وانا ابحث في الفيس بوك وجدت بعض أصدقاء صفحتي يعلقون على صورة تم تداولها اخيرا، ويطلقون الهاش تاك: انقذوا اطفالنا من وحوش الشارع!..
طفولة ممزقة، فوضى من الاحداث وغرائب المقاطع التي يتداولها البعض، اترككم الان مع تفاصيل هذه الصورة التي نشرت في الفيس بوك، والتي اعتبرها النشطاء من الجرائم البشعة، هي اغتصاب الطفولة في الشارع، وتعتبر قضية اجتماعية لها اشكال متعددة تمس وبشكل مباشر (أطفال الشوارع) على رغم ان هذه الظاهرة ليست بحديثة الا انها اخذت تزداد مع ازدياد الاطفال.
من ينقذ أطفال الشوارع من هذه الوحوش؟ انقل لكم مجموعة من التعليقات في صدى هذا الموضوع منها:
من الناحية القانونية، تُسأل الفتاة عن سبب تواجدها في هذه المنطقة التي تعتبر محفوفة بالخطر وخصوصا لو حدث الاغتصاب في الليل كما في مرور فتاة في الطريق المظلم تعتبر مسؤولة عن مرورها فيه.
سيدة اخرى نال تعليقها اعجاب الكثير، تقول: هذه البنت هي ضحية المجتمع اولا والاهل ثانيا، من رمى بها في الشارع هو من يتحمل الذنب، بسب جهله وفقره تنازل عن اطفاله من اجل مبلغ من المال يسد جوعه، وان كان هناك عقاب جازم بحق المغتصبين من قبل لما تجرؤوا هؤلاء السفلة على اغتصاب الاطفال، وقتل البراءة فيهم.
تضاربت التعليقات بين من ألقى اللوم على الاهل وكيف يتركون زهرة كهذه على الطريق، ومنهم من جعل الفقر والحاجة هي الذريعة لخروج البنت وتعرضها لهذه الجريمة، واخرون اطلقوا هتافات مطالبين بفتح تحقيق ومتابعة احداث القضية من جانب انساني، واظهار نتائج التحقيق امام الجميع، فليس هناك دين او مذهب يرضى بتمزيق الطفولة بأنياب الذئاب النكرة، فقد كرم الإسلام الفتاة وجعلها ريحانة، ونهى عن إهانتها والتعامل معها بقسوة، والمأساة التي يتعرض لها اطفال الشوارع من العنف الجنسي الشديد، فليس هناك من يطالب بحقهم، وان طالبوا سيغلق عند اول كلمة ستظهر، وهي ماذا يفعل الاطفال في الشارع، وفي هذا الوقت الحرج!.
ويختلف اطفال الشوارع في طريقة تسولهم منهم من يعمل ويكسب الاجر، ومنهم من يتسكع ويطرق الابواب، في الطريق العام نرى طفلا يمسح الاحذية، ينظف زجاج السيارات، بائع علكة، او دبابيس، واخرون يحملون احلامهم على اكتافهم، ويتجولون بها، يبحثون عن الاموال بأية طريقة كانت، لا تمنعهم حرارة الشمس او صقيع الشتاء، اطفال في عمر الزهور يكسر عودهم الفقر ويذبل اغصانهم، يبقى صوت الانسانية مغيب عن هؤلاء الاطفال ولم نجد من يحتويهم، وينتشلهم من الفقر والتسول.
اسباب كثيرة جعلت من هؤلاء الاطفال ضحية، اهم تلك الاسباب هي:
_غياب الاب او انفصاله عن الاسرة او يكون عاجزا عن تلبية طلباتهم، فيتحمل هذه العبء الطفل ليوفر لعائلته الطعام والشراب.
_ التسرب من المدرسة وعدم متابعة الاهل لأولادهم مما يجعلهم اكثر عرضة للتسول.
_ مشاكل الاسرة والهروب منها عن طريق الشارع، واجبار الطفل على جلب الاموال بأية طريقة كانت. _غياب دور قائدة المجتمع وعدم متابعة هؤلاء الاطفال والاخذ بيدهم نحو الاصلاح.
_ قلة الوازع الثقافي والانساني عند المجتمع، فلو طبقنا قانون المثل (حب لأخيك المؤمن ما تحب لنفسك) فلا احد منا يرضى ان يكون اطفاله في الشارع، لقدمنا يد العون والمساعدة، ولم نرَ طفلا يغفى على وسادة الرصيف.
إلا أن منظمات إنسانية تؤكد أن عددهم (اطفال الشوارع) تجاوز (500) ألف طفل؛ مقسمين ما بين هاربين من أسرهم أو عاملين لينفقوا عليها، أو يعملون وأسرهم في الشوارع.
وبات من الضروري حماية الاطفال داخل الاسرة، فهذا واجبها اتجاه هذه الملائكة التي ارسلها الله اليهم، ومسؤوليتهم الحفاظ عليهم، وتوفير البيئة السليمة، وان كانوا فقراء فهذه ليست شماعة يعلقون عليها اهمالهم وتسربهم، ويجعلوهم بابا لجلب الرزق، يخرجون للعمل ويمارسون اعمالا هامشية وتفوق احجامهم فقط من اجل المال!، وهذه هي المسؤولية التي كلفها الله تعالى لهم: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُون).
التحريم.6.
فالاهل هم المسؤولون الأوائل في أن يقوا أنفسهم أولاً ثم اهليهم النار.
والجدير بالذكر هنا ان منظمة الصحة العالمية اشارت في تقرير إلى أن 150 مليون فتاة و73 مليون صبي دون سن 18 سنة قد أجبروا على ممارسة الجنس القسري أو غيره من أشكال العنف الجنسي وذلك وفق دراسة الأمم المتحدة بشأن العنف ضد الأطفال.
اضافةتعليق
التعليقات