• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

رحلة العودة الى الماضي، استزادة ام استنزاف؟!

مريم حسين العبودي / السبت 02 آذار 2024 / تطوير / 1472
شارك الموضوع :

العَودة، مصطلح حمّال أوجه ومعانٍ تتأرجح بين الإيجابيّ جداً والسلبي جداً. العَودة كلمة دافئة في لفظها

رغم تحذيرات الناصحين والخبراء وغيرهم على عدم الرجوع للماضي والتفكير بالوقت الراهن فحسب، إلا أن المرء بطبعه يأبى إلا أن يعود ولو مجازاً أو خيالاً إلى ذاك الماضي، يتجوّل فيه كحديقةٍ مبهجة، يزورُ سنيّ الطفولة ويطوف بأيام الدراسة ويجدُ كل ذكرى ماضية تحوي حنيناً غريباً يكادُ يشمُ رائحته. لكن متى يجب أن يُجفِف الإنسان أنهار الرجوع بكل جداولها وأفرعها ووديانها؟؟ متى يقرر أن يقطع ذاك النبع الذي حفر كل هذه الخطوط؟

العَودة، مصطلح حمّال أوجه ومعانٍ تتأرجح بين الإيجابيّ جداً والسلبي جداً. العَودة كلمة دافئة في لفظها وفي الخيالات التي ترسِمها في الأذهان عند النطق الأول لها، شعورٌ آمن في العَودة إلى الوطن من بعد اغتراب، العَودة للجذور وللأرض الأولى التي شهِدت ولادة الإنسان، العَودة للمنزل بعد يومٍ شاق، حيثُ يُشكل باب الدار الرئيسيّ بوابة عبور نحو جنةٍ يعرفها ساكنو الدار حصراً، جنةٌ تتكئ على أي جدار فيها فيسندك، وتطلبُ فيها ما تشاء، جنةٌ فيها قلوبٌ تُحبك، وأشخاص يهتمون لأمرك ويقلقون عليك. العَودة تشملُ كُلَ رُجوع ذو نفع وطمأنينة، إنهُ رُجوعٌ يُعَوّلُ عليه.

بعضُ الرجوع يترتبُ عليهِ تفتُق جراح وتأجج نيران قد خمدت شرارتها، يحرّكُ مياهً عكِرة فيُزيد تلوثها ويُفسد صفائها، إذ يستفز أمورًا قد استقرت في قعرها واتخذت فيه مسكناً. يُتخذ قرار تجفيف المنابع هذا حين يصلُ المرء مراحل متقدمة من النُضج والألم على حدٍ سواء، يشعرُ بالتخُمة من التجارب والمحاولات والآمال التي لم تُفضِ إلى شيء. تكمن قوة القرار في الدأب عليه، في نيّة الرحيل الفعليّ عن كل مكان وكل شخص لا يجعل انهارنا تجري جريًا رائقًا آمناً ونحو الوجهة الصحيحة. تتضمن هكذا قرارات آلامًا روحية وقلبية مُبرحة، خاصةً حين ينتزع المرء نفسه انتزاعًا وينأى بها عن كل ما اعتادت عليه لفترة من الزمن، يخرجُ بها من منطقة رخائها المزيّفة إلى عراءٍ باردٍ تكسوه غربة المسافر لبلدٍ لا يعرف فيه شيئًا وهو ذاته البلد الذي سيكتشف لاحقًا أنه المكان المناسب له، وأن تحمّل البدايات الجديدة القاسية فيه كانت ذات جدوى، وأن خيار العودة لبلده الأم كان رغم دفئه وأُلفته سيكوّن مصيرًا آخر غير مُحبّذ.

إن للرجوع ضريبة وتكلفة قد لا يحتملها كُثر، فكُل خُطوة للوراء لها ثمنها، بعضُ الرجوع يجذبك إليه مثل كثبان رملية تتشبث بك وتسحبك لقاعها ولا تُخرجك منها ابداً، ومنه ما يذيقك بعض الاختناق والصفعات الموجعة ثم يرميك لحاضرك من جديد ولكنه رميٌ قاسٍ يجعلك ترتطم بقوّة تهزّ جمجمتك وذاكرتك. يمكن من جانبٍ آخر أن يُعاد تدوير آليات العودة تلك، أن تُبنى جُسور فوق تلك الكثبان وقناطر عبور فوق بقايا النهر، أن يُدرس الماضي بشكلٍ واعي لتُستسقى منه العِبر ويُتعَلم من مراراته وهفواته بحيث يكون الرجوع له فعل استزادة وتعبئة وقود لحاضرٍ ومستقبل بعيد، أن يُتعلم منه ويحرّم المرء على نفسه تكرار اخطائه. يمكننا أن نصنع ماضينا الآن، كل يوم، كل حدث هو تجهيز لماضٍ آخر، أما أن يُندم عليه أو يُستأنسُ به.

الحياة
الانسان
الشخصية
السلوك
التفكير
القيم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    البهجة؟ لا تبحث عنها… إنها تحت الوسادة

    الرجل "الألفا" يشعر بالوحدة والعزلة.. فهل من نموذج جديد لمعنى الرجولة؟

    مودّة "ذوي القربى" جنّاتٌ خالدة

    رجاء صادق

    لماذا لا نسقط من السرير أثناء النوم ليلا؟

    آخر القراءات

     أنّى ســـــــــــاووك بــمـن نــاووك؟

    النشر : الخميس 25 كانون الثاني 2024
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    السيدة نرجس.. معارف ومعاجز

    النشر : الثلاثاء 30 نيسان 2024
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    أنا الذي سمتني أمي حيدرة

    النشر : الأحد 09 نيسان 2017
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    (هل أتى).. ما أكرمها من حظوة؟!

    النشر : الأربعاء 25 تشرين الثاني 2020
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    كاتبة لا تكتب

    النشر : الأحد 09 نيسان 2023
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    اسجدوا لقامات الولاية

    النشر : الأثنين 17 تموز 2023
    اخر قراءة : منذ 5 ثواني

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3319 مشاهدات

    كيف أصبح "شات جي بي تي" مرجعاً لحياتنا؟

    • 426 مشاهدات

    الهندسة الخفية لتعفين العقل

    • 344 مشاهدات

    السم الأبيض؟ أسباب تجعل السكر خطرا على صحتك

    • 343 مشاهدات

    أهمية متسلسلة "فوريير" في التكنولوجيا

    • 342 مشاهدات

    صخب المبالغة: مأساةٌ وجودية!

    • 306 مشاهدات

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3319 مشاهدات

    مهرجان الزهور في كربلاء.. إرثٌ يُزهِر وفرحٌ يعانق السماء

    • 2324 مشاهدات

    يوم الكتاب العالمي: إشعال شموس المعرفة بين الأجيال وبناء جسور الحضارات

    • 1341 مشاهدات

    من كربلاء إلى النجوم... طفل السبع سنوات يخطف المركز الأول مناصفة في الحساب الذهني ببراءة عبقرية

    • 1320 مشاهدات

    جعفر الصادق: استشهاد نور العلم في وجه الظلام

    • 1191 مشاهدات

    حوار مع حسين المعموري: "التعايش السلمي رسالة شبابية.. والخطابة سلاحنا لبناء مجتمع واع"

    • 853 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي
    • منذ 24 ساعة
    البهجة؟ لا تبحث عنها… إنها تحت الوسادة
    • منذ 24 ساعة
    الرجل "الألفا" يشعر بالوحدة والعزلة.. فهل من نموذج جديد لمعنى الرجولة؟
    • منذ 24 ساعة
    مودّة "ذوي القربى" جنّاتٌ خالدة
    • السبت 17 آيار 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة