المؤلف: زهراء حسن الشكرجي
الطبع والتوزيع: مكتبه ابن الفهد الحلي
في بداية كل شهر محرم تبدأ حملة الدعايات المسعورة وتبث الشبهات فتظهر هنا المشاعر الحقيقية للشخص المنافق الذي سرعان ما تجرفه تلك الامواج الهائجة التي تزعزع إيمانه وتعمل على انعدامها بشكل تدريجي حتى تختفي، محاولين بذلك الخروج عن مفاهيم الثورة الحسينية الخالدة والغوص في نقاشات تشويه الصورة المتكاملة بالانتقاد المستمر لتلك الشعائر، فنرى ان واجبنا ازاء تلك المواقف المتشنجة على المراسم العاشورائية ومفاهيمها الدينية واجب الصمود المرتكز على الولاء الحقيقي لأهل بيت العصمة "عليهم السلام".
مع التركيز على عنصر البراءة من أعداءهم لان رضا الله تعالى لا يكون الا بمقدار تعلقنا بآل البيت "عليهم السلام".
تناولت الكاتبة في مقدمة الكتاب تعريف الشعائر الحسينية لغة واصطلاحاً وبناءً على ماتقدم يظهر مجال الاتفاق بين الفقهاء من تعريفهم للشعائر الحسينية من حيث المعنى على الرغم من تعدد التعريفات واختلاف الألفاظ فيما بينها، وقد اتفق ان الشعائر الحسينية لا تقتصر على الأفعال والممارسات التي كانت في زمن المعصومين "عليهم السلام" بل تتعداها الى ما استجد من بعدهم من الممارسات والتي أجاز الفقهاء القيام بها إظهاراً للحزن على سيد الشهداء الامام الحسين "عليه السلام".
حيث يمكن تعريف الشعائر الحسينية بأنها "كل مايذكر الانسان بمصاب الامام الحسين "عليه السلام" وماجرى عليه وعلى اهل بيته وانصاره من ظلم وحيف وما ينتج عن ذلك من افعال وممارسات مقرورة شرعاً ومواساة لهم.
بعدها تناولت دور الشعائر الحسينية عبر التاريخ وتقسيمها الى ثلاثة أقسام:
القسم الاول: قبل ولادة الامام الحسين "عليه السلام".
القسم الثاني: بعد ولادة الأمام الحسين "عليه السلام".
اما القسم الثالث: بعد شهادة الامام الحسين "عليه السلام" وتشير الى العادات المقامة في شهر محرم الحرام ومنها:
١. تبديل الراية: التي تعبر عن اعلان لبدء شهر الحزن وموسم الحداد ونقطة الشروع لإقامة الشعائر الحسينية.
٢.التشابيه: تعد ثقافة شعبية تنمي روح العقيدة وتعزز قيم التضحية عند الناس.
وقد تطرقت الكاتبة الى رأي المراجع حول التشابيه
٣.البكاء: وحول هذا الموضوع هناك أمرين مهمين:
الامر الاول: عرض الاخبار الدالة على حصول البكاء من اعاظم الأنبياء والمرسلين على الامام ابي عبد الله الحسين "عليه السلام".
الامر الثاني: فلسفة البكاء على الامام الحسين "عليه السلام". وبعدها ايضاً ذكرت رأي المراجع العظام حول قضية البكاء.
٤.التكية: وتعتبر قاعدة معنوية ثانية بعد المسجد لدى المسلمين وخاصة الشيعة لإمتزاج مفهوم التكية مع العزاء والتعزية حتى لم يعد بالإمكان فصلهما عن بعضهما.
٥.اللطم: يعد تعبير عفوي عن استبداد ومصيبة حلت بالإنسان فلايختص بوقت دون وقت ومجتمع، ويظهر من بعض النصوص ان اللطم ليس مختصاً بالدنيا، ففي الجنة لطمت الحور على الحسين "عليه السلام" كما في الزيارة الناحية" ولطمت عليك الحور العين.
كذلك ذكرت رأي المراجع في هذه القضية.
٦.الزنجيل: يعتبر رسالة يبعثها الناس الى الظالمين محتواها ان كنتم تخيفوننا هانحن نضرب أنفسنا لكي نريكم أننا على استعداد لتحمل ظلمكم واضطهادكم لنا لنبقى على عهدنا مع آل البيت "عليهم السلام".
وايضاً تطرقت الى رأي العلماء في مسالة الزنجيل.
٧.طبل العزاء: "الدمام" ويعد احد الآلات الموسيقية التي تستخدم في المواكب لغرض تنظيمها والسيطرة على حركتها.
وقد جمعت اراء العلماء حول مسأله الدمام في مواكب الحزن.
٨.المشق: يعني الإشهار وامتشق سيفه اي شهره وقد اعتاد الشيعة إقامة موكب "المشق" قبل موكب التطبير بيوم في الغالب.
٩.التطبير: وهو احد مصاديق تعظيم الشعائر الحسينية بل صار متلازماً للشعائر الحسينية في اكثر البلدان الشيعية.
هنا مسألة رأي العلماء كانت ايضاً واردة.
١٠.ركضة طويريج: وتعتبر تظاهرة حسينية، عفوية أسسها أهالي عشائر طويريج ، كان هدفهم احياء نداء الامام الحسين "عليه السلام" يوم العاشر من شهر محرم "هل من ناصر ينصرني".
وكذلك رأي العلماء في هذه الشعيرة كان وارد في الكتاب.
١١.المشي على الجمر: هذه الشعيرة تعتبر مواساة لآلام اهل البيت يوم عاشوراء والتضحية.
١٢.ليلة الوحشة: وتتميز هذه الشعيرة بذات طابع مأساوي حزين، يحملون الشموع وينثرون على رؤسهم التبن ويعفرون جباههم بالتراب.
١٣.ثالث الامام: وهو يوم دفن الاجساد الطاهرة على يد ثلة من بني اسد مع الامام السجاد "عليه السلام".
١٤.مشاية الاربعين: تعد ملحمة خالدة وعالية المضامين واخذت بتألق على مدى التاريخ.
أما الختام كان مع مسؤولية العلماء والإعلام تجاه القضية الحسينية فمن خلال شهري محرم وصفر نستطيع غرس وتثبيت المبادئ الانسانية التي نصت عليها القضية الحسينية.
اضافةتعليق
التعليقات