ربما كنت في الثانية عشر من عمري حين أهدتني والدتي كتابا، عندئذ شعرت بالثقة وأنني ذات قيمة لم أدرك حينها قيمة ما فعلت لي بل شعرت بالسعادة و لكن الآن بعد كل هذه السنوات التي انشغلت بالدراسة و تعلمت بعض الأمور أدركت عظمة فعلها وكيف إنها أثرت على اختيار مصيري من خلال خطوة ذكية منها كان اسم الكتاب (مكيال المكارم في فوائد الدعاء للقائم ). لازال هذا الكتاب أجمل كتاب في عيني له وقع خاص على قلبي لأنه يدل على مكانتي العالية عند والدتي و هناك مواقف متشابهة مع ماحدث لي ولكن العكس تماما حيث إن الوالدة شجعت ابنتها على فعل المحرمات وكبرت البنت وأساءت أكثر و أكثر و خرجت عن دينها بسبب تلك الكلمات الخاطئة التي خرجت عند الجهل من الوالدة. إن ما يخرج الى الكون لا ينتهي كما يظن البعض بل يبقى ويتوسع و يتعظم كما هو قانون الطبيعة و الوعد الالهي ، (فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره و من يعمل مثقال ذرة شرا يره). لا شيء يختفي أو يُزال أثره لهذا السبب يجب أن نراعي كل شيء ! الأفعال ، الأقوال و حتى النيات ! ما يشغل بالي هذه الأيام الحفاظ على الثقافة الفاطمية حيث انها كانت تركز على الجوهر و ليس المظهر بينما الثقافات الأخرى كانت تحث على الاهتمام بالمظاهر و ها نحن نتبع ثقافة الأعداء دون وعي منا فكثير من أفعالنا تندرج تحت ثقافة وإن! كما قيل للغاصبين و الهاجمين على دار الوحي ان في الدار فاطمة قال : وإن! يظن البعض منا بأن مسؤوليتنا تختصر في اقامة صلاة ما أو اقامة مجلس عزاء و أخذ بعض الصور و نصب علم ما ، بالتأكيد هذه الأمور من المنجيات ولكن هل تكفي؟ نرى في الآونة الأخيرة اننا غرقنا في ثقافة وإن و أصبح الدين لعق على ألسنتنا فها نحنُ اليوم نعيش أسفل حالات الإنسانية و التدين و ندوس على مبادئنا و قيمنا بكل سهولة فقد أصبح كل شيء عاديا لأننا نتبع ثقافة وإن! بلاد المسلمين أصبحت كبلاد الكفر حيث بدأت ترحب بجميع أنواع الفتن ، ثقافة وإن ليست جديدة بل بدأت حينما قيل للملعون ان في الدار فاطمة قال وان! و منذ ذلك الحين بدأت ثقافة وان تنخر المجتمع و تفسد جذور القيم ، كما ان مسيرة الف ميل تبدأ بخطوة كذلك ابعاد وافساد المجتمع و جعله مجتمعا بعيدا عن القيم يبدأ بكلمات بسيطة و بعد ذلك يصل المجتمع الى مرحلة الافتخار بتلك الذنوب كما هو الحال اليوم . والأخطر من ذلك عندما يقدم الفرد تبريرات عن تلك الأفعال المخزية وبعد ذلك تصبح ثقافة التطبيع مع المنكر جزء من ثقافتنا، يا ترى ماهو مقياس قبول الأعمال أو نعرف أأنا نمشي في الطريق الصحيح؟ (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا )؟ قال رجل لامرأته: اذهبي إلى فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) فاسأليها عني أني من شيعتكم أم ليس من شيعتكم؟ فسألتها فقالت: قولي له: إن كنت تعمل بما أمرناك، وتنتهي عما زجرناك عنه، فأنت من شيعتنا وإلا فلا، فرجعت فأخبرته فقال: يا ويلي ومن ينفك من الذنوب والخطايا، فأنا إذا خالد في النار، فان من ليس من شيعتهم فهو خالد في النار. فرجعت المرأة فقالت لفاطمة ما قال زوجها، فقالت فاطمة: قولي له: ليس هكذا، شيعتنا من خيار أهل الجنة وكل محبينا وموالي أوليائنا ومعادي أعداءنا والمسلم بقلبه ولسانه لنا ليسوا من شيعتنا إذا خالفوا أو أمرنا ونواهينا في سائر الموبقات وهم مع ذلك في الجنة، ولكن بعد ما يطهرون من ذنوبهم بالبلايا والرزايا أو في عرصات القيامة بأنواع شدائدها أو في الطبق الاعلى من جهنم بعذابها إلى أن نستنقذهم بحبنا منها وننقلهم إلى حضرتنا. اذن لنرى ماهو مقياس القبول؟ يقول رسول الله (صلى الله عليه واله ) ان الله يرضى لرضا فاطمة و يغضب لغضب فاطمة. كيف نزرع ثقافة حبها في نفوس أطفالنا ؟ كيف نحترم هذه الثقافة العظيمة ؟ و كيف نعمل بها؟ كل خطوة منا لها تأثير على حياتنا و حياة الاخرين كيف نمسح الافكار الخاطئة و الثقافات الشنيعة؟ باتباع وإن؟ أو ما ورد في امير المؤمنين عليه السلام : أن السعيد كل السعيد حق السعيد من أحب عليا في حياته وبعد موته، وأن الشقي كل الشقي حق الشقي من أبغض عليا في حياته وبعد وفاته.
اضافةتعليق
التعليقات