تحت هذا العنوان أقام المنتدى الوطني لأبحاث الفكر والثقافة في النجف الأشرف وبالتعاون مع اتحاد الكتاب والأدباء الشعبيين محاضرة بعنوان: بين مطرقة القومية وسندان الطائفية والتي تهدف إلى التعرف على هوية الشبك وأنواع الاضطهاد الذي تعرضوا له بسبب ديانتهم التي يميل أغلبهم بها إلى التشيع.
وبدأ المحاضر عباس الشبكي بتعريف كلمة الشبك ومن ثم تطرق إلى هوية الشبك ومراحل حياتهم والاضطهاد الذي تعرضوا له.
وفي أصل كلمة الشبك قال أن هناك نظريات كثيرة منها التشابك في الأيدي وغيرها من مفردات ومنها أنه اسم علم ومنها أنه اسماً لأحد ذراري النبي نوح عليه السلام.
وذكر أن أول من تصدى للكتابة عنهم هو أحمد حامد الصراف حتى أنه أصبح كتابه المصدر الوحيد لمن يريد البحث عنهم وهذا الرجل لم يكن يعرف الكثير عنهم وعن عاداتهم وتقاليدهم ودياناتهم وفي كتابه عنهم وقع في شطحات كبيرة منها ما ذكر في احتمالاته الخمس في أصولهم، وكان الاحتمال الأول أنهم أحد العشائر الكردية المستوطنة في العراق منذ زمن لا نعرفه والذي أضعف هذا الاحتمال أنه لم تشير إلى ذلك العديد من الكتب التي تتحدث عن تاريخ الموصل وسكانها.
والاحتمال الثاني أنهم من عنصر تركي حيث نزحوا إلى العراق في عهد السلطان طغرل بك السلجوقي سنة 447 هجرية وهذا الاحتمال لا يدعمه سند أو دليل كون الذين نزحوا مع السلطان طغرل كانت لغتهم الأذرية البعيدة عن اللغة الكردية التي ينطق بها الشبك.
الاحتمال الثالث أن الشبك من عشائر القره قويونليأ والآق القويونلي التركيتين والأولى دولة تركمانية حكمت العراق عام من 1410 إلى 1468 ميلادية والثانية حكمت من 1468 إلى 1508 وهذا الاحتمال لا يستند إلى مصادر تاريخية موثوقة فهذه العشائر تركمانية الأصل وهي تعتز بلغتها التركمانية والتركمان هم غير الشبك.
الاحتمال الرابع أن الشبك من الأتراك الذين جاء بهم مراد الرابع في سنة 1047 ميلادية وأسكنهم شمال العراق والذي نقضه أي هذا الاحتمال أن الوجود الشبكي كان قبل هذا التاريخ.
الاحتمال الخامس أن الشبك أتراك جاءوا إلى العراق بعقيدتهم في عهد الأسرة الصفوية إلا أن حكم الصفويين في إيران كان من 1500 إلى 1750 ميلادية ووجود الشبك أقدم من الأسرة الصفوية بكثير.
إن كل الاحتمالات هذه التي جاء بها الصراف هدفها التشكيك بأصول الشبك ووصفهم من قبل آخرين أنهم غزاة جاءوا ليحتلوا العراق وأنهم نزحوا إلى الموصل في حملة نادر شاه سنة 1743 ميلادية مع وجود العشرات من المصادر التي أشارت بأن الشبك هم من بناة مدينة الموصل ويصل الصراف في نهاية افتراضاته أن أصل الشبك مجهول.
وتعد اللغة العامل الأقوى في تحديد الهوية القومية لأي شعب من الشعوب في العالم وأن الظلم الذي لحق بهم من أقلام مأجورة هو لديموغرافية مدينة الموصل والسهل الذي يقطنون فيه وقد واجه الشبك تحدي التشكيك في هويتهم لولاء غالبيتهم لأهل البيت عليهم السلام على الرغم من انقسامهم إلى ديانات متفرقة فاضطروا إلى فبركة هويات تطابق مع هوية السلطان وقسروا على رسم أشجار نسب ترد إلى أصول عشائر عربية لغرض التطابق مع إملاءات السلطة وقد أرغمت على هذه المطابقة سياسات وهيمنة مدعومة وأحاطت بالشبك صور من عدة جوانب تشكك في عقيدتهم وإظهار أنهم فرقة منحرفة وضالة.
وقال القاص علي العبودي مسؤول علاقات وإعلام اتحاد وأدباء النجف الأشرف أن المحاضرة كانت نافذة تطلنا على تاريخهم ومحنتهم بعد التأثر بالسياسة العراقية وداعش من جهة أخرى حيث أنهم يتمركزون في شمال الموصل ونزحوا واضطهدوا كثيراً كما أن لهم تاريخ جميل يضج بالأدباء والمفكرين فكانوا يستحقون أن نلقي هذه النظرة السريعة عليهم.
أما الأستاذ عقيل غالب نائب رئيس الفرع الثقافي في لجنة اتحاد الكتاب في النجف الأشرف قال: لقد كانت محاضرة مميزة حيث أوضح المحاضر أن الشبك هم قومية وليسو ديانة ولكنهم تشتتوا بسبب الضغوطات والمحاولات السياسية التي أرادت من خلال أغراضها التي تسعى إليها بقولها أنهم دين وليسوا قومية أي أنهم بقولهم وادعائهم هذا ينفون أن للشبك أصول والعكس هو الصحيح.
اضافةتعليق
التعليقات