من عمق الوجود يتنفس الفرح كل تفاصيل الحقيقة، وينثر للآلئ البهجة لولادة أنوار محمد وآل محمد ..هذه الأيام ومابعدها تصفق الموائد لدعوة الحضور، وأفواه يملؤها الذكر وصدى الحق .
من تراتيل الصلاة، تعلق الرايات وتكتب العهود لذكر الفضل الذي كانوا به يوعدون، تكرر العناوين بصمتها ومن موق البيعة تستخلص الوفاء .وكأنه طوق من البرزخ يستذكر كل اللحظات على منبر المقاومة وكل الكلمات تجدد لنفسها مقاما لتنادي، حي على خير العمل.. حي على ولاية علي وأبناءه البررة.. حي على الصلاة .
ما أعظم هذه الأيام وما أقربها إلى قلب الحدث ولادة تعطي الكثير وتبث نورا من أصلابها الشامخة وأرحامها المطهرة لأهل الولاء ومن يعرف حق الإمامة وكلمات التسبيح ..
وكأنه حج يتجدد على مدار أهل العارفين بمحمد وآل محمد.. دعوة إلى كل من توسم بالطاعة لهم والأخذ بأقرارهم والقول بقولهم ..
أي سماحة تتبلور كقلائد في أعناق حرة، مستعدة للانطلاق والتضحية لبيت فيه عنق العرش قد امتدت أركان بيت النبوة وشجرتها العلوية، حبا وكرامة لمحمد وآل محمد ..فغداً وماقبله من الوقار والسكينة والبركات، هدية لأهل الصلاة والصيام والدعاء والقيام، تحفة اهداء من العليّ لأهل الأنام .. نجاة كبيرة من الذنوب العصيّة والفرض وغيره وبركاته يتجسد لكل موقف، وأداء يمثل شكرا جزيلا لبيت محمد وآل محمد .
في هذا الشهر، شعبان الأغر، تغر النفوس لملاقاة الحبيب، الحسين وآل بيته عليهم الصلاة والسلام .. ولادات اجتمعت في فرحها كما في جهادها لتلثم الحزن بعض هدوء وطمأنينة وتقر في الفؤاد كما هو الكتاب بمسطحاته ومساحاته حتى تعرف الخليقة أن أركان التوحيد قد اتحدت وأفتخرت لتروي عطش الحياة من وجودهم ودقائق أنفاسهم لأنهم أحياء .
في عالم الكتابة بحرا من الثقافة وسحرا يجذب قلب المهتم والمتصدي لأحرف الشفاء من كل خرف قد يصيب أفق البصيرة وخذلان أسطر الثبات قد يُعثّر حبر المقال .
الكتابة بصمة على هيئة سلاح، والفكرة فيها أوتاد ..وبدون الاحتواء تفقد ناصيتها بريق الانجذاب.. هكذا تجدد محافل الأفراح عمق الثبات والاندفاع للإستمرار في العطاء وتحيي في الخلايا الناعةه كثيرا من النشاط .. لأن الحب ذرة كبيرة تنعش قالب الفؤاد وتضخ فيه حكمة وأنوار من نور محمد وآل محمد .
ولكي يعرف القريب والبعيد أن القلم لا يحيي العقول ويثير دفائنها إلاّ ببيعة اليد .. وأن السمو لا يجد محيصا إلاّ وأوتره بقوة الفكرة واعتقاد المذهب ..فأن الراحل إلى الحق قريب المسافة .. فلا تتخلق المصائب وتتهذب إلا بالصلاة عليهم ليلا ومساء.
وحتى الصلوات، إشعاع لدنّيّ يغور أعماق الذات تخلق فيه دمعة وابتسامة، فبدونهما يُفتقد الثبات.
لأن ذكرهم وبما يشتمل، هو الذي ينقذنا من أوّهات الطريق وعذاب الشهيق ..العالم الحالي مع اندهاشاته المؤلمة، يفرض علينا التمسك بحبل النجاة، وإلا فقدنا حتى السويعات ولا خطوة تبقى ولا اتساع …
لابد من الاعتزاز ورفع الرأس عاليا، أن حبانا الله أئمة يدعون بأمره حتى عند الغياب، فساحة الحياة تعيش التقلبات، والسيف حاد لا يفهم من الكلمة والحكمة غير ادّعاء الأدعياء أهل عنف ودماء يسحقون آثار الأنبياء لايعقلون إلا لغة الاحتلال .
إلاّ من أعد واستعد لفرحة الظهور، فهو في عيشه راضية، وأعوان بسيوفهم تنتظر أمر السماء.. ونور شعبان ، يحشد همته لاستقبال الولادات … العباس والحسين والسجاد ، وقبضة السيف قائمة وصرخة الفجر فاغره أفواهها للتلبية …
لأن موعد اللقاء قد اقترب، وعالم اليوم وبكل آلياته يحاول الانفصال وكفة الباطل بانت، وصرخة الكفر قد جمعت أحبائها وظهر خبثها ورفعت راياتها علنا والعالم في حالة اغماء.. القوي يأكل الضعيف ..والنساء عاريات.. واللقمة حرمت على الفقراء.. انتبهوا واحذروا من الآت.. فالكيل ومعياره قد حُرِم الميزان ..( وَيۡلٞ لِّلۡمُطَفِّفِينَ)..
اضافةتعليق
التعليقات