابكاني واعياني فلبيّت النداء..
صحيح اننا لم نتفق على الرحيل ولكنني لم استطع البقاء.. "سامحيني" لم استطع توديعك فذلك يصعب علي، ولكني اعدك اني سأرجع لأحضانك قريبا عندما يعود الوطن او اعود ملفوفا برايته".
اضافةتعليق
التعليقات