وها قد سكن الخوف فؤادي..
وانا في خيمة اراجع ذكرياتي وابحث عن حضن دافئ من احضان اجدادي، وها انا الان استرجع ذكرياتي والبرد يحيط بنا من كل مكان وبكاء الاطفال وبقايا اهلي من رماد..
اذكر عندما كنا نجتمع في مكان واحد تحت الغطاء خوفا من الظلام فتأتي امي حاملة شمعة تضيء بها قلوبنا فنتسابق الى احضانها باحثين عن الحنان، وتبدأ تقص علينا اجمل القصص وتجمعنا في احضانها الدافئة وذراعيها كأنها تريد ان تبقينا صغارا.
كم اشتقت الى تلك اللحظات، ياليت الزمان يعود بضعة ايام لكي ابكي في حضن امي واقول لها: ارجوكِ دعيني ابقى في احضانك، لكن قد فرقنا الزمان واصبحت مجرد اشلاء وبقايا انسان .
ابي؛ اين انت يامن وعدتني ان تبقى الى جانبي، الم تقل لي: اريد ان اراك تكبر امام ناظري لافتخر بك.. ها انا الان كبرت قبل اواني وظهر البياض في شعري بين احضان اناس لا اعرفها والجميع ينادي علينا بأسماء غريبة؛ لاجئين نازحين مهجرين، تلك الاسماء التي لا احبها.
انا اعتذر يازمان ان كنت قد تذمرت منك يوما لسبب فقري، انا الان اريد ان اعود الى تلك الغرفة الصغيرة المليئة بالحب والحنان، الى صوت اخوتي ومزاحهم، الى احضان امي وقصصها، الى حماية ابي وهيبته، اين انتم يا اخوتي هل تسمعون همسي، ارجوكم اجيبوا؛ ابي امي اريدكم..
ها انا الان اصرخ بلا صوت وابكي بلا دموع عودوا لو لمرة، اتوسل اليك ياربي ارجعهم، ها انا الان وحيد اتنقل بين الاحضان وايدي الاغراب واتمنى ان اسمع احد يناديني: ابني، اخي.. كم اشتقت لأسمي الذي ضاع بين الالسن وايدي القتلة والظلاّم، ولكن قد فات الاوان وانتهى كل شيء وضاعت عائلتي وضاع الامان..
فسامحني ان طلبت اكثر من قدري يا زمان
وانتم ياقمر ويانجوم علي اشهدان
اني لن اتذمر ابدا من وضعي بعد الان
وها قد حدث ما لم يكن ابدا بالحسبان
اختفى لفض اسمي واصبح في عالم النسيان
واصبحت مجرد حكاية بين الناس تبحث عن الامان..
اضافةتعليق
التعليقات