• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

الصلاة الخاشعة... حين يصمت الجسد ويتكلم القلب

سجى عبد الامير الركابي / الأثنين 12 آيار 2025 / اسلاميات / 545
شارك الموضوع :

الصلاة الخاشعة ليست حركات معتادة تُؤدى تلقائياً، بل هي لقاء، موعد مقدّس بين العبد وربه

في زحمة الحياة وتسارع اللحظات، تبقى هناك لحظة مختلفة… لحظة يتوقّف فيها كل شيء، يصمت الضجيج، وتنسحب الدنيا من بين يديك كأنها لم تكن. ليست لحظة زمنية فقط، بل لحظة روحانية تتجاوز حدود الساعة والتقويم. إنها لحظة الصلاة، حين لا يُخاطَب الجسد، بل يُنادى القلب. لكن ليست أي صلاة… إنها صلاة الخاشعين.

الصلاة الخاشعة ليست حركات معتادة تُؤدى تلقائياً، بل هي لقاء، موعد مقدّس بين العبد وربه. حين تقف لتصلي، فأنت لا تؤدي واجباً روتينياً، بل تدخل إلى حرمٍ داخلي، حيث ينكشف الغطاء، ويُلقى ما علق بالقلب من أدران العالم. الركوع ليس فقط انحناء الظهر، بل انكسار الكِبر. والسجود ليس لمساً للأرض بالجبهة، بل تذكير لك بأنك منها جئت، وإليها تعود، ومنها تُبعث مرة أخرى.

الخشوع، في جوهره، هو الصمت العميق الذي يصدر من الداخل، هو تلك اللحظة التي لا تعود فيها تُفكر إلا بالله. إنه حضورٌ كامل، لا لجسدك فقط، بل لعقلك، وعاطفتك، وروحك. كل ذرةٍ فيك تُعلن أنها الآن في حضرة الإله. حين تخشع، يتوقف الزمن، ويذوب العالم، فلا يبقى في الكون إلا أنت و"هو".

الصلاة الخاشعة تطهّر القلب من شوائب الغفلة، وتعيد للروح شفافيتها. من ذاقها مرة، لم تعد ترويه صلاةٌ بلا قلب. من ركع لله وهو حاضر القلب، عاد إلى دنياه شخصًا آخر… أكثر طمأنينة، أكثر وعيًا، وأكثر قربًا من ذاته التي طالما نسيها. إنها عبادةٌ تعيد الإنسان إلى أصله، وتُذكّره بمصيره، وتمنحه مفتاح العروج.

في السجدة الأولى، نتذكّر أننا خُلقنا من تراب: "منها خلقناكم". وعند رفع الرأس، نستشعر أننا نعيش لحظةً مؤقتة في دارٍ فانية. وفي السجدة الثانية، نستعدّ للرحيل: "وفيها نعيدكم". ثم نرفع رؤوسنا مرة أخرى، حاملين أمل العودة: "ومنها نخرجكم تارة أخرى". الصلاة بهذا المعنى ليست فقط أذكاراً، بل رحلة وجودية، تختصر الموت والبعث بين تكبيرة وركعة.

ولأن هذه الرحلة تحتاج إلى طهارة، فكما نحرص على الطهارة الظاهرة، يجب أن نسعى للطهارة الباطنية… من الكبر، من الحسد، من حب الدنيا، ومن غفلة القلب. وكما نُوجه وجوهنا إلى القبلة، علينا أن نوجه قلوبنا إلى الله، فلا تلتفت إلى غيره. فالاتجاه الظاهري لا يغني عن الاتجاه الباطني، لأن ما يُقبل في الصلاة هو القلب.

الصلاة ليست ثقلاً نؤديه، بل نعمة نرتقي بها. وليست مجرد فرض، بل فرصة للتحرر من قيود النفس. هي عبادة من نوعٍ خاص… لا تُطلب بالجسد فقط، بل يسعى فيها القلب إلى مقام العبودية الصادقة. من يُصلِّ بخشوع، لا يعود كما كان. فالصلاة الخاشعة ليست نهاية… بل بداية جديدة.

الايمان
الدين
الحياة
الوعي
مفاهيم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    المعلّم... في يومه العالمي نرفع له أقلام الامتنان

    الطفل والتنشئة الاجتماعية

    ديدان البطن..أنواعها وأعراضها وطرق علاجها

    من مظلومية الفقر إلى وهم النجومية

    شمس قم المنيرة

    دراسة: الروابط الاجتماعية الطويلة قد تؤدي إلى "شيخوخة صحية"

    آخر القراءات

    ماذا يفعل الاكتناز بنا...؟

    النشر : السبت 16 كانون الأول 2017
    اخر قراءة : منذ 28 دقيقة

    الامام علي والتراث المهدور

    النشر : الأربعاء 13 آيار 2020
    اخر قراءة : منذ 28 دقيقة

    المرأة الأمان

    النشر : الأثنين 21 كانون الأول 2020
    اخر قراءة : منذ 28 دقيقة

    عريس كربلاء

    النشر : الخميس 28 ايلول 2017
    اخر قراءة : منذ 29 دقيقة

    هل يستمتع الكسالى في الحجر المنزلي؟

    النشر : الأحد 14 حزيران 2020
    اخر قراءة : منذ 29 دقيقة

    هل صفة الغباء والذكاء موروثة من الأم؟

    النشر : الأحد 11 تشرين الثاني 2018
    اخر قراءة : منذ 29 دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    ماذا أنت فاعلٌ بحياتك؟

    • 799 مشاهدات

    السيدة الزهراء.. شريان الإيمان ونور اليقين

    • 545 مشاهدات

    شمس قم المنيرة

    • 342 مشاهدات

    مباحث اليقين: مقامات العقل والروح

    • 340 مشاهدات

    بالكلمة الطيبة قوة الأثر والتغير

    • 339 مشاهدات

    في ثرى البقيع... كُلُّ الذي دون الفِراقِ قليلٌ

    • 335 مشاهدات

    استبدل ولا تحذف: الفراغ عدو التغيير

    • 1020 مشاهدات

    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة

    • 976 مشاهدات

    لغة الإيموجي… حينما تتحدث الصور وتصمت الكلمات

    • 946 مشاهدات

    ماذا أنت فاعلٌ بحياتك؟

    • 799 مشاهدات

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    • 797 مشاهدات

    قراءة في كتاب: في دقائق كيف نتغيّر؟

    • 766 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    المعلّم... في يومه العالمي نرفع له أقلام الامتنان
    • منذ 4 ساعة
    الطفل والتنشئة الاجتماعية
    • منذ 4 ساعة
    ديدان البطن..أنواعها وأعراضها وطرق علاجها
    • منذ 4 ساعة
    من مظلومية الفقر إلى وهم النجومية
    • السبت 04 تشرين الاول 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة