• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

ما لا ينبغي من العفو.. نُدبة

هدى المفرجي / الأحد 13 تشرين الاول 2024 / ثقافة / 898
شارك الموضوع :

هنا تدرك ان العفو والصفح لا يشمل الجميع، وان هناك استثناء لان في ذلك فساد المجتمع وقوة للظالم

لطالما كانت الايجابية لها دور كبير في شحذ الهمم وتعزيز الدافع الذاتي للرغبة في العطاء والإجادة، ولكنها في بعض اللحظات تكون هي النقطة التي تجعل أحدهم يشمئز من نفسه فيتصلب أمام التساؤل الخطأ في الجسد المتعطش لجلد الذات: هل أنا المخطئ؟

هو سؤال راود الكثير منا، الذين تعلموا العطاء بلا حدود حتى بهتت ملامحهم عند أول ناكر لجميلهم فكانت كل الحشرات التي تلته تنهش من أجساد الطيبين فتغير لونهم ليتجمع كل شيء في النهاية فينفجر الطيب ويتحول لهالة سوداء لا رادع لها، ورغم أن التسامح من الأخلاق الحميدة ولكن الحقيقة التي يتجاهلها الأغلب أنه ليس كل فعل يجب أن نتسامح معه فبعض المخطئين يترجمون اطار التسامح إلى عدة أوجه، فيراها قليل الأصل ضعفاً والمتمرد قبولاً والغالبية من الجهلة يرون أن تسامح المجتمع بأنه غير مستعد للمواجهة.

وهكذا انطلقت معاناة شريحة كبيرة من المجتمع تقف وراء الستار فتنظر إلى جوانب المنصة منتظرة من مصمم المسرحية أن يوقفها دون أي اعتراض منهم في ظل كتمان الشعور في بادئ الأمر ثم اعتادوا فتكررت المشاهد يومياً ولم يعد هناك حتى أضعف الإيمان يعتريهم وهو الرفض القلبي ، ليصبح العالم مليء بالغضب أينما نظرنا نرى القيم تتصادم وتتلاشى ولا نعلم من قام باغتيالها، فاصبح القاتل وزيراً والفاسقة مثالاً وعلى الجانب الآخر في زاوية الممر وقف الشرف والعفاف ينظرون، وتلك المشاهد تزيد من قساوة الانسان حتى يجد نفسه في النهاية لاشيء يذكر وما هو إلا نسخة مكررة عن أشخاص كسروا قيم داخله، وحطموا شعورا جميلا كان يحفظه.

ما لا ينبغي من العفو

من المؤكد أن صفة العفو، والصفح، وترك الإنتقام عند القدرة، من أبرز الصفات الأخلاقية السامية، وإن المجتمع الذي يتعامل أفراده بهذه الصفات يتميز باستمرار التفاهم والحب والعطاء ، أما الأفراد الذين يحملون الإنتقام والثأر ، والضغينة ، في قلوبهم لا يغفرون أي إساءة ، أو زلة وإنما يرتقبون الفرصة ، حتى يفرغون أحقادهم ، ويثأرون لأنفسهم يقتاتون على اضطراب نفسي فتجدهم كلما قدمت إليهم قطعة خبز أكلوها ثم بصقوا عليك وأمروك بإحضار أخرى فتجد أن عطاءك زادهم سوءاً.

وهنا تدرك أن العفو والصفح لا يشمل الجميع، وأن هناك استثناء لأن في ذلك فساد المجتمع وقوة للظالم، ودوما ما يلجأ الإنسان في لحظات الضياع إلى يد تنتشله وتارة إلى كلمات قالها خير عباد الله فتمسك به لتنقله لليقين كتلك الكلمات التي قالها الإمام علي (عليه السلام) : «العفو يفسد من اللئيم بقدر إصلاحه من الكريم»، وهنا يتبين لنا أن الإنسان حين يعفو عن شخص مذنب كريم ويصفح عنه يحظى بحبه لأن عفوه ممزوج بالكرم والتواضع، لكن العفو عن اللئيم والوضيع مدعاة للإفساد لأنه مقرون بالمنّ والأذى وهكذا كان توضيح أمير المؤمنين (عليه السلام) في قوله :«الكريم يلين إذا استعطف، واللئيم يقسو إذا لوطف».

والواقع هنا معيار للحقيقية ، فكم قاتل تم العفو عنه فأصبح طاغية وكم فاسدة تم العفو عنها أنشأت شبكة من الفساد وضمت إليها أعداداً من الجهلة، وكم مسيء إلينا تداركناه في العفو فقطع يدنا التي قدمت الرغيف مناصفة إياه ولكنه شعر أنه يستحق هذا الرغيف بالكامل لأن شعوره المستبد طغى ورفض صفات الكريم فهي لا تناسب لئيم مثله فترك نُدبة تنهش أجسادنا كلما ذهبنا إلى النوم هاجمتنا كجاثوم يقطع النفس، ويعصر القلب، ويؤذي الروح .

هكذا هي ببساطة صورة اللئيم إذا تم العفو عنه كان ندبة تلازمك طوال حياتك، ولكن لا تدع هذا الحديث يجعل منك شخصاً متصلبا فلا تفرق بين المستحق للعفو وعدمه واتبع قول أمير المؤمنين (عليه السلام): «أفضل رداء تردى به الحلم وإن لم تكن حليما فتحلم فإنه من تشبه بقوم أوشك أن يكون منهم»، وهكذا عليك الأخذ بالقولين فلا تكن صلباً فتكسر ولا ليناً فتعصر ولا تجعل في حياتك القرب لإناس أثقلت الأيام على قلبك فالحياة مد وجزر فاجعل من مدك سكونا وتسامحاً تزهر فيه أطراف جسدك ومن جزرك صفح وعفو لمن يستحق فيهدأ قلبك وتركن إلى الطمأنينة حواسك كلها .

الاخلاق
الدين
الشخصية
السلوك
المجتمع
الظلم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    إشراقة السيدة الزهراء .. معجزة الشمس الخالدة

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة

    مع تغيّر الفصول… الصحة النفسية في الخريف تحت المجهر

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    آخر القراءات

    خمائل من عسجد

    النشر : الأحد 26 شباط 2017
    اخر قراءة : منذ 3 دقائق

    مواقع التواصل الاجتماعي.. إليكم تأثيرها الخفي على تواصل الأهل مع أبنائهم

    النشر : الأثنين 21 تموز 2025
    اخر قراءة : منذ 3 دقائق

    حيل لتصفيف الشعر بطريقة احترافية

    النشر : الخميس 18 آيار 2017
    اخر قراءة : منذ 3 دقائق

    حصاد 2017: زيادة حالات الطلاق في الوطن العربي

    النشر : الأثنين 15 كانون الثاني 2018
    اخر قراءة : منذ 3 دقائق

    موقع بشرى حياة يعلن عن أسماء الفائزات في المسابقة الغديرية للمقال

    النشر : الخميس 04 تموز 2024
    اخر قراءة : منذ 3 دقائق

    رفيق الشهادة.. نصر بن أبي نيزر النجاشي

    النشر : الأحد 04 تشرين الثاني 2018
    اخر قراءة : منذ 3 دقائق

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 549 مشاهدات

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    • 453 مشاهدات

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    • 423 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 377 مشاهدات

    الإمام الصادق: رؤيته لقضايا المجمتع ومعالجة مظاهر الإنحراف

    • 375 مشاهدات

    المرايا المشوّهة: كيف نصنع انعكاساً أوضح لأنفسنا؟

    • 344 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1199 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1164 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1104 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1085 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1069 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 668 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    إشراقة السيدة الزهراء .. معجزة الشمس الخالدة
    • منذ 10 ساعة
    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟
    • منذ 10 ساعة
    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة
    • منذ 10 ساعة
    مع تغيّر الفصول… الصحة النفسية في الخريف تحت المجهر
    • منذ 11 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة