منذ فجر التأريخ والمرأة تتبوأ مقرها الرئيسي في قيادة الأسرة وتدبير شؤون المنزل ومع التطور الملحوظ والحاصل في الآونة الأخيرة استطاعت المرأة استثمار الطاقات المتاحة لها الى ابعد الحدود, فنجدها اليوم قد مضت قدما في الركب الحضاري لتعتلي منصات الترشيح رغم الظروف الصعبة والتعقيدات الاجتماعية إلا انها تمكنت من فرض نفسها لمشاركة الرجل في شغل مناصب الدولة وهو أمر يدل بشكل قاطع على النمو الصحيح للديمقراطية.
ولبيان أهمية المرأة في العملية الانتخابية أجرت (بشرى حياة) هذا الاستطلاع لتتعرف على أراء الكربلائيات في تشريع حق المرأة في الانتخابات..
المرأة القيادية
استهلت علياء احمد حديثها قائلة: "أن المرأة نصف المجتمع لهذا يجب ان يكون لها رأي وحضور للإدلاء بصوتها او ترشح نفسها, كما ان خطوة الترشيح والتصويت للمرأة ستساهم بفسح المجال امامها لتطرح افكارها وتنميها فالتواجد المكثف للمرأة في مجالات الحياة اعطى صورة عميقة المعنى فبعد دخولها الى معترك السياسة في الانتخابات هو طموح اخذ بالنمو عند شرائح نسائية عدة تمتلك الثقافة والتنوير فإن دخولها للانتخابات انما هو ترسيخ قاعدة المرأة القيادية ليس في المنزل فقط بل في اي مكان تتواجد فيه".
واضافت: "اعترتني سعادة كبيرة عند رؤيتي صور وأسماء المرشحات بأعداد كبيرة, فهذا دليل على اهميتها في صناعة القرار السياسي إضافة الى ذلك أن المرأة تفهم بنات جنسها بشكل افضل من الرجل".
وعلى خلاف ذلك شاركتنا ام عبد الله قائلة: "بحكم القيود التي تفرضها الاعراف والتقاليد والقيم المسيطرة على المجمتعات قد حرمت المرأة من حقها السياسي وخاصة تحت قبة البرلمان وانا ارى هذا عين الصواب فهناك نساء تكون قدرتها محدودة بإدارة حياتها اليومية وتحملها المسؤولية اتجاه عائلتها فكيف لها ان تكون داخل المعترك السياسي بقرارته الحاسمة والمصيرية وان تنافس الرجل بقدراتها المحدودة, لهذا يجب ان يكون الاختيار لمن تستحق هذه المكانة صائبا".
بينما قالت ضحى إبراهيم/ مهندسة معمارية: "بصراحة لا يوجد لحد الآن امرأة عراقية كانت كفيلة بخدمة الصالح العام, أو ساهمت باتخاذ قرارات مهمة في الدولة, فانا أشاهدهن فقط أثناء حملاتهن الدعائية بتقديم الوعود للمواطنين بتوفير حياة افضل وذلك من اجل خلق قاعدة انتخابية واسعة وبعد فوزهن بالمعركة الانتخابية نجد عدم قدرتهن على تطبيق تلك الوعود على ارض الواقع, وذلك يؤدي الى اصابة الناخب بخيبة أمل ستنعكس سلبا على ثقته بالبرلمان وعدم تنفيذ القرارات التي ستصدرها الحكومة وهذا سيعرقل بناء مؤسسات الدولة".
فيما أدلت الإعلامية خيرية محمد رأيها في هذا الجانب قائلة: "ان الانتخابات بحد ذاتها شيء ايجابي ودليل على الديمقراطية والحرية هذا ان سارت بصورة صحيحة ونزيهة وفق قانون الانتخابات. وأضافت: كما أرى إن الانتخابات تساعد المواطن على اختيار الشخص الكفوء الذي يساهم بتفعيل نشاطه لخدمته".
وتابعت: "كما ان للمرأة دور ايجابي في المشاركة في الجانب السياسي وهناك الكثير من النساء دخلن المعترك السياسي ونجحن في ذلك".
ومن جانبها شاركتنا ام بركات/ ربة بيت وهي إحدى المتابعات للنشاطات النسوية ومن ضمنها الحملات الانتخابية قائلة: "بعد أجواء التغيير التي عشناها بعد زوال حكم النظام السابق وعودة أجواء الحرية لعموم الشعب, أستعادت المرأة العراقية نشاطها وحضورها في المجتمع حتى أصبح لها الرأي والقول والمشاركة في المعترك السياسي فكانت أما مرشحة في الانتخابات او نائبة او ناخبة تدلي بصوتها بكل حرية لمن تختار".
وأضافت: "فقد شاركت بفعالية كبيرة في الانتخابات وقد شهدت الانتخابات أعداد كبيرة من النساء اللواتي رشحن أنفسهن وايضا للناخبات وهناك إقبال شعبي واسع من الجمهور لمشاركة المرأة في الجانب السياسي, وصولا إلى مقاعد البرلمان وهناك الكثير منهن اثبتن جدارة واسعة في خدمة المواطن من خلال إصدار القرار والتشريعات ومكافحة الفساد وتشخيص مكامن الخلل في المشاريع من خلال اللجان التي يعملن بها فمشاركة المرأة بالانتخابات انما هدفها مشاطرة أخيها الرجل من أجل بناء البلد والنهوض به نحو الأفضل".
وتابعت: "كما إن اغلب النساء الناخبات يصوتن للنساء من خلال التعاطف معهن او يأملن بأن تكون النائبة عونا لهن, كما تشهد مراكز الاقتراع تدفقا واضحا للمرأة لكي تختار من يمثلها في البرلمان وهذا دليل تواصلها مع المجتمع وتطورها وحضورها الواضح في الساحة".
كما قالت الناشطة المدنية سارة الفتلاوي: "بما إن العراق ذو نظام ديمقراطي والانتخابات هي الأداة الأولى والمهمة لتحقيق الديمقراطية وبما إن المرأة نصف المجتمع وتربي النصف الاخر لذا فأن مشاركتها بالانتخابات تساهم في تطوير القيادة وصناعة القرار السياسي ونشاهد اليوم تركيز المؤسسات النسوية على تثقيف المرأة بهذا الموضوع والحث على إشراكها في قيادة دفة الحكم في العراق".
من جهة أخرى يرى المحلل السياسي صالح الحمداني: "ان قناعاته حول دور المرأة، وهذه مسألة لها علاقة بالأساس بثابتة عند أي حركة أمل، وهو دور المرأة في صياغة القرار السياسي".
واضاف: "ان للمرأة دور كبير في المشاركة في الانتخابات وحسم نتائجها وهي بطبيعتها اكثر وضوحا من الرجل في تحديد اختياراتها الانتخابية, اضافة لكون نسبة النساء في العراق عالية نسبيا, يفترض ان المرأة تفهم بنات جنسها بشكل افضل من الرجل لذلك يمكنها ان تخدم المجتمع بصورة افضل من الرجل".
اضافةتعليق
التعليقات