تنتشر الكثير من المفاهيم عن الإمام الحسين عليه السلام ولكن بعضها يرتبط بالحياة المادية للفرد الشيعي فيزور الحسين طلباً لقضاء حاجته الدنيوية وينسى الدعاء لإمام زمانه، إضافة إلى ثواب الشوق لزيارة الحسين فأصبح البعض من الزوار يزورون الحسين ويأتون من شتى بقاع الأرض طلباً لحاجة دنيوية وأكرر وأقول البعض وليس الكل كما روي عن الإمام أبي جعفر قال: (من أتاه شوقاً كتب الله له ألف حجة متقبلة، وألف مرة مزورة، وأجر ألف شهيد من شهداء بدر، وأجر ألف صائم، وثواب.. الخ الحديث). 1
ومن مصاديق نصرة الحسين هو الدعاء للإمام الحجة والإلتزام بالدعاء له لا سيما المداومة على قراءة دعاء الندبة.. فإن الدعاء لتعجيل الفرج يولد السرور في قلب الإمام عليه السلام ويوجب البرکات المادية والمعنوية والأخروية، بعضها جلية وأخرى خفية.
من آثار الدعاء للإمام عليه السلام روی الاردبيلي عن جماعة من أهل إصفهان قالوا: كان بإصفهان رجل يقال له عبد الرحمن وكان شيعيا، فقيل له: ما السبب الذي أوجب عليك القول بإمامة علي(الإمام الرضا) دون غيره من أهل الزمان؟
فقال: شاهدت ما يوجب علي ذلك، إني كنت رجلا فقيرا وكان لي لسان وجرأة، فأخرجني أهل إصفهان سنة من السنين مع قوم آخرين، فجئنا إلى باب المتوکل متظلمين، وكنا بباب المتوكل يوم إذ خرج الأمر بإحضار علي بن محمد بن الرضا، فقلت لبعض من حضره: من هذا الرجل الذي قد أمر بإحضاره؟
فقيل: هذا رجل علوي تقول الرافضة بإمامته، ثم قيل: ونقدر أن المتوكل يحضره للقتل.
فقلت: لا أبرح من هاهنا حتى أنظر إلى هذا الرجل أي رجل هو؟
قال: فأقبل راكبا على فرس، وقد قام الناس يمنة الطريق ويسرتها صفين ينظرون إليه، فلما رأيته، وقفت فأبصرته فوقع حبه في قلبي، فجعلت أدعو له في نفسي بأن يدفع الله عنه شر المتوكل، فأقبل يسير بين الناس وهو ينظر إلى عرف دابته لا يلتفت وأنا دائم الدعاء له، فلما صار إلي أقبل علي بوجهه، وقال: استجاب الله دعاءك وطول عمرك وكثر مالك وولدك قال: فارتعدت ووقعت بين أصحابي، فسألوني ما شأنك؟
فقلت: خير، ولم أخبرهم. فانصرفنا بعد ذلك إلى إصفهان، ففتح الله على وجوها من المال حتى أني أغلق بابي على ما قيمته ألف ألف درهم سوی عمري نيفا. مالي خارج داري، ورزقت عشرة من الأولاد وقد بلغت من وسبعين سنة، وأنا أقول بإمامة هذا الذي علم ما في قلبي واستجاب الله دعاءه لي. 2
وهذا نموذج صغير من آثار وبرکات الدعاء للإمام والأمثال في هذا الشأن كثيرة .
فكيف إذا كنا صادقين بيننا وبين أنفسنا بالدعاء للإمام الحجة عجل الله فرجه وتكون أولى الحوائج التي نطلبها عند زيارة مرقد أبي عبد الله الحسين ترى أي فيوضات وتوفيقات إلهية سننعم بها في الآخرة أولاً وفي الدنيا ثانياً، إضافةً إلى الراحة النفسية والطمأنينة التي ستحيط بحياتنا كوننا أحطناها بحب المهدي وجده الحسين عليهما السلام .
أيها الموالي الشيعي فكر في مولاك الحجة أيُّ حالٍ حاله هذه الأيام وهي أيام المصاب وهو يرى كذلك البعض من شيعتهُ يُساقون خلف الأمور الدنيوية والحوائج المادية، لذا كن مع الإمام واندب غربته وآلامه لأن في ندبة الإمام سيكون الطريق نحو سعادة الحياتين .
اضافةتعليق
التعليقات