جاءَ في كتاب تاج العروس الزبيدي مادة (بيع والمبايعة، والتبايع، عبارة عن المعاقدة والمعاهدة) كان كل واحد منهما ضاع ما عنده من صاحبه وأعطاه خالصة نفسه وطاعته ودخيلة أمره.
من هذا المعنى نعرف أن بيعتنا لإمامِ زماننا تستبطن إعطاء وبذل عدة أمور؛ أولا_ النفس، بأن ينذر المؤمن نفسهُ لإمامه بحيث يكون مستعدًا لبذلها في أيّ لحظة لو إستلزم الأمر. ثانيا_ الطاعة بأن يمتثل أوامرهُ وينزجر عن زواجره فإن حقيقة الطاعة هي في إمتثال الأوامر والنواهي. ثالثا_ دخيلة الأمر أي أن يكون كلُّ سلوك المؤمن مترجمًا لطاعتهِ وتسليمهِ لإمام زمانه بحيث يكون باطنهُ كظاهره في ذلك فهي عبارة عن الإعتقاد القلبي والمطابق لإيمانه الظاهري.
وقد ورد في القرآن الكريم والروايات الشريفة ذكر بعض المفردات التي يلزم على المبايع الإلتزام بها مع إمامه.
أما بالنسبة للرجال، فقد ورد أنهم بايعوا رسول "الله صلى الله عليه وآله وسلم" في بيعة الرضوان وأشترط عليهم (... أن لا ينكروا بعد ذلك عن رسول الله "صلى الله عليه وآله" شيئًا يفعله ولا يخالفه في شيء يأمرهم به...) وأنهم بايعوه على الموت وعلى أن لا تأخذهم في الله لومةُ لائم.
وأما بالنسبة للنساء فقد ذكر القرآن الكريم مفردات مما يلزم على المؤمنة إلتزامه في بيعتها، فقال عز من قال فيما حكاه جل وعلا عن بيعة المؤمنات للنبي الأكرم "صلى الله عليه وآله" بسم الله الرحمن الرحيم { يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ إِذَا جَآءَكَ ٱلۡمُؤۡمِنَٰتُ يُبَايِعۡنَكَ عَلَىٰٓ أَن لَّا يُشۡرِكۡنَ بِٱللَّهِ شَيۡـٔٗا وَلَا يَسۡرِقۡنَ وَلَا يَزۡنِينَ وَلَا يَقۡتُلۡنَ أَوۡلَٰدَهُنَّ وَلَا يَأۡتِينَ بِبُهۡتَٰنٖ يَفۡتَرِينَهُۥ بَيۡنَ أَيۡدِيهِنَّ وَأَرۡجُلِهِنَّ وَلَا يَعۡصِينَكَ فِي مَعۡرُوفٖ فَبَايِعۡهُنَّ وَٱسۡتَغۡفِرۡ لَهُنَّ ٱللَّهَۚ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٞ ١٢} الممتحنة.
فهذا هو المنهاج العام للبيعة مع إمام زماننا هذا بالإضافة إلى أنَ هناك مقتضيات خاصة تتعلق بزمن الظهور وهي تابعة لتقدير الإمام وحِكمتهِ فيلزم التسليم لأوامره فيها فهل أنا وأنت على قدر هذهِ المسؤولية؟
من ينتظر مَن؟ هل هو عليه السلام ينتظرنا أم نحنُ ننتظره؟
الجواب نحنُ نعلم أن من اسمائه عليه السلام هو المنتظر ومعنى هذا الإسم هو ما بَينه الإمام الجواد عليه السلام عندما سألهُ الصقر بن دلف ولِما سُمي المنتظر؟ قال: الإمام الجواد "عليه السلام" لأن له غيبه تكثر أيامها ويطول عملها فينتظر خروجه المخلصون وينكره المرتابون ويستهزئ بذكرهِ الجاحدون ويكثر فيها الوقاتون ويهلك فيها المستعجلون وينجوا فيها المسلمون.
ولكن مع هذا فإنَهُ يُمكن أن يقرأ هذا الإسم بصيغة إسم الفاعل المنتظر بالكسر وهو إن لم يرد في الرواية الشريفة إلا أنهُ يمكن أن يفهم من خلال بعض الروايات أنهُ ينتظر أمر الله تعالى له وإذنهُ لهُ بالخروج، الأمر الذي ورد في آخر توقيع لهُ عليه السلام إلى السفير الرابع حيث جاء فيه فقد وقعت الغيبة الثانية فلا ظهور إلا بعد إذن الله عز وجل إنه عليه السلام ينتظر أن يكمل العدد المطلوب من الأنصار.
كما ورد هذا المعنى عن أبي بصير قال، قال: أبو عبد الله عليه السلام يخرج القائم عليه السلام حتى يكون تكملة الحلقة قلت وكم تكملة الحلقة قال 10,000 أنهُ عليه السلام ينتظر أن تكون قاعدتهُ الإجتماعية مستعدة وجاهزة للتحمل وطروحته الإسلامية الأصيلة إلى كافة أرجاء الدنيا كما ورد هذا المعنى في مكاتبة الإمام المهدي عليه السلام إلى الشيخ المفيد [ولو أن أشياعنا وفقهم الله لطاعتهِ على إجتماع من القلوب في الوفاء بالعهد عليهم لما تأخر عنهم اليمنى بلقائنا وتعجلت لهم السعادة لمشاهدتنا على حق المعرفة وصدقها منهم بنا فما يحبسنا عنهم إلا ما يتصل بنا مما نكرهه ولا نؤثِره منهم والله المستعان هو حسبنا ونعم الوكيل] وبأختصار هو ينتظرنا بشوق وإخلاص فهل نحنُ كذلك؟
اضافةتعليق
التعليقات