• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

الصلاة الخاشعة... حين يصمت الجسد ويتكلم القلب

سجى عبد الامير الركابي / الأثنين 12 آيار 2025 / اسلاميات / 414
شارك الموضوع :

الصلاة الخاشعة ليست حركات معتادة تُؤدى تلقائياً، بل هي لقاء، موعد مقدّس بين العبد وربه

في زحمة الحياة وتسارع اللحظات، تبقى هناك لحظة مختلفة… لحظة يتوقّف فيها كل شيء، يصمت الضجيج، وتنسحب الدنيا من بين يديك كأنها لم تكن. ليست لحظة زمنية فقط، بل لحظة روحانية تتجاوز حدود الساعة والتقويم. إنها لحظة الصلاة، حين لا يُخاطَب الجسد، بل يُنادى القلب. لكن ليست أي صلاة… إنها صلاة الخاشعين.

الصلاة الخاشعة ليست حركات معتادة تُؤدى تلقائياً، بل هي لقاء، موعد مقدّس بين العبد وربه. حين تقف لتصلي، فأنت لا تؤدي واجباً روتينياً، بل تدخل إلى حرمٍ داخلي، حيث ينكشف الغطاء، ويُلقى ما علق بالقلب من أدران العالم. الركوع ليس فقط انحناء الظهر، بل انكسار الكِبر. والسجود ليس لمساً للأرض بالجبهة، بل تذكير لك بأنك منها جئت، وإليها تعود، ومنها تُبعث مرة أخرى.

الخشوع، في جوهره، هو الصمت العميق الذي يصدر من الداخل، هو تلك اللحظة التي لا تعود فيها تُفكر إلا بالله. إنه حضورٌ كامل، لا لجسدك فقط، بل لعقلك، وعاطفتك، وروحك. كل ذرةٍ فيك تُعلن أنها الآن في حضرة الإله. حين تخشع، يتوقف الزمن، ويذوب العالم، فلا يبقى في الكون إلا أنت و"هو".

الصلاة الخاشعة تطهّر القلب من شوائب الغفلة، وتعيد للروح شفافيتها. من ذاقها مرة، لم تعد ترويه صلاةٌ بلا قلب. من ركع لله وهو حاضر القلب، عاد إلى دنياه شخصًا آخر… أكثر طمأنينة، أكثر وعيًا، وأكثر قربًا من ذاته التي طالما نسيها. إنها عبادةٌ تعيد الإنسان إلى أصله، وتُذكّره بمصيره، وتمنحه مفتاح العروج.

في السجدة الأولى، نتذكّر أننا خُلقنا من تراب: "منها خلقناكم". وعند رفع الرأس، نستشعر أننا نعيش لحظةً مؤقتة في دارٍ فانية. وفي السجدة الثانية، نستعدّ للرحيل: "وفيها نعيدكم". ثم نرفع رؤوسنا مرة أخرى، حاملين أمل العودة: "ومنها نخرجكم تارة أخرى". الصلاة بهذا المعنى ليست فقط أذكاراً، بل رحلة وجودية، تختصر الموت والبعث بين تكبيرة وركعة.

ولأن هذه الرحلة تحتاج إلى طهارة، فكما نحرص على الطهارة الظاهرة، يجب أن نسعى للطهارة الباطنية… من الكبر، من الحسد، من حب الدنيا، ومن غفلة القلب. وكما نُوجه وجوهنا إلى القبلة، علينا أن نوجه قلوبنا إلى الله، فلا تلتفت إلى غيره. فالاتجاه الظاهري لا يغني عن الاتجاه الباطني، لأن ما يُقبل في الصلاة هو القلب.

الصلاة ليست ثقلاً نؤديه، بل نعمة نرتقي بها. وليست مجرد فرض، بل فرصة للتحرر من قيود النفس. هي عبادة من نوعٍ خاص… لا تُطلب بالجسد فقط، بل يسعى فيها القلب إلى مقام العبودية الصادقة. من يُصلِّ بخشوع، لا يعود كما كان. فالصلاة الخاشعة ليست نهاية… بل بداية جديدة.

الايمان
الدين
الحياة
الوعي
مفاهيم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    وَلَلآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الأُولَى: وعدُ الأمل في هندسة الحياة

    كيف تبني ثقة بنفسك؟

    فنجان من القهوة قد يفعّل مفتاح محاربة الشيخوخة في خلاياك

    تناقضات القرآن أم خطأ فهم البشر؟

    ابتسم… أنت تمضي بلا هوية

    اضطراب نهم الطعام.. حين لا تُصغي إلى جسدك!

    آخر القراءات

    صغيرةٌ رحلت إلى عالم الخلد والبقاء

    النشر : الثلاثاء 23 حزيران 2020
    اخر قراءة : منذ 4 ثواني

    المدرسة الأولى

    النشر : الأحد 29 نيسان 2018
    اخر قراءة : منذ 7 ثواني

    شرطي الذات

    النشر : الأثنين 23 آذار 2020
    اخر قراءة : منذ 9 ثواني

    ماهي نظرية البجعة السوداء في الاقتصاد؟

    النشر : السبت 21 آيار 2022
    اخر قراءة : منذ 14 ثانية

    مهرجان خان النخيلة.. عملية انعاش للثقافة تُحييها

    النشر : الثلاثاء 05 آذار 2019
    اخر قراءة : منذ 15 ثانية

    الحجامة.. بين السنة النبوية والطب القديم

    النشر : السبت 06 آذار 2021
    اخر قراءة : منذ 17 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    لمن تشتكي حبة القمح إذا كان القاضي دجاجة؟

    • 617 مشاهدات

    مدينة الانتظار: تُجدد البيعة والولاء في عيد الله الأكبر

    • 582 مشاهدات

    رحلة من السجن إلى الحرية: قصة عن معركة مع المخدرات

    • 452 مشاهدات

    اكتشاف الذات.. خطوة لمستقبل أفضل

    • 393 مشاهدات

    المختلف متخلف!

    • 391 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو": صدفة؟ أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 374 مشاهدات

    هاجر حسين كقارئة: طموحات مستقبلية ورسالة ملهمة

    • 3617 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 1442 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1279 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1158 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1097 مشاهدات

    الإمام محمد الباقر: منارة العلم التي أطفأها الظلم

    • 929 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    وَلَلآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الأُولَى: وعدُ الأمل في هندسة الحياة
    • منذ 16 ساعة
    كيف تبني ثقة بنفسك؟
    • منذ 16 ساعة
    فنجان من القهوة قد يفعّل مفتاح محاربة الشيخوخة في خلاياك
    • منذ 16 ساعة
    تناقضات القرآن أم خطأ فهم البشر؟
    • الأحد 29 حزيران 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة