في كل بقاع الأرض تتوارث الأجيال العادات والطقوس عبر مضي السنوات, اذ تكون هذه الطقوس رمز لهوية البلاد, منها الغريبة ومنها من تكون مخالفة للعقائد الإسلامية او تكون خارج النطاق الأخلاقي وبعضها من تمتلئ بالروحانية الإلهية.
وهذا يتوقف على طبيعة البلاد وعادات ساكنيها وما ترعرعت عليه الأجيال السابقة, والكثير في هذا الجانب ما يطول ذكره, اما اليوم سنكون في رحابة بلاد الرافدين, العراق الحبيب.
فقد اعتاد اغلب ابناء الرافدين من الجنوب الى الشمال وعلى مر التاريخ بتبني طقوسهم الحسينية اذ كانت في الزمن الممنوع بغياهب الخفاء, حتى انبلج اليوم الذي أشرقت به الشمس على ارض كربلاء لتعاد تلك الصور أمجادها لنقل أحزانهم وأفراحهم باستذكار مناسباتهم الدينية والتي هي جزء من مورثوهم الشعبي المتصل بالحب الحسيني وما يدفعهم إلى ذلك هو الحب الفطري المتسم بأهل بيت النبوة والرسالة المحمدية.
ولو تأملنا قليلا فحوى هذه الطقوس والهدف من إقامة وأحياء بعضها, كـالمناسبات, أو المهرجانات السنوية حول العالم، ومنها ما هو مقدس من حيث الأحياء والمراسيم والشعائر، والحرص على أدائها, فلو وضعنا هذه الأسئلة تحت الخط، ودققنا فيها لوجدنا الأجابة متجلية ألا وهي أنه الغرض منه استذكار شيء مهم بتأريخ معين وجذب أنظار العالم له والإشارة لما له من الأمر والشأن, وكذلك الحال بالنسبة للمناسبات الخاصة بالمجتمعات والأديان، بما في ذلك مناسباتنا والتي منها وأهمها, الزيارة الشعبانية.
إذ أن أحيائها والمشاركة بها بالأسلوب والكيفية الملائمة، والتي من شأنها أن توصل الرسالة والهدف من هذه المناسبة وهو التعريف والإشارة لعظمة صاحب الذكرى، ومن هو، والى أين ينتهي نسبه وامتداده، ومن هم أجداده وما هو دورهم الذي لعبوه في تغيير واصلاح مجتمعاتهم، وبالتالي معرفة ما هو الدور الذي سيؤديه بعد حين, أرواحنا لتراب مقدمه الفداء, وكذلك معرفة الدور الذي يقع على عاتقنا كمنتمين واتباع تُحسب أسمائنا وانتمائنا باسمه، وكيف هي طبيعة المجتمعات التي ينبغي أن نوحدها ونقومها بما يلائم هذا الانتماء لذلك الشخص.
كل هذه إيحاءات يجدر بكل موالي أن يرتكز عليها وتكون له خط سير مستقيم يسير عليه طوال رحلة الحياة, وهو يجدد في هذه الليلة المباركة عهد المحبة والولاء لإمامنا الغائب الحاضر المنتظر الحبيب محمد بن الحسن العسكري عليه السلام.
اضافةتعليق
التعليقات