أبٌ يستخدم مع أطفاله منهجية هتلر!
يشتم ويضرب دون رادع، يجرح إنسانهم المخفي ذاك الذي يُسمى بالأحاسيس و المشاعر، و يعيّن نفسه القدوة المثالية التي يتحتم عليهم الاقتداء بها..، اهم ما لديه أن يظهروا للملأ بشكل مؤدب، فطرياً كان أو مفتعلا، فقط ليُشعِر المجتمع بأنه يُدير دفة التربية بإحكام !
أمٌ ساذجة تغار من كل امرأة تَعبر بمقطوعة حياتها، سواء كانت تستجلب الغيرة أم لا، تسعى لتكون أفضلهن على الدوام و كأنها صنعت مسرحاً لحياتها و تُريد أن تُتوج به الملكة الاولى للجمال و الكمال، في حين عندما يناديها طفلها لا ينعتها بأمي بل بأسمها او بشتيمة من شتائمها التي تُمليها على مسامعه طوال اليوم.
أخٌ متسلط، يفعل ما يريد، يُمارس ما يشاء، لا يهم الامر إن نجح في إمتحانه او فشل، لا يهم إن مسّ اعراض الناس او تحاشاها، فهو بالتالي رجل سيحمل مسؤولية عيبه أو ربما عيبه هو الذي سيحمله و يكرّمه امام الملأ الذي جعله منزّه عن الخطأ و إن ملأ الأرض فساداً، ثم تذهب امه و تخطب له افضل الفتيات لتكمل بقية حياتها في ورطة معه!
مراهقة تائهة مع وجود بيت يأويها، فقدت أمانها الروحي و النفسي، عجزت من مراقبة اهلها، ووهنت من سلسلة تأديبهم الذي يتفرع منها الضرب و التعنيف و الحبس عن مجاراة الحياة ..
تريدها الأم بأن تدرس فقط لترفع رأسها امام صديقاتها اللاتي يتفاخرن بنسب اطفالهم و كأن بقية انواع المفاخرة لم تعد تكفيهن ..
تختنق الفتاة، تهرب من واقعهم وتصنع آخراً أجمل، واقعُ ربما يسحبها لصديقة سوء او فاحشة تقضي على بقية ايام حياتها بلحظة عابرة!
نعم قد يعتقد البعض أننا أتينا للحياة مُرغمين
أُختيرت لنا اسماء لم ننتقيها !
و طُبعت بدفتر صغير يحدد انتماء لم نختره..
أصبحنا جزء من عائلة لا تروق لنا ربما
و تربينا على عادات لم نستسغها احياناً ..
و لكن أمِن العدل ان نتحطم لأجل كل تلك الإنتقاءات التي لم تُنتخب بإرادتنا، و نحطم بها كل الاجزاء المرتبطة بنا؟!
فلو كان الاب اكثر وعي لما ارتضى لنفسه بأن يفرغ جام غضبه من الحياة على من لا حيلة لديه للدفاع عن نفسه !ولو كانت الام اكثر قناعة و وعي لما قارنت نفسها بأي أنثى تراها ..
و لو اُعطيت القيمة الحقيقية لكل فرد من افراد العائلة لما تمرد الصبي و إغتيلت احلام اخته بسببه..
و لكن ما يجعلنا في ورطة دائمة مع الحياة هو عدم تقبل الوضع المؤلم إن وُجد و العجز عن حله و مواجهته او التذمر منه فقط ..
و بالتالي ستبقى آثاره السلبية عالقة في أرواحنا لتستمر معنا في كل مراحل الحياة، زواجاً كان او عملاً او تربية أطفال، ونجهل أن سبب الفشل بكل المراحل هو البعثرة الروحية والأوهان النفسية المتراكمة بالذاكرة دون حل و دون علاج أو نقاش ثم نفرغها من دون وعي على أمور سلبية تسقطنا ارضاً دون رحمة.
بسيطة هي الحياة، لنعيشها بوعي، و بمواجهة سليمة، بتقبّل، بصبر جميل إن لزم الأمر، دون أن نتصورها ورطة لا مفر منها الا بالموت!
الحياة نعمة يا ايّها الإنسان ........
اضافةتعليق
التعليقات