• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

عبادةُ التقليد واغترابُ الهوية في عصر التيه الرقمي

هدى المفرجي / الأثنين 21 نيسان 2025 / اعلام / 476
شارك الموضوع :

في الوقت الذي تحوّلت فيه منصات التواصل إلى ساحةٍ تسودها "التريندات" التي تختفي بسرعة ظهورها

يُقال إنّ أيّ شيءٍ تفعله أكثر من ثلاث مرات يصبح عادة، والعادة هي الشيء المألوف الذي يفعله الإنسان من دون تفكير، ولا يشعر تجاهه بضيق أو تعب. فكيف لو كانت هذه العادة هي انسلاخ الإنسان عن نفسه ليجد أنه أصبح شخصًا آخر لا يشبهه في نهاية المطاف، سواء في الشكل أو الأسلوب؟ إنّ كثرة التقليد جعلته ينسى شخصيّته الأولى، وأضحى مجرّد "ترند" لا يعرف مصدره، في وقتٍ أصبحت فيه "التريندات" ظاهرةً وجوديّة تُعبّر عن تحوّلٍ جذري، ولم تَعُد مجرّد موضة عابرة، بل تحوّلت إلى مرآةٍ تعكس هشاشة الهوية الفرديّة أمام إغراءات القطيع الرقمي.

فما إن يبزغ ترندٌ جديد، وإنْ كان غامض الدلالة أو مُلغز الرسالة، حتى تتحوّل المنصّات إلى سربٍ من الناس يردّدون الحركات نفسها، وينسخون العبارات، وكأنهم يخشَون أن يُستبعدوا من "نادي الشعبويّة الإلكترونيّة" إنْ هم تأخّروا عن الركض في سباقٍ لا يعرفون خطّ نهايته.

والأمر الأكثر إثارةً للدهشة أن بعض هذه التريندات يعبر حدود اللغات والثقافات، فتجد جمهورًا عربيًّا يردّد كلماتٍ إنجليزيةً بينما عقولهم عاجزةٌ عن فهم معانيها، أو يُشاركون في رقصة مقتبسة من ثقافة لا يعرفون عنها إلا إيقاعها المُعدي.

هنا يتحوّل الاتباع إلى نوعٍ من "العبوديّة الطوعيّة"، حيث يضحي الفرد بوعيه لغرض الاندماج في قطيع "اللايكات"، وكأنّ قيمته صارت تُقاس بعدد المرّات التي يُقلّد فيها الآخرين، بينما الذين زارهم الوعي ينظرون إلى المشهد متسائلين: أين اختفى توقُ الإنسان إلى أن يكون ذاتًا لا صدى؟ وكيف أصبحت الفلسفة الوحيدة المنتشرة هي: "خذني حيث يأخذك التيار"؟

التواصل الاجتماعي بين إرشادات أهل البيت وعصر التريندات

هنا تكمن الإجابة عن سؤالنا، حيث إننا كلما أضعنا الطريق، كانت بوصلة آل بيت النبي ترشدنا دومًا، من خلال تقديم رؤيةٍ متوازنة للتواصل الإنساني، فتكون مفتاحًا لتعاملٍ واعٍ مع وسائل التواصل الحديثة. ففي الوقت الذي تتصارع فيه المبادئ مع ضغوط الشهرة العابرة، حرص أهل البيت (عليهم السلام) على ترسيخ أسس التواصل الإنساني القائم على الإخلاص والاحترام. ومن أبرز مبادئهم:

الصدق والابتعاد عن الزيف

كما في قول الإمام علي (عليه السلام): "اصبر على مرارة الحق، وإياك أن تنخدع لحلاوة الباطل". ففي زمنٍ تنتشر فيه الأخبار الكاذبة بلمسة زر، يذكّرنا هذا المبدأ بضرورة تحرّي الدقة وتجنّب المشاركة في نشر الشائعات، واتباع كل هزلٍ لمجرد أنه الأبرز.

الكلام النافع

كما في قول الرسول (صلى الله عليه وآله): "الكلمة الطيبة صدقة". فليس كل صمتٍ فضيلة، ولا كل كلامٍ مباح. إنّ اختيار العبارات التي تُنمّي الخير وتُصلح المجتمع هو جوهر التواصل الفعّال وأساس الرشاد.

الحفاظ على الكرامة

حذّر الأئمة من الاستهانة بالذات أو بالآخرين، سواء بالاستهزاء أو التعليقات الجارحة، وهي سلوكياتٌ تتفشّى في التعليقات الإلكترونية تحت شعار "حرية التعبير"، أو هي ترينداتٌ لا تمتّ إلى الاحترام بصلة، وأحيانًا تحتوي على تشجيعٍ لإهانة الآخرين دون إدراك أن هذا الفعل قد يُنتج عنه عادةٌ سيّئة تلازم الإنسان.

تعزيز الروابط الاجتماعية

شدّد آل بيت النبي (صلوات الله عليهم) على صلة الرحم ومساعدة المحتاج، وهو ما يمكن تطبيقه إلكترونيًا عبر دعم القضايا الإنسانية، ومدّ جسور التعاون بدل الصراعات.

عصر التريندات: بين الانبهار والانحراف

في الوقت الذي تحوّلت فيه منصات التواصل إلى ساحةٍ تسودها "التريندات" التي تختفي بسرعة ظهورها، خُلقت تحدّياتٌ خطيرة تجعل الإنسان تائهًا لا يعرف أيّ طريقٍ يسلك. وهنا يكمن السؤال المهم: كيف نوفّق بين الإرشاد والتريند؟

وللاستفادة من إيجابيّات التواصل الحديث دون التنازل عن المبادئ، يُقترَح ما يلي:

التأكّد قبل المشاركة:

يقوم الشخص بتفحّص مصادر المعلومات ومآلاتها، والانتباه إلى كل تفاصيلها قبل النشر أو التفاعل معها.

تحويل التريندات إلى منصات خير:

كما حوّل الإمام الحسين (عليه السلام) كربلاء إلى درسٍ في التضحية، يمكن استغلال "التريندات" لنشر التوعية أو جمع التبرعات.

التوازن بين الواقع والافتراضي:

كما في قول أبي عبد الله (عليه السلام): قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): "من عمل على غير علم، كان ما يُفسده أكثر مما يُصلح". فالعالم الافتراضي إن لم تكن واعيًا، عارفًا ما فيه، ستسلك مسالك التيه في ثناياه، وقد يُفقد الإنسان نفسه.

التمييز بين الحرية والانحدار:

إنّ حرية التعبير وفق رؤية أهل البيت لا تعني تجاوز الأخلاق، بل تعني تحمّل المسؤولية في اختيار الكلمات التي تُعبّر عن الهوية من دون إساءة. ففي النهاية، التواصل الهادف هو جسر بين الماضي والمستقبل، وليست "التريندات" شرًّا مطلقًا، فقد تكون وسيلةً لنشر الخير إذا حكمتها ضوابط القيم.

وبإمكان إرشادات أهل البيت (عليهم السلام) أن تشكّل خريطةً أخلاقية نعبر بها ضجيج العالم الرقمي، فنُحوّله من فضاءٍ للصراعات إلى منصّةٍ للبناء. فلتكن ممن يُصلحون حين يُفسده الآخرون. فكل شيء يبدأ بفكرة، لذلك راقب أفكارك لأنها ستصبح كلمات، وراقب كلماتك لأنها ستتحوّل إلى أفعال، وراقب أفعالك لأنها ستتحوّل إلى عادات، وراقب عاداتك لأنها تكون شخصيّتك، وراقب شخصيتك لأنها ستُحدّد مصيرك.

وسائل التواصل الاجتماعي
التكنولوجيا الذكية
الوعي
الشباب
القيم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    أبا الفضل.. بقية الدمع في مآقينا

    القيم والمآثر الأخلاقية في حياة الإمام الحسين

    أنصار الحسين يوم عاشوراء: قصة التضحية والوفاء الأبدي

    ارتفاع هائل في استهلاك الطاقة بسبب الذكاء الاصطناعي

    بناء التنوع.. شعار اليوم العالمي لهندسة العمارة

    جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية تنظم فعاليات نادي ريحانة الصيفي للفتيات

    آخر القراءات

    ماهي أهمية حاجة الزواج؟

    النشر : الخميس 09 كانون الثاني 2025
    اخر قراءة : منذ ثانية

    أَمَةُ الله وأمينته..

    النشر : الخميس 04 آذار 2021
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    ماهي أسس بناء العقلية؟

    النشر : الأحد 21 نيسان 2024
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    العزلة الاجتماعية وارتباطها بتغير تركيبة الدماغ والإدراك

    النشر : الخميس 14 تموز 2022
    اخر قراءة : منذ 6 ثواني

    نادي أصدقاء الكتاب نجاح بنكهة ذاتية

    النشر : الثلاثاء 09 كانون الثاني 2018
    اخر قراءة : منذ 7 ثواني

    أثر استخدام شبكات التواصل الإلكترونية على الحياة الزوجية

    النشر : الأربعاء 13 كانون الثاني 2021
    اخر قراءة : منذ 9 ثواني

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1205 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو": صدفة؟ أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 439 مشاهدات

    بعد تراجع وفيات النوبات القلبية.. ما الذي يُهدد حياتنا الآن؟

    • 432 مشاهدات

    ابتسم… أنت تمضي بلا هوية

    • 406 مشاهدات

    محرّم في زمن التحول

    • 378 مشاهدات

    تحدّي عاشوراء: أربعون يوماً لتكون حسينيّاً في زمن الضياع

    • 375 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 1554 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1316 مشاهدات

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1205 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1171 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1107 مشاهدات

    الإمام محمد الباقر: منارة العلم التي أطفأها الظلم

    • 934 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    أبا الفضل.. بقية الدمع في مآقينا
    • منذ 18 ساعة
    القيم والمآثر الأخلاقية في حياة الإمام الحسين
    • منذ 18 ساعة
    أنصار الحسين يوم عاشوراء: قصة التضحية والوفاء الأبدي
    • منذ 18 ساعة
    ارتفاع هائل في استهلاك الطاقة بسبب الذكاء الاصطناعي
    • منذ 18 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة