مع بدء شهر محرم الحرام ونحن نعيش أجواء الحزن والعزاء في مصاب سيد الشهداء (عليه السلام) وما يسبق هذه الأيام من التجهيزات في نصب المأتم وطهو الطعام، وتحضير السواد ونصب الهيئات تجد هناك أطفال صغارا بدأوا قبل الكبار في عرضهم خدماتهم وقد تكون أكبر من أعمارهم ولا تناسبهم لكن من أجل الحسين يفعل ويطلب المزيد.
استطلاع حول خدمة الأطفال في المواكب الحسينية والهيأت هل هي ميراث حسيني؟
أجاب السيد علي شبر: نحن أبناء كربلاء ولدنا وفي هذه الهيئات مازالت أتذكر كيف كان والدي رحم الله يأخذني معه إلى الصحن الحسيني ونستمع الى الرادود حمزة وهو يقرأ وبعدها كان يطلب منا نحن الأطفال في ترتيب (صحون شاي) بعد انهاء المجلس يتم توزيع الشاي وقليل من الكعك أو خبز (ابو الدهن) في زمن الطاغية صدام حيث السجن والتعذيب لم يمنعنا من اقامة العزاء واحياء المجالس فكيف الآن بهذا الوقت المتاح كل شيء نعلم أولادنا على الخدمة وإكمال المسيرة فكما قالوا (احنا غير حسين ما عدنا وسيلة).
وبين من يجد الخدمة الميراث الاغلى حيث شارك معنا خادم الحسين حسين سعيد قائلا: هناك من يترك ورث مالي وهناك من يترك ورث أثري ونحن ورثنا من آبائنا ورث الخدمة الحسينية و هذه (التكية) كان والدي يجهز هذه التكية ويجلسنا معه ونحن صغار ويطلب منا المساعدة وكان يردد هلا بخدام الاكبر.
وهذا اعظم ارث نقدمه لأولادنا في المستقبل حتى تستمر من جيل إلى جيل حتى ظهور الإمام (عجل الله فرجه) وأنا الآن أحضر ولدي معي ليتعلم وليعرف ماهي الخدمة الحسينية والهيئات والأطراف الكربلائية..
إذن الأطفال عنصر مهم جدا في احياء عاشوراء وطقوسها فهم بذرة صالحة ترزع في أرض خالية من الذنوب والخطايا فيكون عملهم مخلص جدا.
كيف تجذب طفلك للخدمة الحسينية؟
امدحوا خدمة أبنائكم، ادخلوا السرور على قلوبهم ومن أمثال الكلمات:
_ ولدي خادم الحسين.
_ الحمد لله الذي جمعنا في هذا المكان وتحت خيمة الحسين.
- لا تطفئوا شغفهم وفرحتهم بالخدمة، أو الصراخ والتوبيخ مهما كان عمله ومهما صنعوا وإن كان خطأ فهم يضيفون لمسة خاصة في خدمتهم.
غداً تكبر /تكبرين سيصير لك شأن عظيم في هذا الطريق.
احتفظ بهدوئك و توازنك النفسي، لا تغضب لأتفه الأسباب.
_ لا تصدر الأوامر الصارمة مع الأطفال، كن دبلوماسياً في الطلب وذكرهم في أجر وثواب هذه الخدمة.
_ لا تنتقد طعاماً أو شراباً أو عملاً صغيرا أمامهم ولو كان غير لائقا، تذكر أنهم يشاهدون أخلاق عاشوراء منك ومن المتواجدين داخل هذه الهيئات والتكيات.
_ أنفق امامهم ليتعلمون الإنفاق في سبيل سيد الشهداء عليه السلام.
_ لا تمزح أو تظهر مظاهر الفرح واطلب منهم كذلك حتى يميزوا أيام الفرح عن العزاء.
_ لا تطرد أحدا وإن كان صغيرا أو مذنبا من الخدمة أو مجلس العزاء فقد نقل أن الامام الحسين قال (أخرجت من حرمي أعزّ ضيوفي) ذكر السيد الشهيد عبد الحسين دستغيب [طاب ثراه] تشرفي بزيارة سيد الشهداء [عليه السلام] في كربلاء عن المرحوم ( السيد عبد الحسين) مدير مقام حضرة سيد الشهداء [عليه السلام] الذي كان من اهل الفضل والصلاح:
إنّه في إحدى الليالي رأى أعرابياً حافياً مدمى القدمين داخل الحرم المطهر وقد وضع قدميه الوسختين المدميتين على الضريح وهو يدعو، فزجزه السيد وأمر الخدم لإخراجه من الحرم وعندما أخرجوه قال:
"يا حسين كنت أظن أنّ هذا بيتك لكنّه يبدو لي بيت غيرك".
وفي نفس الليلة رأى السيد في منامه أن حضرة سيد الشهداء [عليه السلام] اعتلى المنبر في ساحة المقام وأرواح المؤمنين في خدمته، والإمام [عليه السلام] ، يشكو من - بعض- خدّامه.
فنهض السيد وقال له: يا جدّاه وماذا صدر منّا خلافاً للأدب؟
قال [عليه السلام]: زجرت اليوم وأخرجت من حرمي أعزّ ضيوفي لذا فإنّي غير راضٍ عنك.. والله غير راضٍ عنك حتى ترضي ذلك الرجل.
فقال السيد: يا جداه إنّي لا أعرفه و لا أعلم أين هو.
فقال [عليه السلام]: هو الآن في (خان حسن باشا) قرب الخيام نائم وسيأتي إلى حرمي، وقد كان له عندي حاجة وقد قضيتها له وهي شفاء ابنه المشلول وسيأتي غداً مع قبيلته فاستقبلهم.
فلمّا استيقظ السيد ذهب مع بعض الخدم فوجدوا ذلك الغريب في نفس المكان فأخذ يده وقبلها وأخذه إلى منزله بإحترام واستضافة.
وفي اليوم التالي خرج السيد ومعه ثلاثون خادماً لاستقبالهم وما أن ساروا قليلاً في الطريق حتى رأوا جمعاً يدبكون فرحاً ومعهم ذلك الطفل الذي شفي من الشلل ودخلوا عليه واعتذروا منه.
لا تعرف من هو مقبول عند الحسين صغيرا أو كبيرا.
اضافةتعليق
التعليقات