إن القلب ليحاكي الضمير اليوم، أين منازع النفس وكافل كل محتاج، وبطن المعارف واجهة
لكل قارئ، ليعرف القاصي والداني كل الحقائق من أهل القلب .
القوالب شكلها يشير إلى قلبها، فكيف يكون، كان الحُسن جماله، والنور غض بض، يعوم التسبيح أرجاء نفسه حبا وطاعة لخالقه ونجودا للدين والمنهج..
في قاعة الترتيل ثمة حروف تستحق المجادلة فيها واستدعاء السجود ليفصح عن غائبة العلة في الفكر والتقدير..
الامام الحسن (سلام الله عليه) ابنها وأبيها، وكمال الخُلق وأم الوداعة في كل المواقف ..سبط الأفكار، له وهج المكارم، وسماحة التوطين وسلامة الدين من شائبة القلم .
عن الحسن المجتبى أنه قال :
«لا أدب لمن لا عقل له ، ولا مودّة لمن لا همّة له ، ولا حياء لمن لا دين له ، ورأس العقل معاشرة الناس بالجميل ، وبالعقل تدرك سعادة الدارين ، ومن حرم العقل حرّمهما جميعاً » ١
يوم مولده، يعني أن الدين تجدد، والعقيدة قد بدأت طريقها لدمج الحضارة بيت الأدب والخلق الرفيع ولبس ثوبها الفضفاض لاستيعاب كل بواطن الذمة، بمسحة الكرم والوجاهة من كفه الكريم الشريف، فهو محور الخلق والجود وكل العطاء .
قول مأثور من بعضهم والعهدة على من قال؛ من الحق على الدولة أن تعلم البخلاء كيف يكون الكرم والجود بسلطان القانون، إذا لم يصدر عن يقظة الضمائر وحياة النفوس.
فعلا، إن الجود هو أصل القيادة، وثبات كل دولة فلا يدوم حكم وكف العطاء عقيمة من السخاء والكرم وإلا فأزمة مستديمة تطول ما هب ودب على اتساع أفق الحياة، ياله من عالم بخيل، لا يفهم معنى الجود، ولا يعي قول الكرامة، لأنه وقت الفولاذ ، صلدا مبهم الأفق …
«عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الله تبارك وتعالى أعار أعداءه أخلاقا من أخلاق أوليائه ليعيش أولياؤه مع أعدائه في دولاتهم.
وفي رواية أخرى: ولولا ذلك لما تركوا وليا لله إلا قتلوه.» ٢
يوما كان لأعداء آل محمد سيفا باطنا، واليوم أضحى جاهرا لا تخجل مفاصله قولا وفعلا ..
الكلمة لابد أن تكون كريمة، وكذا الأفعال وكل صنوف المواجهة ولندع الحبر ينساب دون جفاف في حفظ تراث المكارم، فبيت القساوة يحتاج أن يكون مرنا ويرق قلبه لقائد اجتمعت فيه الفضيلة والرحمة والخُلق العظيم، الله رحمته وسعت غضبه، كذلك أهل النور والمعجزة، أنهم إرم العباد، لم يخلق مثلهم في المعاد…
آل بيت النبوة، ومعدن الرسالة وأهل بيت الوحي في حضارة الرجل على مر السنين ، بغت بعض النفوس وتجرأت على أقدام اللطف ، لقد كانت فاجرة، خلفت للجرأة مسارا لا تثمن المواقف ولا تحفظ المعارف، ولا تضمن للنهاية حسن عاقبة .
أيها التاريخ، من فمك أدينك .. وحديث من خالف الصدق جريمة لا تغتفر …
- حدثنا علي بن عبد العزيز وأبو مسلم الكشي قالا ثنا حجاج بن المنهال الانماطي (ح) وثنا عبدالله بن احمد بن حنبل ثنا ابراهيم بن الحجاج السامي قالا ثنا حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب عن أبي يحيى قال:
« كنت بين الحسن والحسين ومروان يتسابان فجعل الحسن يسكت الحسين فقال مروان أهل بيت ملعونون فغضب الحسن وقال قلت أهل بيت ملعونون ؟! فوالله لقد لعنك الله على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم ( وآله) وأنت في صلب أبيك » ٣
يحتاج المبدأ أن تكون له ولادة مختلفة، بعيدة عن المبررات، وأن يكون نسخة حقيقية بعيدة عن التزييف واللامنطق، والقلم مقصر وحجم التغاضي عن كل عثرة، فكل حرف منا مسؤول عن أخيه الكتاب، ومقال الحقيقة مكلف لإيضاح الفكرة في يوم الولادة، جرف ناعم من القيم، يطهر كل قلب من العوالق والأفكار الضعيفة، المرهقة شرط أن نعيش أجواء البهجة ونشارك البيت المعمور سروره، بولادة السبط الكريم الحسن المجتبى .
وقد خصه الله تعالى بيوم التقدير، والعبادة، يوم صوم النواظر، في أن جعله منحة عطاء وكرم لمن ألزم نفسه وعصم ذاته الا من طاعتهم وحبهم ودوام خدمتهم أهل البيت .
الحرف برزخ عميق الصحبة، لمن أراد أن يراهم بين السطور، ووجدان الجملة روح تكلم الكتاب لذكرهم وبإسهاب لأنهم أهل التقوى وأهل المغفرة.
في ولادة الامام الحسن عليه (صلوات الله عليه) ، أبواب السماء تفتح لاستقبال يومه بالبركات، وإجابة الدعوات، الأمة بحاجة إلى تلك الرؤى المرفقة بكل خير، فلا خير دون البهجة بايامهم لأنها الذكر القائم والنفس الدائم ..
اضافةتعليق
التعليقات