يعد العالم، سفينة نجاة لأمة الثقافة والفكر والعقيدة .. ومدى خطواته وفاعلية فكره في ساحة العلم والتعلم مهم جدا لتقدم أي مجتمع صادق وبالأخص على من يتبعونه وفصيل مقلديه..
إن بناء هيكلية الحاضر والغد يترك أثرا وميضا ذا مصداقية يتكلم به لسان حال الكتاب الذي انطوى عليه ودعىا إلى ترك كل دخيل عليه من فكر ممزق ، وحرف ممرق ، وشبهات تحارب لخلق فجوة تاريخية في جيب المسيرة التعليمية والإعلامية ..
والذي يسعى إليه أهل الضلال ، وأدعياء الفكر الهجين .. لذا يسعى أهل التقى ، لمواجهة الشرك بجبهاته ، بيد القوة من علم و زاد أهل البيت وثبات نهجهم الحي في نفوس محبيهم وتابعيهم والمتصدين لحمل رايتهم..
وهذا ما كان واضحا جليا في مسيرة السيد الراحل آية الله محمد صادق الروحاني (قدس الله سره).
كان يدعو السيد الراحل إلى حفظ مقام العلم والمعرفة ، ( الحوزة ) من اخطبوط الجهل والتفاهة و جعل طريق العلم حياة مفعمة بالتضحية والفداء والوجدانية ، وباعتقادي هذا ما آلت إليه جهود كل المرجعيات العادلة بصورة خاصة ، وهو حفظ تراث أهل البيت من زئبق الخطر وكوارث المداهمات الاعتقادية والمعرفية بصورة أخص ..
لقد عانى المرجع الفقيد، مواجهات عدة على الصعيد السياسي والإعلامي وحتى عقائديا ونمط التبليغ الذي اتبعه الفقيد..
لذا عانى ماعانى ، من ضغوط متفرقة على جميع الأصعدة ، والذي عانى له أيضا أكثر المراجع ، فعلى قدر قدره في الدفاع عن مبدأ أهل البيت يخلد ويرزق بمكانة خاصة في قلوب عارفيه ، وحظوة طيبة عند الأئمة الطاهرين .
لقد ارتقى المرجع الفقيد بمؤلفاته العدد الكبير من الكتب في خدمة الفقاهة العقدية ، وكل الجوانب العلمية .. منها ، منهاج الفقاهة ، زبدة الأصول ، فقه الصادق ، أجوبة المسائل الاعتقادية ، المسائل المنتخبة ، السيدة الزهراء بين الفضائل والظلامات، قربان الشهادة ، وغيرها من الكتب القيمة التي تركها إرثا موهوبا عامرا بالوحدانية ، والولائية التامة لأهل بيت العترة الطاهرة ..
لذا يعز على ساحة القداسة فقدان أحد مخلصيها في الدين والمبدأ ، لأن دار العلم تتعدد بمواهبها المختلفة والتي لاتشابه بين أفرادها من حيث التقنية وقوة التلقي والعطاء والتضحية ، فكل واحد منهم له باب مختلف قد وفقه الله تعالى له لخدمة العلم والدين ووظيفة تتمتع بالتألق والحنكة المتقدة وبمدد من الامام الحجة المنتظر (عجل الله تعالى فرجه الشريف) ولهذا عد فقد العالم العادل ثلمة في الدين لايسدها شيء ..
فسلاما على روحك سيدي الفقيد يوم ولدت ويوم رحلت ويوم تبعث حيا .
اضافةتعليق
التعليقات