• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

الصلاة الخاشعة... حين يصمت الجسد ويتكلم القلب

سجى عبد الامير الركابي / الأثنين 12 آيار 2025 / اسلاميات / 392
شارك الموضوع :

الصلاة الخاشعة ليست حركات معتادة تُؤدى تلقائياً، بل هي لقاء، موعد مقدّس بين العبد وربه

في زحمة الحياة وتسارع اللحظات، تبقى هناك لحظة مختلفة… لحظة يتوقّف فيها كل شيء، يصمت الضجيج، وتنسحب الدنيا من بين يديك كأنها لم تكن. ليست لحظة زمنية فقط، بل لحظة روحانية تتجاوز حدود الساعة والتقويم. إنها لحظة الصلاة، حين لا يُخاطَب الجسد، بل يُنادى القلب. لكن ليست أي صلاة… إنها صلاة الخاشعين.

الصلاة الخاشعة ليست حركات معتادة تُؤدى تلقائياً، بل هي لقاء، موعد مقدّس بين العبد وربه. حين تقف لتصلي، فأنت لا تؤدي واجباً روتينياً، بل تدخل إلى حرمٍ داخلي، حيث ينكشف الغطاء، ويُلقى ما علق بالقلب من أدران العالم. الركوع ليس فقط انحناء الظهر، بل انكسار الكِبر. والسجود ليس لمساً للأرض بالجبهة، بل تذكير لك بأنك منها جئت، وإليها تعود، ومنها تُبعث مرة أخرى.

الخشوع، في جوهره، هو الصمت العميق الذي يصدر من الداخل، هو تلك اللحظة التي لا تعود فيها تُفكر إلا بالله. إنه حضورٌ كامل، لا لجسدك فقط، بل لعقلك، وعاطفتك، وروحك. كل ذرةٍ فيك تُعلن أنها الآن في حضرة الإله. حين تخشع، يتوقف الزمن، ويذوب العالم، فلا يبقى في الكون إلا أنت و"هو".

الصلاة الخاشعة تطهّر القلب من شوائب الغفلة، وتعيد للروح شفافيتها. من ذاقها مرة، لم تعد ترويه صلاةٌ بلا قلب. من ركع لله وهو حاضر القلب، عاد إلى دنياه شخصًا آخر… أكثر طمأنينة، أكثر وعيًا، وأكثر قربًا من ذاته التي طالما نسيها. إنها عبادةٌ تعيد الإنسان إلى أصله، وتُذكّره بمصيره، وتمنحه مفتاح العروج.

في السجدة الأولى، نتذكّر أننا خُلقنا من تراب: "منها خلقناكم". وعند رفع الرأس، نستشعر أننا نعيش لحظةً مؤقتة في دارٍ فانية. وفي السجدة الثانية، نستعدّ للرحيل: "وفيها نعيدكم". ثم نرفع رؤوسنا مرة أخرى، حاملين أمل العودة: "ومنها نخرجكم تارة أخرى". الصلاة بهذا المعنى ليست فقط أذكاراً، بل رحلة وجودية، تختصر الموت والبعث بين تكبيرة وركعة.

ولأن هذه الرحلة تحتاج إلى طهارة، فكما نحرص على الطهارة الظاهرة، يجب أن نسعى للطهارة الباطنية… من الكبر، من الحسد، من حب الدنيا، ومن غفلة القلب. وكما نُوجه وجوهنا إلى القبلة، علينا أن نوجه قلوبنا إلى الله، فلا تلتفت إلى غيره. فالاتجاه الظاهري لا يغني عن الاتجاه الباطني، لأن ما يُقبل في الصلاة هو القلب.

الصلاة ليست ثقلاً نؤديه، بل نعمة نرتقي بها. وليست مجرد فرض، بل فرصة للتحرر من قيود النفس. هي عبادة من نوعٍ خاص… لا تُطلب بالجسد فقط، بل يسعى فيها القلب إلى مقام العبودية الصادقة. من يُصلِّ بخشوع، لا يعود كما كان. فالصلاة الخاشعة ليست نهاية… بل بداية جديدة.

الايمان
الدين
الحياة
الوعي
مفاهيم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    لمن تشتكي حبة القمح إذا كان القاضي دجاجة؟

    هل ما زلت تؤمن… أم أنك تؤدي؟

    خمس عادات داوم عليها للحفاظ على شباب دائم

    ميثم التمار وزحام البراءة من الظالمين

    الحجاب في عصر الاستعمار

    الحرية منحة إلهية مستمرة مدى الحياة

    آخر القراءات

    تأثير الحراك العالمي ودوره في مزاوجة الفكر والعمل

    النشر : الخميس 27 تموز 2023
    اخر قراءة : منذ 9 ثواني

    الشعائر الحسينية صوت الحسين للعالم

    النشر : الأثنين 31 تشرين الاول 2016
    اخر قراءة : منذ 20 ثانية

    ما هي الرموز التي استخدمتها مؤخرا.. إحصائية تكشف عن ذلك!

    النشر : الخميس 19 آذار 2020
    اخر قراءة : منذ 21 ثانية

    ماهو اضطراب عُسر الكتابة وكيف تتم معالجته؟

    النشر : الخميس 10 تشرين الثاني 2022
    اخر قراءة : منذ 24 ثانية

    طين اصطناعي

    النشر : الأثنين 01 تموز 2019
    اخر قراءة : منذ 26 ثانية

    قراءة في كتاب: ابق قوياً 365 يوماً في السنة

    النشر : الثلاثاء 09 شباط 2021
    اخر قراءة : منذ 34 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    لمن تشتكي حبة القمح إذا كان القاضي دجاجة؟

    • 523 مشاهدات

    الخروج قبل عرفة: موقف الإمام الحسين بين قداسة المكان وخطر الاستهداف

    • 401 مشاهدات

    خطورة خبراء الحكومات المستبدة

    • 357 مشاهدات

    بين الغدير وعاشوراء.. نُدبة

    • 342 مشاهدات

    الصدقة: بين البعد اللغوي والعمق المفهومي

    • 341 مشاهدات

    وقت الطفل الطويل أمام الشاشة يسبّب له مشاكل عاطفية واجتماعية

    • 329 مشاهدات

    هاجر حسين كقارئة: طموحات مستقبلية ورسالة ملهمة

    • 3528 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 1222 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1187 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1103 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1067 مشاهدات

    شهيد العلم والمظلومية.. دروسٌ من سيرة الإمام الجواد للشباب المسلم

    • 1026 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    لمن تشتكي حبة القمح إذا كان القاضي دجاجة؟
    • منذ 20 ساعة
    هل ما زلت تؤمن… أم أنك تؤدي؟
    • منذ 20 ساعة
    خمس عادات داوم عليها للحفاظ على شباب دائم
    • منذ 20 ساعة
    ميثم التمار وزحام البراءة من الظالمين
    • الأثنين 23 حزيران 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة