• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

عبادةُ التقليد واغترابُ الهوية في عصر التيه الرقمي

هدى المفرجي / الأثنين 21 نيسان 2025 / اعلام / 364
شارك الموضوع :

في الوقت الذي تحوّلت فيه منصات التواصل إلى ساحةٍ تسودها "التريندات" التي تختفي بسرعة ظهورها

يُقال إنّ أيّ شيءٍ تفعله أكثر من ثلاث مرات يصبح عادة، والعادة هي الشيء المألوف الذي يفعله الإنسان من دون تفكير، ولا يشعر تجاهه بضيق أو تعب. فكيف لو كانت هذه العادة هي انسلاخ الإنسان عن نفسه ليجد أنه أصبح شخصًا آخر لا يشبهه في نهاية المطاف، سواء في الشكل أو الأسلوب؟ إنّ كثرة التقليد جعلته ينسى شخصيّته الأولى، وأضحى مجرّد "ترند" لا يعرف مصدره، في وقتٍ أصبحت فيه "التريندات" ظاهرةً وجوديّة تُعبّر عن تحوّلٍ جذري، ولم تَعُد مجرّد موضة عابرة، بل تحوّلت إلى مرآةٍ تعكس هشاشة الهوية الفرديّة أمام إغراءات القطيع الرقمي.

فما إن يبزغ ترندٌ جديد، وإنْ كان غامض الدلالة أو مُلغز الرسالة، حتى تتحوّل المنصّات إلى سربٍ من الناس يردّدون الحركات نفسها، وينسخون العبارات، وكأنهم يخشَون أن يُستبعدوا من "نادي الشعبويّة الإلكترونيّة" إنْ هم تأخّروا عن الركض في سباقٍ لا يعرفون خطّ نهايته.

والأمر الأكثر إثارةً للدهشة أن بعض هذه التريندات يعبر حدود اللغات والثقافات، فتجد جمهورًا عربيًّا يردّد كلماتٍ إنجليزيةً بينما عقولهم عاجزةٌ عن فهم معانيها، أو يُشاركون في رقصة مقتبسة من ثقافة لا يعرفون عنها إلا إيقاعها المُعدي.

هنا يتحوّل الاتباع إلى نوعٍ من "العبوديّة الطوعيّة"، حيث يضحي الفرد بوعيه لغرض الاندماج في قطيع "اللايكات"، وكأنّ قيمته صارت تُقاس بعدد المرّات التي يُقلّد فيها الآخرين، بينما الذين زارهم الوعي ينظرون إلى المشهد متسائلين: أين اختفى توقُ الإنسان إلى أن يكون ذاتًا لا صدى؟ وكيف أصبحت الفلسفة الوحيدة المنتشرة هي: "خذني حيث يأخذك التيار"؟

التواصل الاجتماعي بين إرشادات أهل البيت وعصر التريندات

هنا تكمن الإجابة عن سؤالنا، حيث إننا كلما أضعنا الطريق، كانت بوصلة آل بيت النبي ترشدنا دومًا، من خلال تقديم رؤيةٍ متوازنة للتواصل الإنساني، فتكون مفتاحًا لتعاملٍ واعٍ مع وسائل التواصل الحديثة. ففي الوقت الذي تتصارع فيه المبادئ مع ضغوط الشهرة العابرة، حرص أهل البيت (عليهم السلام) على ترسيخ أسس التواصل الإنساني القائم على الإخلاص والاحترام. ومن أبرز مبادئهم:

الصدق والابتعاد عن الزيف

كما في قول الإمام علي (عليه السلام): "اصبر على مرارة الحق، وإياك أن تنخدع لحلاوة الباطل". ففي زمنٍ تنتشر فيه الأخبار الكاذبة بلمسة زر، يذكّرنا هذا المبدأ بضرورة تحرّي الدقة وتجنّب المشاركة في نشر الشائعات، واتباع كل هزلٍ لمجرد أنه الأبرز.

الكلام النافع

كما في قول الرسول (صلى الله عليه وآله): "الكلمة الطيبة صدقة". فليس كل صمتٍ فضيلة، ولا كل كلامٍ مباح. إنّ اختيار العبارات التي تُنمّي الخير وتُصلح المجتمع هو جوهر التواصل الفعّال وأساس الرشاد.

الحفاظ على الكرامة

حذّر الأئمة من الاستهانة بالذات أو بالآخرين، سواء بالاستهزاء أو التعليقات الجارحة، وهي سلوكياتٌ تتفشّى في التعليقات الإلكترونية تحت شعار "حرية التعبير"، أو هي ترينداتٌ لا تمتّ إلى الاحترام بصلة، وأحيانًا تحتوي على تشجيعٍ لإهانة الآخرين دون إدراك أن هذا الفعل قد يُنتج عنه عادةٌ سيّئة تلازم الإنسان.

تعزيز الروابط الاجتماعية

شدّد آل بيت النبي (صلوات الله عليهم) على صلة الرحم ومساعدة المحتاج، وهو ما يمكن تطبيقه إلكترونيًا عبر دعم القضايا الإنسانية، ومدّ جسور التعاون بدل الصراعات.

عصر التريندات: بين الانبهار والانحراف

في الوقت الذي تحوّلت فيه منصات التواصل إلى ساحةٍ تسودها "التريندات" التي تختفي بسرعة ظهورها، خُلقت تحدّياتٌ خطيرة تجعل الإنسان تائهًا لا يعرف أيّ طريقٍ يسلك. وهنا يكمن السؤال المهم: كيف نوفّق بين الإرشاد والتريند؟

وللاستفادة من إيجابيّات التواصل الحديث دون التنازل عن المبادئ، يُقترَح ما يلي:

التأكّد قبل المشاركة:

يقوم الشخص بتفحّص مصادر المعلومات ومآلاتها، والانتباه إلى كل تفاصيلها قبل النشر أو التفاعل معها.

تحويل التريندات إلى منصات خير:

كما حوّل الإمام الحسين (عليه السلام) كربلاء إلى درسٍ في التضحية، يمكن استغلال "التريندات" لنشر التوعية أو جمع التبرعات.

التوازن بين الواقع والافتراضي:

كما في قول أبي عبد الله (عليه السلام): قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): "من عمل على غير علم، كان ما يُفسده أكثر مما يُصلح". فالعالم الافتراضي إن لم تكن واعيًا، عارفًا ما فيه، ستسلك مسالك التيه في ثناياه، وقد يُفقد الإنسان نفسه.

التمييز بين الحرية والانحدار:

إنّ حرية التعبير وفق رؤية أهل البيت لا تعني تجاوز الأخلاق، بل تعني تحمّل المسؤولية في اختيار الكلمات التي تُعبّر عن الهوية من دون إساءة. ففي النهاية، التواصل الهادف هو جسر بين الماضي والمستقبل، وليست "التريندات" شرًّا مطلقًا، فقد تكون وسيلةً لنشر الخير إذا حكمتها ضوابط القيم.

وبإمكان إرشادات أهل البيت (عليهم السلام) أن تشكّل خريطةً أخلاقية نعبر بها ضجيج العالم الرقمي، فنُحوّله من فضاءٍ للصراعات إلى منصّةٍ للبناء. فلتكن ممن يُصلحون حين يُفسده الآخرون. فكل شيء يبدأ بفكرة، لذلك راقب أفكارك لأنها ستصبح كلمات، وراقب كلماتك لأنها ستتحوّل إلى أفعال، وراقب أفعالك لأنها ستتحوّل إلى عادات، وراقب عاداتك لأنها تكون شخصيّتك، وراقب شخصيتك لأنها ستُحدّد مصيرك.

وسائل التواصل الاجتماعي
التكنولوجيا الذكية
الوعي
الشباب
القيم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    أهمية متسلسلة "فوريير" في التكنولوجيا

    كيف أصبح "شات جي بي تي" مرجعاً لحياتنا؟

    7 نساء يشاركن نصائحهن للتعامل مع أعراض انقطاع الطمث

    السم الأبيض؟ أسباب تجعل السكر خطرا على صحتك

    صخب المبالغة: مأساةٌ وجودية!

    الاختيار السليم وعلاقته بالتوافق الزواجي

    آخر القراءات

    قلوب تصدأ!

    النشر : الثلاثاء 27 شباط 2018
    اخر قراءة : منذ 7 ثواني

    هل يدرك الآباء مسؤولية التربية الدينية؟

    النشر : الخميس 28 تشرين الاول 2021
    اخر قراءة : منذ 9 ثواني

    ومن الأحاديث ما تقولب حياتنا وتغير منطلقاتنا

    النشر : الأحد 23 شباط 2020
    اخر قراءة : منذ 12 ثانية

    الحسن المجتبى.. وريث رسالة آل الرسول

    النشر : السبت 01 آيار 2021
    اخر قراءة : منذ 19 ثانية

    الاختلاف الثقافي بين الأجيال.. بين الماضي والحاضر

    النشر : السبت 19 ايلول 2020
    اخر قراءة : منذ 25 ثانية

     حمزة سيد الشهداء.. قبضة حديد بوجه الطغاة

    النشر : الثلاثاء 09 آيار 2023
    اخر قراءة : منذ 30 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    حوار مع حسين المعموري: "التعايش السلمي رسالة شبابية.. والخطابة سلاحنا لبناء مجتمع واع"

    • 817 مشاهدات

    شوكولاتة صُنعت في دول غربية!

    • 387 مشاهدات

    الهندسة الخفية لتعفين العقل

    • 329 مشاهدات

    أنفاس الرضا

    • 314 مشاهدات

    بماذا يؤمن أتباع "الكارما" وما علاقة الكون والأشرار فيه؟

    • 304 مشاهدات

    الإمام الرضا: حارس العقيدة ومجدد الوعي في وجه الانحراف الفكري

    • 296 مشاهدات

    مهرجان الزهور في كربلاء.. إرثٌ يُزهِر وفرحٌ يعانق السماء

    • 2302 مشاهدات

    يوم الكتاب العالمي: إشعال شموس المعرفة بين الأجيال وبناء جسور الحضارات

    • 1324 مشاهدات

    من كربلاء إلى النجوم... طفل السبع سنوات يخطف المركز الأول مناصفة في الحساب الذهني ببراءة عبقرية

    • 1300 مشاهدات

    جعفر الصادق: استشهاد نور العلم في وجه الظلام

    • 1175 مشاهدات

    إنتاج الرقائق.. بترول الحرب العالمية الثالثة

    • 831 مشاهدات

    الحسد في كلام الإمام الصادق

    • 820 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    أهمية متسلسلة "فوريير" في التكنولوجيا
    • منذ 6 ساعة
    كيف أصبح "شات جي بي تي" مرجعاً لحياتنا؟
    • منذ 7 ساعة
    7 نساء يشاركن نصائحهن للتعامل مع أعراض انقطاع الطمث
    • منذ 7 ساعة
    السم الأبيض؟ أسباب تجعل السكر خطرا على صحتك
    • منذ 7 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة