• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

مسيرة الأمير بين الصبر والاحتساب

نجاح الجيزاني / الأثنين 18 آيار 2020 / حقوق / 2077
شارك الموضوع :

لله درّك يا ابا الحسن، عشت بين ظهرانيي قوم قد ناوئوك وقلّبوا لك ظهر المجن، أفردوك في مواطن كثيرة إلا القلة القليلة

ليس غريبا أن يصادف ارتحال الوصي في الواحد والعشرين من شهر رمضان المبارك شهيدا مضرجا بدمه، وأين الغرابة ياترى وهو الذي أوقف حياته كلها لله، أفلا يؤثره الله بخاتمة سعيدة كهذه الخاتمة؟.

ثلاثة أيام والوصي على فراشه يوصي بوصاياه للأمة التي عاش في كنفها، عاصر رجالاتها عمرا نيّفَ على الستين، وقد تجرّع غصص الآلام والويلات من شذاذ الآفاق، ومن الخارجين على وحدة الكلمة والصف، لكنه صبر واحتسب فيا له من امام صابر محتسب..

لله درّك يا ابا الحسن، عشت بين ظهرانيي قوم قد ناوئوك وقلّبوا لك ظهر المجن، أفردوك في مواطن كثيرة إلا القلة القليلة المخلصة ممن بقي على عهد الاخلاص والوفاء، لكنك نصحت وأعطيت غاية المجهود كي تعود أمة نبيك لسابق استقامتها وعهدها.

الصبر لم تكن مفردة غائبة أو مغيبة في قاموس علي، فلقد تجرع مرّ كؤوسه منذ بدايات الدعوة حتى زمن ارتحاله عن دنيانا.

إلا أن أشد الرزايا والخطوب التي تجرعها سلام الله عليه هي ارتحال النبي الأكرم إلى دار الحق.. كان يوما عصيبا على قلب الوصي، وهو الذي عاش في ذرى عطفه وتحت جناحه.. يخطو خطاه ويرفع له منه كل يوم علما ليقتدي به، فَقَد الوصي بارتحال ابن عمه خيمة كانت تظلله وتغدق عليه وعلى المسلمين بأنوار وحي التنزيل والقداسة والايمان، فأصبح للأمة أب واحد بعد أن كان لها أبوان اثنان.

فما كان من علي إلا أن يصبر ويتجرع من المرارة كأسها الأولى.

أما الكأس الثانية فكان صبره على فقدان عزيزته الزهراء وأم أولاده وهي في ريعان شبابها.. حزن على فقد زهرته كأشد ما يكون الحزن، وتجرع مرارته وهو يرى اليتم قد حل في عقر داره، وهو من قد عرفناه كيف يصبح حاله إذا مرّ بيتيم، إنه القائل:

ما إن تأوهت من شيء رزئت به

 كما تأوهت للأيتام في الصغر.

بقي الامام حبيس الدار لأعوام مديدة.. يتجرع كأسه الثالثة بانقلاب القوم عليه وازاحته من مقام الخلافة.. عنادا ولؤما من نفوس جُبلت على الخيانة والتآمر والخديعة.. حتى بعد أن بويع بالخلافة بقي سلام الله عليه صابرا محتسبا وهو يرى التآمر ممن يسمون انفسهم بالأصحاب.. وبالأخص من قريش والتي هبت بوجهه كعاصفة هوجاء في أيام خلافته للمسلمين.

وفزعت كأشدّ ما يكون الفزع وخافت على مصالحها ونفوذها الذي ظفرت به في أيام الخلفاء، فبدأت بنسج خيوط التآمر للإطاحة بحكومته.. فكانت واقعة الجمل وصفّين ثمّ تتابعت عليه الرزايا والخطوب وهو صابر يحتسب حتى لاقى ربّه شهيدا محتسبا في بيت من بيوت الله.. فأي صبر هذا الذي انطوت عليه أضلاع علي؟! وأي صبر اشتملت عليه سريرته النورانية المحتسبة لرضوان الله؟.

ولو سألنا عليّا اليوم: أي الكؤوس ياسيدي أشدّها مرارة على قلبك وأضناها لفؤادك؟

لأجابنا وبلا تردد: هو فقداني لرسول الله.. إنه والله أكثر الكؤوس مرارة، وأثقلها مصيبة على الجَنان. وأشدها وقعا في النفوس.

فالمصائب العظيمة التي توالت على أمير المؤمنين (عليه السلام) كثيرة لا تحدها الصفحات إلا أنه كان يتأسى بمصيبة فقد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لأنها أعظم المصائب عليه، فقد روى الشيخ زين الدين في كتاب مسكَّن الفؤاد عن ابن عبّاس قال: قال رسول اللَّه (صلى الله عليه وآله وسلم): (إذا أصاب أحدكم بمصيبة فليذكر مصيبته بي فإنها ستهون عليه).

وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم) أنّه قال في مرض موته: (أيّها النّاس أيّما عبد من أمّتي أصيب بمصيبة من بعدي فليتعزّ بمصيبته بي عن المصيبة التي تصيبه بعدي فإن أحدا من أمّتي لن يصاب بمصيبة بعدي أشد عليه من مصيبتي).

وجاء في الكافي عن أبي جعفر عليه السّلام قال: إن أصبت بمصيبة في نفسك أو في مالك أو في ولدك فاذكر مصابك برسول اللَّه (صلى الله عليه وآله) فإن الخلائق لم يصابوا بمثله قط.

الامام علي
التاريخ
الاخلاق
اهل البيت
القيم
مفاهيم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    الثقة.. بين ضرورات العيش وجحيم الخذلان

    قراءة في كتاب: في دقائق كيف نتغيّر؟

    الهرمونات: رسائل كيميائية تتحكم في كل تفاصيل حياتك

    فوائد الآيس كريم للأطفال.. متعة لذيذة مع نصائح للأمهات

    الحقيقة المطلقة

    هل ينتهي حزن الثقلين؟

    آخر القراءات

    رهاب الإخفاق.. عندما يصبح الخوف من الفشل مرضاً

    النشر : الأثنين 14 شباط 2022
    اخر قراءة : منذ ثانية

    سبع الدجيل.. مسهّل الشدّات وباب للحوائج

    النشر : الثلاثاء 28 آذار 2017
    اخر قراءة : منذ 7 ثواني

    عبادةُ التقليد واغترابُ الهوية في عصر التيه الرقمي

    النشر : الأثنين 21 نيسان 2025
    اخر قراءة : منذ 11 ثانية

    مشروع الزواج الناجح إختيار شخصي ام تدخل قدري بحت؟!

    النشر : السبت 31 كانون الأول 2016
    اخر قراءة : منذ 20 ثانية

    علي عليه السلام.. السر الأعظم

    النشر : الأثنين 11 حزيران 2018
    اخر قراءة : منذ 20 ثانية

    الشهيد السعيد.. وفكر الإصلاح

    النشر : الأثنين 01 شباط 2021
    اخر قراءة : منذ 22 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1142 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1009 مشاهدات

    الإمام العسكري .. وركائز الخدمة الأزلية

    • 413 مشاهدات

    قبس من زيارة آل يس: سلام وإكرام

    • 358 مشاهدات

    ماهو الصداع النصفي وكيفية علاجه؟

    • 356 مشاهدات

    البطاطا محبوبة الملايين.. طعام صحي أم عبء غذائي؟

    • 355 مشاهدات

    مناهل الأربعين.. فتنافسوا في زيارته

    • 1539 مشاهدات

    زوار الحسين: فضل عظيم وشرف أبدي

    • 1466 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1142 مشاهدات

    المواكب الحسينية.. محطات خدمة وإيثار في درب العشق الحسيني

    • 1086 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1080 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1024 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    الثقة.. بين ضرورات العيش وجحيم الخذلان
    • منذ 11 ساعة
    قراءة في كتاب: في دقائق كيف نتغيّر؟
    • منذ 11 ساعة
    الهرمونات: رسائل كيميائية تتحكم في كل تفاصيل حياتك
    • منذ 11 ساعة
    فوائد الآيس كريم للأطفال.. متعة لذيذة مع نصائح للأمهات
    • منذ 11 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة