على من يريد تعميم الثقافة الإسلامية، أن يلاحظ النسبة بين ما يتطلبه الوضع الراهن من الثقافة، وبين المقدار الموجود منها حالياً، مثلاً: المقدار الذي يصب في بلاد الإسلام من مختلف الثقافات غير الإسلاميّة، في الحال الحاضر بواسطة المدارس، والصحف، والكتب، والإذاعات، والتلفزيونات، والسينمات والمسارح، وغيرها، ألف وحدة، فالمقدار الذي تحتاج إليه بلاد الإسلام، إذا أرادت المساواة فقط، ألف وحدة، ولا يوجد منها في الحال الحاضر إلا القليل.
وبهذه الملاحظة نعرف مقدار متطلبات البلاد من الثقافة الإسلامية، وعند ذاك نتمكن أن نضع الخطة الصائبة لأجل تعميم الثقافة الإسلامية، التي تنتهي إلى الحضارة الإسلامية.
الحصول على الوسائل الثقافية
يلزم على من يريد تعميم الثقافة الإسلامية، وضع خطة شاملة للحصول على وسائل الثقافة الحاضرة والهيمنة عليها، سواء ما كان منها منحرفاً أو محايداً، وذلك كالهيمنة الثقافية على المدارس والمكتبات والصحف والكتب والإذاعة والتلفزيون والمسارح والنوادي والأحزاب والجمعيات.
والمراد الهيمنة ثقافياً ليسيّرها في الخط الإسلامي، مثلاً يدخل نظريات الإسلام في الاقتصاد والسياسة والحقوق والتربية والاجتماع، في ضمن كتب المدارس، ويوجه الصحف توجيهاً إسلامياً وهكذا.
وتكون الهيمنة بوسائل متعددة، من أفضلها إدخال الكوادر الإسلامية المؤمنة والمركزة في إدارة هذه المراكز، وقد كان بعض العلماء يرى جواز الدخول حتى في المراكز المحرمة من إدارات الحكومة، لهذه الغاية النبيلة، أخذاً بمقتضى قانون (الأهم والمهم).
ومما يلحق بهذا الأمر أن يستفاد من الإذاعات والصحافة التي هي مستعدة للإجابة على مختلف الأسئلة، بأن يسأل فيها عن الأسئلة الدينية حتى تجيب، وتكون سبباً لنشر الإسلام من هذا المجال أيضاً.
تقاويم إسلامية
يلزم طباعة التقاويم الإسلامية التي تعيّن فيها الأشهر الإسلامية فقط، أو إلى جانب الأشهر غير الإسلامية.
فإن اللازم محو كل آثار الغرب ـ والتي منها الأشهر الغربية ـ لكن حيث أنه لا يمكن دفعة واحدة، فاللازم التدرج إلى ذلك.
ويذكر في التقويم مواليد المعصومين (عليهم السلام)، ووفياتهم والمناسبات الإسلامية، كعيد الفطر والأضحى والغدير، ويوم استقلال العراق في ثورة العشرين..
كما يلزم أن يكون فيها، التنويه بالمخترعات الإسلامية وما أشبه ذلك.
ذات الإنسان دعاية
الإنسان ماكنة تفرز بضعاً وعشرين لوناً من القذارة:
ماء العين، والفم، والأذن، والأنف، والبول، والمني، والودي، والوذي، والريح، والغائط، ودم النساء، والشعور، والظفر، والوسخ، والقمل، والقيح، وقشور الرأس، والعرق، والملوحة الناشة، والنتن، والنجو، وغيرها من القذارات.
والإنسان هو الماكنة الوحيدة التي تستهلك الطيب في المأكل والمشرب وما أشبه وتنتج القذر، بينما تستهلك سائر الماكنات القذارة أو الأشياء العادية وتنتج الأشياء الطيبة، فإذا أراد الإنسان أن يقابل إنتاجه القذر بالطيب يلزم عليه أن يكون حسن التفكير حسن القول حسن العمل.
وبإمكان الإنسان المسلم أن يجعل ذاته دعاية إسلامية وإعلاما دينيا، في قوله وعمله، النابعين من تفكيره المستمر، فيأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر، ويرشد إلى الخير، ويدعو إلى الحق، بل ويجعل حتى هيكله الظاهري إعلاما، مثل أن تكون شارات عمله ـ كالشرطي والجندي وغيرهما من أصحاب الشارات ـ شارات إسلامية، كتابة أو صورة، أو يكتب على ملابسه ـ إذا كان ذلك مناسباً ـ كلمة التوحيد عوض كتابة مدينة صنع القماش، أو إلى جانب ذلك.
إلى غير ذلك حتى في طرز الخياطة كما نشاهد أن بعضهم يكتبون كلمات دينية على القلنسوة ونحوها.
اضافةتعليق
التعليقات