تتصادم المفاهيم وتتصارع المصطلحات في ذلك (الواعي) وتختلط القواعد المنبثقة اليه، النظر والتركيز على زوايا عدة في آن واحد يخلق (فوبيا) أفعال، تختلط الاوراق ليَضيعَ فيها من لم يُنَظّمها، وتتداخل الخطوط لتظلل من ضعفتْ رؤيته.
ثقافات ودين وحضارات ومبادئ وعادات وتقاليد في كل أصل منها فروع، ولكل فرع راية تخصه وتتنوع الرايات (وكلٌ يدعي وصل ليلى)..
*ليلى تقف امام هذا الكم الهائل من المثاليات وترى كل منهم يستحقها فتبدأ تصغ منهم اسسها وتنظم قواعدها وتدخل الى عالم المتاهات فتكون ك(حاطب الليل) تجمع الاعواد والحشائش، وعند الصباح تتفاجئ بجمعها أشواكا لم تردها فترتمي متحسرة على ذلك الليل الذي انقضى، بحَيرة تنظر اليهم لاتعلم أي قناع ترتدي لتجمع بينهم وتنال مركز تقبلي، وتستمر رحلة ليلى وهي تنتقل من موج الى آخر ولايبقى غير الغرق من سبيل*.
لننتقل الى ليلى أخرى أيضا أمام ادعاء الوصل، تقف هذه أمامهم مسلحة بأسسها الخاصة ومبادئها العامة فتستطيع أن تميز بين أوراقهم، وتنجو من متاهاتهم وتأخذ ماينفعها وتترك لهم فضلاتهم وتستطيع أن تواجه موجاتهم وتقف أمام تلك الشبهات كرَدْمٍ تميز بين باطلهم والحق فتكسب ذاتها وترضي الجميع.
امامك نموذجان من ليلى الاولى أخذت مبادئها منهم فتاهت وأختلط عليها الحق والباطل وغارت في غمرة بحورهم والثانية بَنَتْ مبادئها ثم واجهتهم فاستطاعتْ أن تأخذ منهم ماينفعها وتركت لهم مايضرها.
المبادئ المُصاغة في نهج صحيح، تغنيك عن سبل المطامع والوقوع في مطباتها، ابتعد عن الترهات اتخذ اسس مناسبة، اعد هيكلة شخصيتك لتنظر للعالم برؤية جديدة رؤية نقية ترى الشائبة بوضوح وتعرف الصواب من الخطأ، ففي هذا العالم كثرت الرؤى وتعددت الاهداف والاغراض كلُّ يريد سرقة افكارك لصالحه أما أنت فأمامك عقلك هو الحاكم حيث ورد عن الباقر (عليه السلام) قال: لما خلق الله العقل استنطقه، ثم قال له أقبل فأقبل، ثم قال له أدبر فأدبر، ثم قال له: وعزتي وجلالي ما خلقت خلقا هو أحب إلي منك، ولا اكملك إلا فيمن أحب أما إني إياك آمر، وإياك أنهى، وإياك أثيب .
فخذ منه واعتمد عليه ولا تكن متناقضا معه حتى لا يعتاد التناقض، ولايسلم لبه لمن لا لب له، فهو دليلك الذي تستدل به، كما قال الامام الصادق عليه السلام: العقل دليل المؤمن.
اضافةتعليق
التعليقات