في اليوم العالمي للعمل الإنساني الذي يُحتفل به في 19 آب/ أغسطس من كل عام، حيث يتذكر العالم بإجلال العاملين في المجال الإنساني الذين قُتلوا أو جرحوا في أثناء أداء أعمالهم الشاقة، ونحن إذ نشيد بكل العاملين في مجال الإغاثة والعاملين في المجال الصحي الذي يواصلون دعم وحماية أشد الناس حاجة على الرغم من كل التحديات والصعوبات.
وفي هذه السنة، يحل اليوم العالمي للعمل الإنساني مع تواصل الجهود العالمية المبذولة لمكافحة جائحة كوفيد - 19 خلال الأشهر القليلة الماضية، ويتغلب عمال الإغاثة على عقبات وتحديات غير مسبوقة في الوصول إلى الناس في 54 دولة ومساعدتهم في أثناء الأزمات الإنسانية، فضلا عن تسع دول إضافية أدخلتها جائحة كورونا في دائرة الحاجة.
في 19 آب/أغسطس من هذا العام، سيكون احتفالنا باليوم العالمي للعمل الإنساني هو الاحتفال السنوي الحادي عشر بهذه المناسبة، التي نحتفي بها بالأبطال الحقيقيين الذين وقفوا أنفسهم لمساعدة الآخرين في كل بقاع العالم في ظل أقسى الظروف.
وتركز الحملة على ما يدفع العاملين في المجال الإنساني إلى مواصلة أعمالهم في صون الأنفس وحمايتها على الرغم من الصراع وغياب الأمن وصعوب الوصول إلى المحتاجين والمخاطر التي تعترضهم في ما يتصل بجائحة كورونا، وتعتبر أكبر التحديات التي واجهت العمليات الإنسانية في جميع أنحاء العالم، وقد أدت صعوبة الوصول إلى الناس فضلا عن القيود التي فرضتها الحكومات إلى أن تصبح المجتمعات المحلية ومنظمات المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية المحلية هي التي في صدارة الجهات العاملة للاستجابة لهذه الجائحة.
ولذا، تقدم الحملة قصصا شخصية ملهمة لعاملين في المجال الإنساني ممن يعملون في تقديم العلاج ويبذلون جهودا للوقاية منها، فضلا عن إتاحة الغذاء للضعفاء المحتاجين، وإتاحة أماكن مأمونة للنساء والفتيات في أثناء فترة الإغلاق الاقتصادي؛ وتوفير خدمات الرعاية وإدارة مخيمات اللاجئين في ظل هذه الجائحة.
تتمحور خطة الاستجابة الإنسانية العالمية حول أولويات استراتيجية ثلاث:
ــ احتواء انتشار جائحة كوفيد - 19، وخفض معدلات المرض والوفيات.
ــ الحد من تدهور الأصول والحقوق الإنسانية والتماسك الاجتماعي وسبل العيل.
ــ حماية اللاجئين والمشردين داخليا والمهاجرين ومساعدتهم، فضلا عن مساعدة المجتمعات المضيفة وبخاصة المعرضة لمخاطر الجائحة.
ومع ذلك، فإن الأبطال الحقيقيين في عالمنا يستحقون منا كثير الأعجاب والاحتفاء بهم. فهم أبطال وبطلات يختارون مديد المساعدة في أقسى الظروف، ويظهرون قدرات خارقة على المثابرة على الرغم من التحديات والصعاب، وهم في تفانيهم ذلك لا يتجاوزون حدود التواضع.
احصائيات عالمية:
في عام 2019، وقع 277 هجوما استهدف 483 عاملا من عمال الإغاثة، مما أسفر عن 125 قتيلا، و234 جريحا و 124 مختطفا، ووقعت معظم الهجمات في سوريا، تلاها جنوب السودان وجمهورية الكونغو الديمقراطية وأفغانستان وجمهورية أفريقيا الوسطى واليمن ومالي.
أبلغت منظمة الصحة العالمية عن وقوع أكثر من ألف هجمة على العاملين في مجال الرعاية الصحية والمنشآت، مما أدى إلى 199 وفاة و 628 إصابة.
استهدفت 90% من الهجمات الموظفين المحليين.
إيصال الإغاثة الإنسانية:
أحد مقاصد الأمم المتحدة التي نص عليها ميثاقها هو "تحقيق التعاون الدولي على حل المسائل الدولية ذات الصبغة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والإنسانية" وكان أول عمل للأمم المتحدة في هذا المقصد في أوروبا التي دمرتها الحرب العالمية الثانية وساعدت المنظمة في تعميرها بعد ذلك، ويعتمد المجتمع الدولي الآن على المنظمة في تنسيق عمليات الإغاثة الإنسانية نظرا لطبيعة الكوارث الطبيعية وتلك التي من صنع الإنسان مما يتطلب جهدا خارج قدرة السلطات الوطنية وخارج الجغرافيا الوطنية كذلك.
العمل الإنساني العالمي لسنة 2020
في عام 2020، سيحتاج ما يقرب من 168 مليون شخص إلى المساعدة والحماية الإنسانية. وهذا الرقم يعني أن واحد من كل 45 شخصًا في العالم يحتاج إلى المساعدة والحماية وهو أعلى رقم منذ عقود، وتهدف الأمم المتحدة والمنظمات الشريكة لها إلى تقديم المساعدة لقرابة 109 مليون شخص من أكثر الناس ضعفا، وهو ما سيتطلب هذا تمويلًا بقيمة 28.8 مليار دولار.
ومن المرجح أن تتواصل هذه الحالة في التفاقم ما لم يُعالج تغير المناخ والأسباب الجذرية للصراع معالجة أفضل، أما في ما يتعلق بالاتجاهات الحالية، تظهر التوقعات أن أكثر من 200 مليون شخص ربما يحتاجون إلى المساعدة مع حلول عام 2022.
إن مفهوم العمل الإنساني يجمع بين تعاليم الدين الاسلامي والنصوص التي حثت على الإنسانية، ويتعدى دائرة الطائفة والعرق وإنما يعامل الانسان بما هو مطلوب، وليس فقط الانسان وإنما يشمل دائرة الحيوان والجماد والنبات، فالعمل الإنساني قد يكون واجباً مفروضاً في التعامل مع الآخر، وليس في دين الاسلام ما يحرم عمل الخير لغير المسلم أو الحيوان وإنما شهدنا تلك الآيات القرآنية وهي تقول (إنما المؤمنون أخوة) (لا فرق بين أعجمي وعربي).
المعاملة الانسانية هي مفتاح السلم الاسلامي الصحيح ومع هذه الأزمات الصحية والاقتصادية في العالم وجدنا الكثير من العمل الانساني من الحملات الصحية والتوعية والتبرعات الخيرية من العلاج وتوفير أماكن حجر صحي للذين لا يملكون أماكن صحية وعلاج مجاني من قبل هذه المنظمات الانسانية، فشكرا لمن قدم وساند في هذه الجائحة "يصبح الإنسان عظيماً تماماً بالقدر الذي يعمل فيه من أجل رعاية أخيه الإنسان".
اضافةتعليق
التعليقات