• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

الصلاة الخاشعة... حين يصمت الجسد ويتكلم القلب

سجى عبد الامير الركابي / الأثنين 12 آيار 2025 / اسلاميات / 473
شارك الموضوع :

الصلاة الخاشعة ليست حركات معتادة تُؤدى تلقائياً، بل هي لقاء، موعد مقدّس بين العبد وربه

في زحمة الحياة وتسارع اللحظات، تبقى هناك لحظة مختلفة… لحظة يتوقّف فيها كل شيء، يصمت الضجيج، وتنسحب الدنيا من بين يديك كأنها لم تكن. ليست لحظة زمنية فقط، بل لحظة روحانية تتجاوز حدود الساعة والتقويم. إنها لحظة الصلاة، حين لا يُخاطَب الجسد، بل يُنادى القلب. لكن ليست أي صلاة… إنها صلاة الخاشعين.

الصلاة الخاشعة ليست حركات معتادة تُؤدى تلقائياً، بل هي لقاء، موعد مقدّس بين العبد وربه. حين تقف لتصلي، فأنت لا تؤدي واجباً روتينياً، بل تدخل إلى حرمٍ داخلي، حيث ينكشف الغطاء، ويُلقى ما علق بالقلب من أدران العالم. الركوع ليس فقط انحناء الظهر، بل انكسار الكِبر. والسجود ليس لمساً للأرض بالجبهة، بل تذكير لك بأنك منها جئت، وإليها تعود، ومنها تُبعث مرة أخرى.

الخشوع، في جوهره، هو الصمت العميق الذي يصدر من الداخل، هو تلك اللحظة التي لا تعود فيها تُفكر إلا بالله. إنه حضورٌ كامل، لا لجسدك فقط، بل لعقلك، وعاطفتك، وروحك. كل ذرةٍ فيك تُعلن أنها الآن في حضرة الإله. حين تخشع، يتوقف الزمن، ويذوب العالم، فلا يبقى في الكون إلا أنت و"هو".

الصلاة الخاشعة تطهّر القلب من شوائب الغفلة، وتعيد للروح شفافيتها. من ذاقها مرة، لم تعد ترويه صلاةٌ بلا قلب. من ركع لله وهو حاضر القلب، عاد إلى دنياه شخصًا آخر… أكثر طمأنينة، أكثر وعيًا، وأكثر قربًا من ذاته التي طالما نسيها. إنها عبادةٌ تعيد الإنسان إلى أصله، وتُذكّره بمصيره، وتمنحه مفتاح العروج.

في السجدة الأولى، نتذكّر أننا خُلقنا من تراب: "منها خلقناكم". وعند رفع الرأس، نستشعر أننا نعيش لحظةً مؤقتة في دارٍ فانية. وفي السجدة الثانية، نستعدّ للرحيل: "وفيها نعيدكم". ثم نرفع رؤوسنا مرة أخرى، حاملين أمل العودة: "ومنها نخرجكم تارة أخرى". الصلاة بهذا المعنى ليست فقط أذكاراً، بل رحلة وجودية، تختصر الموت والبعث بين تكبيرة وركعة.

ولأن هذه الرحلة تحتاج إلى طهارة، فكما نحرص على الطهارة الظاهرة، يجب أن نسعى للطهارة الباطنية… من الكبر، من الحسد، من حب الدنيا، ومن غفلة القلب. وكما نُوجه وجوهنا إلى القبلة، علينا أن نوجه قلوبنا إلى الله، فلا تلتفت إلى غيره. فالاتجاه الظاهري لا يغني عن الاتجاه الباطني، لأن ما يُقبل في الصلاة هو القلب.

الصلاة ليست ثقلاً نؤديه، بل نعمة نرتقي بها. وليست مجرد فرض، بل فرصة للتحرر من قيود النفس. هي عبادة من نوعٍ خاص… لا تُطلب بالجسد فقط، بل يسعى فيها القلب إلى مقام العبودية الصادقة. من يُصلِّ بخشوع، لا يعود كما كان. فالصلاة الخاشعة ليست نهاية… بل بداية جديدة.

الايمان
الدين
الحياة
الوعي
مفاهيم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    الحجاب وتحديات الانفتاح الرقمي

    نحن لا نتذكر أيامًا، بل نتذكر لحظات

    فن الاستماع مهارة ضرورية

    تناول الأفوكادو يحسن جودة النوم

    أربعينية الحسين: ملحمة الوفاء وتجسيدها الحي في عطاء المتطوعين

    كيف تربي خيالاً لا يريد البقاء في رأسك؟

    آخر القراءات

    ساعي بريد الحزن

    النشر : الأربعاء 13 آب 2025
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    نادي اصدقاء الكتاب أطفأ شمعته الثانية تزامنا مع ولادة الرسول

    النشر : الثلاثاء 03 كانون الثاني 2017
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    قراءة القراءة.. خطوة قبل الخطوات

    النشر : الثلاثاء 12 تشرين الاول 2021
    اخر قراءة : منذ 11 ثانية

    فن الحديث القصير في العمل

    النشر : الثلاثاء 09 تموز 2024
    اخر قراءة : منذ 24 ثانية

    حضانة لتعليم الصغار.. والمسنين أيضاً

    النشر : السبت 07 كانون الثاني 2017
    اخر قراءة : منذ 28 ثانية

    الرسول الأكرم.. دروس أخلاقية لكل الأجيال

    النشر : الثلاثاء 03 تشرين الثاني 2020
    اخر قراءة : منذ 35 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    زوار الحسين: فضل عظيم وشرف أبدي

    • 1333 مشاهدات

    مناهل الأربعين.. فتنافسوا في زيارته

    • 1317 مشاهدات

    المواكب الحسينية.. محطات خدمة وإيثار في درب العشق الحسيني

    • 823 مشاهدات

    أربعينية الحسين: ملحمة الوفاء وتجسيدها الحي في عطاء المتطوعين

    • 725 مشاهدات

    "خيمة وطن" نقطة ارتكاز إعلامية وصحية في عولمة القضية الحسينية

    • 413 مشاهدات

    حين ينهض القلب قبل الجسد

    • 405 مشاهدات

    زوار الحسين: فضل عظيم وشرف أبدي

    • 1333 مشاهدات

    مناهل الأربعين.. فتنافسوا في زيارته

    • 1317 مشاهدات

    في ذكرى هدم القبة الشريفة: جريمة اغتيال التاريخ وإيذانٌ بمسؤولية الشباب

    • 1242 مشاهدات

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 1200 مشاهدات

    كل محاولاتك إيجابية

    • 1137 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 1057 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    الحجاب وتحديات الانفتاح الرقمي
    • منذ 2 ساعة
    نحن لا نتذكر أيامًا، بل نتذكر لحظات
    • منذ 2 ساعة
    فن الاستماع مهارة ضرورية
    • منذ 2 ساعة
    تناول الأفوكادو يحسن جودة النوم
    • منذ 2 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة