القراءة تصنع إنساناً كاملاً، والمشورة تصنع إنساناً مستعداً، والكتابة تصنع إنساناً دقيقاً.
انطلاقا من مقولة للإمام الشيرازي يقول: (الأمم الحَية دائماً تهتم بالكتاب كُل الاهتمام، بينما الأمم الميتة لا تهتم بهِ أيّ اهتمام)، فكونها اُمة ميتة، ما ذلكَ إلاّ لأنها أمةٌ نبذت الكِتاب وراء ظهرها واشترت بهِ ثمناً قليلاً، فبئس ما تشتري.
فقد ضعفت علاقة المجتمع بـ الكتاب على الرغم مِما لهُ من تأثير في تطوير اللغة ونشر المَعارف والعلوم وبالرغم مِن إنهُ أهم وسيلة لـتثقيف وتوعية الامّة وهو الوَسيلة الوحيدة التي تمتلكها لتقويتها.
ولبيان أهمية الكتاب والمطالعة والتشجيع عليها أقامت جمعية المودة والازدهار النسوية في الذكرى السنوية الثانية لـنادي أصدقاء الكتاب ندوة ثقافية تحت شعار (نقرأ لنرتقي) بالتزامن مع ولادة أهل العلم والمعرفة أعظم القُراء نبينا الأكرم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وحفيده سيد الفقهاء والعلماء الامام الصادق (عليه السلام).
حيثَ تضمنت الندوة دعوة شخصيات نسوية متميزة واعية تهتم بالكتاب والقراءة.
كانت البداية بكلمة تعريفية عن النادي لـام محسن معاش (مديرة الجمعية) بينت بها الهدف من تأسيس النادي، وقد تقدمت قائلة: بأن بعد ذكرى الحرب العالمية الثانية عاشت اليابان نهضة ثقافية، حيث كان في كل مكان مكتبة أو كتاب حتى في الاماكن الخاصة، وهذا يوضح أهمية الكتاب وكيف كان له الدور بما وصلت إليه اليابان !
ونحن إذ نعيش عزوفا عن القراءة! يستطيع كُل مِنا من خلال الاطلاع على تَجارب اﻵخرين فيما يخص جانب الكِتاب والقراءة؛ أن يستفاد من ذلك في تكوين شخصيته وتحسين اسلوبهُ اللغوي وكيفية طرح المشاكل وتوسيع الفكر واكتساب المهارات اللغوية. هُناك دراسة أخيرة أثبتت أنّ معدل قراءة الانسان الأوربي 200 ساعة في السنة، بينما معدل قراءة الانسان العربي 6 دقيقة في السنة !
وأخيراً :ذكرت ان الهدف الذي أقيم من اجلهِ نادي الكتاب، هو التشجيع على القراءة، وكانت الكتب المتناولة متنوعة طيلة السنتين، والمأمول أن يكون كل انسان مشروع كتاب أينما كان .
بعد ذلك كانت كلمة للعلوية سعاد الشروفي ( ناشطة اجتماعية): "عندما ولد سيد المرسلين الرجل الاول الذي كانت رسالته الواضحة بـأن يُحصِّل الانسان الاخلاق الحسنة ويتبع الحق، وفي النهاية يَكون مدينة فاضلة.
فأول أمّر أمرَّ سبحانه نبيهُ أن يبت به هو التبليغ، وأول ما نزل به جبرائيل عليه السلام قوله تعالى: "اقرأ.."
فيستدعي مِنا القراءة و ألا نكتفي بالتصفح على المواقع الاجتماعية لأن القراءة تبعثُ النور في الانسان ويصبح مصداق للعلم نور، فـالامام الصادق عليه السلام كان يأمر صبيانه بالقراءة وكتابة ما يقرأ".
بعدها تم عرض أسماء الكتب التي تم مناقشتها في كل شهر خلال عُمر النادي مع نبذة تعريفية لـكل كتاب.
لـتأتي بعد ذلك مُشاركة أم حسين السعدي ( مدّرسة) والتي إبتدأت بـقول أمير المؤمنين عليه السلام:" العقل ولادة والعلم افادة ومجالسة العلماء زيادة .
فـالحديث محفز للعلم، و الله خلق الانسان محب لـلكمال، والامام الباقر يقول بتفسير آية ((لينظر الانسان الى طعامه))، أي ممن يأخذ علمهُ، فالانسان الذي يريد ان يتعلم يجب ان يعرف ممن يأخذ علمه."
وختمت الندوة بسؤال موجه لـلحضور، هو :
ماهي العوامل المحفزة لـلقراءة؟
ومما قلن: انه يجب زرع البذرة "بذرة حُب القراءة" في نفس الانسان منذ الصغر، لأنه كلما ازداد حبهُ للكتاب زاد صلاحه و صلاح المجتمع بما يملكهُ من تأثير كبير .
وكذلك أُشير إلى ضرورة وأهمية معرفة اختيار الكتاب
ومن الاقتراحات التي طُرحت في الندوة بأنه لو يُخصص زاوية في الاماكن العامة مثل المجمعات التسويقية والترفيهية، وعيادات الاطباء ليوضع بها متنوعات الكتب حيث الفائدة هُنا عامة .
خِتاماً وفي نهاية الندوة أبدى الحضور ابتهاجاً وتفاعلا وبيّن مدى استفادته من الندوة وتكللت دعواتهم بـالدوام والاستمرارية.
جدير بالذكر ان جمعية المودة والازدهار النسوية تهدف الى توعية وتحصين المرأة ثقافياً لمواجهة تحديات العصر والعمل على مواجهة المشاكل التي تواجهها واعداد العلاقات التربوية الواعية التي تُعنى بشوؤن الاسرة وكذلك دعم ورعاية الطفولة بما يضمن خلق جيل جديد واع وتسعى الجمعية لتحقيق اهدافها عبر اقامة المؤتمرات والندوات والدورات واصدار الكراسات واعداد البحوث والدراسات المختصة بقضايا المرأة والطفل.
اضافةتعليق
التعليقات