إنَّ التربية الدينية في مناهجنا وفي كتبنا وتلك المطروحة في الحوزات مع احترامي الشديد لهم.. تقريباً أكثرها لا تجدي نفعاً ولا ينبغي طرحها بل لابد من طرح أمور أخرى في محلها، لابد من إظهار الإسلام على أنه منهاج لإصلاح الحياة المعاصرة، وحب الالتزام بمفاهيم الله تعالىٰ.
ولا يحول الأمر ليوم القيامة، الطريقة الشائعة لتعليم الدين لاسيما تلك المأخوذة من الأساليب الحوزوية هي تلك التي يغلب عليها علم الكلام الذي يعمل على اثبات أنَّ الله موجود وأنَّ هناك معاد يثبت للإنسان أصل العقائد، وكم هي أصول الدين! ثم يقولون لهم (الله) موجود وهو يأمركم وأن لديه جنة ونار وإن لم تطيعوه سيدخلكم النار !
غالبا سيترك هذا التعليم أثراً سلبياً، لو نبدأ من احتياج الإنسان، نبدأ من الأمور المعنوية التي يحتاجها الإنسان الموجودة في رحمة الله وعطفه، الكثير من الناس لا يستيقظ لديه حس الشعور بالحاجة إلى الله، إنكم تعلمون الدين لكن الأثر النفسي لهذا النمط من التعليم هو النفور من الدين، أشبه بقصة الفتى الذي يريد خطبة فتاة فيأتوا ليثبتوا له ضرورة الزواج، فيقول أنا تعرفت على فتاة فهلا تخطبوها لي فيقولون له فلتقتنع أنت بأصل الزواج عموماً افترض إني لم أقتنع بأصل الزواج أنت فقط آتيني بالفتاة ودعها تخطف قلبي وأنا سأقتنع بالزواج.
في أصول العقائد يتم الإصرار على إثبات الله (أن الله موجود) ولا يتكلمون عن معرفة الله من هو الله والله لا ينبغي معرفته فحسب بل لابد من الارتواء به لابد من الشعور به لابد من الالتذاذ بألطافه، ويثبتون المعاد ولكنهم لا يوضحون ما الذي يحصل هناك، يقول الله تعالى ﴿وإن الدار الآخرة لهي الحيوان﴾ بمعنى دار الحياة الحقيقية الكاملة، لعل رغباتنا وأفعالنا وأحاسيسنا في هذه الحياة تكون محدودة بأنواعها وآمالها وكيفيتها.
لكن في الحياة الخالدة تكون أحاسيسنا غير محدودة نشعر بباطن الأشياء نشعر بحياتها فكل مالدينا هنا صورة فقط، أصل الحياة هناك، حيث ماتشتهيه الأنفس يكن أمامك في الجنة، والله يعطيك القدرة على التغير في نفسك وليس فقط التغيير في واقعك الخارجي.
فهذه الألطاف الإلهية في الجنة وألطافه في الدنيا لو نشعر أو نسمع بها لعلنا أحببنا كل شيء مرتبط بالله من دون الابتعاد، فالحياة هنا هي فرصة للتكامل والإرتقاء ..
اضافةتعليق
التعليقات