• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

نسيت وعدي فسامحيني

اخلاص داود / الأحد 14 آيار 2017 / حقوق / 2585
شارك الموضوع :

قضيتُ وقتاً طويلاً في فراشي محاولًا النوم، كأن شيئاً ما انتزع مني، تقلبتُ واتخذتُ أشكالا كثيرة، وحين أصابني اليأس تذكرت طريقة احد العلماء ا

قضيتُ وقتاً طويلاً في فراشي محاولًا النوم، كأن شيئاً ما انتزع مني، تقلبتُ واتخذتُ أشكالا كثيرة، وحين أصابني اليأس تذكرت طريقة احد العلماء التي اسماها (من اجل الاسترخاء والنوم)، فأخذتُ أقلّص جسمي كمن أصابه تماس كهربائي وافرده، لكن النوم اخذ يبتعد عني كرجل خائف، حاولت أن أأخذ بنصيحة جدتي التي قالتها لي ذات يوم: إن التسبيح بحمد الله وشكره ليلا يجلب لك البركة والنوم العميق، لكن نصيحة جدتي هذه المرة لم تجدِ نفعا، شكلتُ قطيعا من الخرفان في مخيلتي وحسبتها، ووصلت لأرقام لم اعرف العد بعدها، ولم أظفر به إلاّ بعد ان قبلّتُ رأس أمي ويدها معتذراً وتوسلت بها أن تسامحني.

هكذا وصف (جعفر) ليلته، هذا الابن الودود والبار بأمه، ثم أستذكر وقال: حين رأيت جوالي سقط على الارض وتهشم بغفلة من والدتي وهي تنظف البيت، استشطت غضباً وأحسست ان قلبي تهشم معه، فصحت بوجهها ونهرتها، نظرتها المرتبكة الحزينة لي لن أنساها واعتذارها الخجول مني بسبب ملامتي لها أثرت بي، لم تكلمني بعدها، كانت تتحاشى نظراتي وتتجنب الحوار معي وكأن الحديث انتهى مدى العمر بيننا، وكلما اقتربت منها تبتعد عني وتصطنع الانشغال والعمل في أمورِ المنزل، أنا اعرفها مثلما يعرفها أخوتي اذا كانت حزينة تفضل العمل والصمت وتختفي ضحكتها.

فعلت هذا وأنا الشاب المؤمن والملتزم بتعاليم الله ورسوله وال بيته الأطهار الفاهم لتفاسير القرآن جيدا ومنها الآية الكريمة التي تقول:

(وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًاۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا*وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنْ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً.(

فعلت هذا وأنا الذي احفظ عن ظهر قلب أحاديث المصطفى (ص) ومنها:

(رضا الرَّبِّ في رضا الوالدِ، وسخطُ الرَّبِّ في سخطِ الوالدِ).

فعلت هذا وانا الذي احببت وتأثرت وتمنيت ان املك قلباً رؤوفاً ومحباً لامي مثل قلب الصحابي الجليل (أسامة بن زيد) حين قرأت تلك القصة؛ عندما كانت له شجرة نخل مُثمرة بالمدينة، وكانت النّخلة تساوي قيمة ألف دينار، في أحد الأيام اشتهت أمه الجمار، وهو الجزء الرّطب في قلب النخلة، فقطع أسامة بن زيد شجرة النّخيل المثمرة ليُطعم جمارها إلى والدته، فلمّا سألوه الصحابة عن ذلك؟ أجابهم: أي شيء تطلبه منّي أمي وأستطيع فعله إلّا قمت به.

فعلت هذا وانا الذي اقشعر بدني وسالت دموعي وانا اقرأ قصة الامام عليّ بن الحسين الذي كان روحي له الفداء باراً بأمه كثيراً، وبالرّغم من ذلك لم يكن يشاركها الأكل في إناءٍ واحد، فسألوه: إنّك كثير البرّ بأّمك ومع هذا لا نراك تأكل معها من نفس الإناء؟ أجاب: أخاف أن آخذ شيء تكون عينها سبقت إليه، فأصبح عاقّاً.

كل هذا محاه وسحقه حبي واعتزازي بالموبايل، والغضب الذي تملكني أنساني من تكون؟. انها امي صاحبة العطاء اللامنتهي والحب اللامحدود والحنان المتدفق، امي التي تحمل ذلك الامتياز المشرّف الذي وهبه الله لها، امي التي تحنو علي وتدللني وتداعبني والتي اغدقتني بالعناية والاهتمام منذ الصغر حتى الكبر.

امي جناحي دفء وأمان وحنين، صاحبة الدعاء غير المنقطع، ليس هذا وحسب لقد انساني غضبي وعدي القديم لنفسي ان اخضع لها وارعاها وأحسن عشرتها، وأوقرها، وأخفض الجناح لها، وألتمس رضاها واطيعها وانهيَ نفسي عن النطق بأدنى ما يؤثّر في نفسيتها، بكلمة تطاول او نظرة تكبر، ويقول في تلك الليلة اقتربت منها وهي نائمة وقلت لها بتذلل: امي لقد جرحت روحك العزيزة وتركت الحسرة في قلبك اسمحي لي ان اعتذر منك والقي برأسي على صدرك الحنون.

تبسمت وردت بصوتٍ نعس: سامحتك منذ رأيت ندمك الصادق في عينيك.

الأم
قصة
الابناء
الايمان
الدعاء
الاسلام
الانسانية
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    استطلاع رأي: مصباح علاء الدين والأمنيات الثلاث

    أصحاب الامام الحسين.. أنموذج لصداقة لا يفنى ذكرها

    عــودة

    "طبيبة الفرح" تكشف جانبًا خفيًا للاكتئاب يصعب تشخيصه وتقدّم وصفة للتعافي

    من الوحي إلى الدرس: كيف صنع الرسول صلى الله عليه واله وسلم أمة بالعلم؟

    من حديث الثقلين: نحو ركنٍ وثيق

    آخر القراءات

    دروس إنتاجية تعلُّمها من ألبرت أينشتاين

    النشر : الأربعاء 14 تموز 2021
    اخر قراءة : منذ 10 ثواني

    ماذا بعد خلع السواد؟

    النشر : السبت 16 ايلول 2023
    اخر قراءة : منذ 13 ثانية

    ما الدروس القاسية في الحياة التي ينبغي على الشباب تعلمها؟

    النشر : الثلاثاء 18 تشرين الاول 2016
    اخر قراءة : منذ 14 ثانية

    امرأة، كاتبة، إنسان

    النشر : الأحد 21 آيار 2023
    اخر قراءة : منذ 15 ثانية

    رجل صيني يدفع تعويض مالي مقابل الأعمال المنزلية لطليقته

    النشر : الأثنين 01 آذار 2021
    اخر قراءة : منذ 17 ثانية

    قراءة في كتاب: الامام المهدي من المهد إلى الظهور

    النشر : الثلاثاء 25 نيسان 2023
    اخر قراءة : منذ 21 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    نحن لا نتذكر أيامًا، بل نتذكر لحظات

    • 416 مشاهدات

    من النبوة إلى الإمامة: أحفاد النبي محمد ومسار استمرار الرسالة

    • 396 مشاهدات

    الحجاب وتحديات الانفتاح الرقمي

    • 375 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 360 مشاهدات

    عندما يُقيمُ القلب موسمهُ

    • 359 مشاهدات

    فن الاستماع مهارة ضرورية

    • 350 مشاهدات

    مناهل الأربعين.. فتنافسوا في زيارته

    • 1426 مشاهدات

    زوار الحسين: فضل عظيم وشرف أبدي

    • 1363 مشاهدات

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 1237 مشاهدات

    سوء الظن.. قيدٌ خفيّ يقيّد العلاقات ويشوّه النوايا

    • 1086 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 1082 مشاهدات

    بين طموحات الأهل وقدرات الأبناء.. هل الطب هو الخيار الوحيد؟

    • 1051 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    استطلاع رأي: مصباح علاء الدين والأمنيات الثلاث
    • منذ 20 ساعة
    أصحاب الامام الحسين.. أنموذج لصداقة لا يفنى ذكرها
    • منذ 20 ساعة
    عــودة
    • منذ 20 ساعة
    "طبيبة الفرح" تكشف جانبًا خفيًا للاكتئاب يصعب تشخيصه وتقدّم وصفة للتعافي
    • منذ 20 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة