• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

على شفا الرحيل

خديجة الصحاف / الخميس 14 ايلول 2023 / تربية / 1685
شارك الموضوع :

لقد نظر النبي (صلى الله عليه وآله) من نافذة الوحي الإلهي إلى ما سيقع في أمته من فتن في المستقبل القريب

في الأيام الأخيرة من حياة نبينا (صلى الله عليه وآله) توجّه إلى البقيع لزيارة أهل القبور، والاستغفار لهم، وبعد السلام عليهم قال هذه العبارة: "أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم يتبع آخرها أوّلها، الآخرة شرّ من الاُولى".

يا له من تعبير مخيف ودقيق، حيث شبّه (صلى الله عليه وآله) الفتن بقطع الليل المظلم لشدة ظلمتها؛ ولتتابعها بلا انقطاع، وانتقالها من شرّ إلى آخر أشد منه!

لقد نظر النبي (صلى الله عليه وآله) من نافذة الوحي الإلهي إلى ما سيقع في أمته من فتن في المستقبل القريب، لاسيما تلك التي ستطال ذريته، وتحديدا خليفته ووصيّه الذي اختارته السماء، ولذا كان عليه أن يقوم بإجراءات احترازية لمواجهة تلك الفتن واحتوائها، ومع أنه كان متيقنا من وقوعها إلا إنه قام بما تمليه عليه مسؤوليته إتماما للحجة .

الإجراء الأول قام به النبي (صلى الله عليه وآله) بعد أن بدأ به المرض وهو التجهيز لسرية أسامة بن زيد؛ التي اهتمّ بها اهتماما كبيرا وأمر أصحابه بالتهيؤ لها، وبالغ في حثّهم عليها، وعبّأهم بنفسه، وأمّر عليهم أسامة بن زيد وكان شابا في مقتبل العمر وقال له: "سر إلي موضع قتل أبيك فأوطئهم الخيل، فقد وليتك هذا الجيش ... " .

وأمره بالإسراع في المسير، وأعطاه جملة من الوصايا والتعليمات لضمان نجاح المهمة .

من الواضح إن هدف النبي (صلى الله عليه وآله) من تجهيز هذه السرية والحرص على سرعة تحركها ليس الحرب والفتح، إذ لم تكن هناك ضرورة ملحّة لهذا التحرك العسكري في ذلك الوقت خصوصا مع مرضه، وإنما كان هدفه إبعاد تلك المجموعة التي كان  يتخوّف من وجودها في المدينة بعد وفاته؛ وحتى يضمن الانتقال السلس للسلطة إلى الإمام علي (عليه السلام) بدون مشاكل وشغب؛ وحتى يستتب له الأمر ولا ينازعه في حقه منازع، لأنه (صلى الله عليه وآله) كان واثقا أن أولئك النفر الذين كانوا يظهرون الرضا بولاية الإمام علي، ويبطنون الخلاف لن يقفوا مكتوفي الأيدي، وأنهم سيتآمرون، وسيعملون جهدهم على إزاحة الحق عن أصحابه الشرعيين .

كان رد الفعل الأول لكبار الصحابة هو اعتراضهم على تأمير أسامة عليهم بحجة أنه شاب وهم كبار في السن، وطعنوا باختيار النبي له؛ فغضب (صلى الله عليه وآله) من طعنهم واعتراضهم حيث خرج معصّب الرأس، مدّثرا بقطيفته، وقد اشتد به المرض، وصعد المنبر وخطب في الناس قائلا:  "أيّها الناس ما مقالة بلغتني عن بعضكم في تأميري أسامة، ولئن طعنتم في تأميري أسامة لقد طعنتم في تأميري أباه من قبله وايم اللّه إنّه كان لخليقا بالإمارة وإن ابنه من بعده لخليق بها" .

واستمر (صلى الله عليه وآله) يحثّهم على الإسراع في المسير ويردد مرارا وتكرارا:

" أنفذوا بعث أسامة" وهم متثاقلون، يسوّفون، ويتحججون بحجج واهية، وما أن خرجوا بعد إلحاحه الشديد حتى تسلّلوا عائدين إلى المدينة تحت جنح الظلام، عندما وصلتهم الأنباء باشتداد مرضه، ضاربين أوامره عرض الحائط غير مبالين بمخالفته وغضبه .

وقد علم النبي (صلى الله عليه وآله) بمخالفتهم ورجوعهم حيث أفاق من إغمائه وهو يقول:

"لقد طرق ليلتنا هذه المدينة شر عظيم، فقيل له: وما هو يا رسول الله؟ فقال: إن الذين كانوا في جيش أسامة قد رجع منهم نفر يخالفون عن أمري، ألا إني إلى الله منهم برئ".

وعندما عاتبهم على عصيانهم لأوامره ورجوعهم، قال الأول: "إني خرجت ثم رجعت لأجدد بك عهدا" .

وقال الثاني: "يا رسول الله إني لم أخرج لأني لم أحب أن أسال عنك الركب" .

ولم يزل صلى الله عليه وآله يردد: " نفذوا جيش أسامة "، يكررها ثلاث مرات حتى أغمي عليه من التعب .

أما الإجراء الثاني الذي أراد النبي صلى الله عليه وآله القيام به فهو كتابة الوصية، فحين اشتدّ به المرض طلب كتف ودواة ليكتب للأمة كتابا لا تضل بعده أبدا؛ وعندما قام بعض الحاضرين ليحضر  الدواة والكتف قال له الثاني: "ارجع فإنه يهجر" .

هذه الحادثة المفجعة والتي تعكس العصيان الصارخ للنبي (صلى الله عليه وآله)، والاستهانة به، والجرأة على مخالفته كان يسميها ابن عباس رزية يوم الخميس، وكان حينما يتذكرها يبكي بكاء شديدا ويقول: "إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب" .

من الواضح أن النبي كان يريد التأكيد على حديث يوم الغدير، وولاية الإمام علي (عليه السلام) وتوثيقها عن طريق الكتابة، وهذا ما فهمه ذلك الرجل فمنع من احضار الكتف والدواة، وبذلك حُرمت الأمه من الكتاب الذي يعصمها من الضلال .

وهكذا رحل رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى جوار ربه حزينا أسفا، مشفقا على عترته من أمة انقلبت على أعقابها، فدفعتهم عن مقامهم، وأزالتهم عن مراتبهم التي اختارها الله لهم، وغرقت في لجج الفتنة المظلمة، ظلمة امتدّت بشراسة منذ يوم رحيله إلى يوم تشرق الأرض بنور حفيده وسميّه قائم آل محمد (عجل الله تعالى فرجه الشريف).

النبي محمد
الدين
الاسلام
القيم
التاريخ
الحزن
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    الانتصار على النفس: أعظم انتصار يمكن أن تحققه

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    أعد ترتيب فوضاك الداخلية: خطوات صغيرة لتغيير كبير

    الزنك.. معدن أساسي لصحة الإنسان ونموه السليم

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    أسباب الارتباك

    آخر القراءات

    القلب أم العقل.. أيهما يفوز؟!

    النشر : الأثنين 31 كانون الأول 2018
    اخر قراءة : منذ 4 ثواني

    العشر الأواخر: حيث تلتقي الروح بالسماء

    النشر : الثلاثاء 25 آذار 2025
    اخر قراءة : منذ 14 ثانية

    طوبى لمن كان عيشهُ كعيش الكلب !

    النشر : الأربعاء 22 آذار 2017
    اخر قراءة : منذ 27 ثانية

    الإسلام حل والمسلمون مشكلة!

    النشر : السبت 18 تشرين الثاني 2017
    اخر قراءة : منذ 33 ثانية

    ما سر اشتهاء المرأة للحامض أو الحلو أثناء الحمل؟

    النشر : الخميس 25 آب 2022
    اخر قراءة : منذ 42 ثانية

    المرأة وصياغة القرار السياسي في الانتخابات

    النشر : الأحد 06 آيار 2018
    اخر قراءة : منذ 49 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 523 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 452 مشاهدات

    من النبوة إلى الإمامة: أحفاد النبي محمد ومسار استمرار الرسالة

    • 418 مشاهدات

    من الوحي إلى الدرس: كيف صنع الرسول صلى الله عليه واله وسلم أمة بالعلم؟

    • 413 مشاهدات

    عندما يُقيمُ القلب موسمهُ

    • 401 مشاهدات

    أصحاب الامام الحسين.. أنموذج لصداقة لا يفنى ذكرها

    • 358 مشاهدات

    مناهل الأربعين.. فتنافسوا في زيارته

    • 1438 مشاهدات

    زوار الحسين: فضل عظيم وشرف أبدي

    • 1377 مشاهدات

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 1255 مشاهدات

    سوء الظن.. قيدٌ خفيّ يقيّد العلاقات ويشوّه النوايا

    • 1099 مشاهدات

    بين طموحات الأهل وقدرات الأبناء.. هل الطب هو الخيار الوحيد؟

    • 1060 مشاهدات

    المواكب الحسينية.. محطات خدمة وإيثار في درب العشق الحسيني

    • 1048 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    الانتصار على النفس: أعظم انتصار يمكن أن تحققه
    • منذ 10 ساعة
    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟
    • منذ 10 ساعة
    أعد ترتيب فوضاك الداخلية: خطوات صغيرة لتغيير كبير
    • منذ 10 ساعة
    الزنك.. معدن أساسي لصحة الإنسان ونموه السليم
    • منذ 10 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة