اعتاد المؤمنون الشيعة على لبس السواد في شهري محرم وصفر احتراما وحبا ومواساة لآل البيت (عليهم السلام) وماجرى عليهم من آلام ومصائب، ولايقتصر الأمر على هذين الشهرين إنما في الوفيات التي تكون بعارض الأيام في السنة وهذا يعتبر من الوفاء والحب والتمسك بهم (عليهم السلام).
نحن نتحدد في ذكر هذين الشهرين العظيمين الذين لا تقل عظمتهم عن شهر رمضان، وهانحن على أعتاب الدخول إلى شهر ربيع الأول وسيبدأ الأغلب بنزع السواد والحداد ولبس الألوان، ولكن لابد من النظر إلى هذه القضية وبعد الأجواء التي عشناها والخدمة التي قدمناها لابد علينا أن نقدر ونثمن هذا المجهود رغم بساطته ولا نجعله يضيع هباء منثورا، فقيمة العمل في ديمومته وإلا لا قيمة ولا مكانة له إن كانت آنية، إن الثبات على طريق الحسين والتمسك به وديمومة خدمته أمر له من التأثير البالغ على حياتنا العامة والشخصية.
وكان علينا أن ننبه على قضية خلع السواد في هذه الأيام إذ يجب على الانسان المؤمن التركيز على هذه النقطة فخلع السواد لا يعني نسيان الحداد الدائم على مصيبة سيد الشهداء فكل يوم عاشوراء كما قال الامام الصادق عليه أفضل الصلاة والسلام، وعدم نسيان ذكره وتذكر مصيبته والأهم من ذلك الاقتداء به وبسيرته الطاهرة إذ إنه سعى لتقديم الدين الحقيقي وقدم لنا منهاج حياة متكامل علينا اتباعه.
بوصية أحد العلماء يقول فيها: وأنت مقبل على خلع السواد عليك أن تاخذ زاوية وتطلب من الإمام الحسين أن يعينك على البقاء على بياض قلبك، وهنا يركز الشيخ على قضية مهمة جدا ألا وهي الحفاظ على بياض القلب الذي اكتسبه الانسان من هذين الشهرين بعد الأجواء الروحانية الخاصة والخدمة المتواصلة لسيد الشهداء فهي تعتبر فرمتة كاملة وتجديد لابد من الاستمرار فيه حتى وإن خلع السواد الظاهري، وليعي الإنسان أن الوصول لهذه المرحلة تحتاج إلى ثبات وانتباه دائم فالشيطان يحسد الإنسان لوصوله المراحل المتقدمة فيبدأ بتكثيف الوسوسة والتشديد عليه لهذا نحن بحاجة لانتباه دائم لأنفسنا كي لا نجعل الشيطان يشمت بنا وهذا يحتاج إلى توسل بالامام للثبات والمدد.
اضافةتعليق
التعليقات