يطرق أبوابنا بكف رحمته، ثم يدعونا لضيافته على مائدة الرحمن بعد ان ننتزعُ ثوب الدنس والذنوب ونرتدي ثوب الطُهر والتوبة..
للسنة الثانية على التوالي تُقيم جمعية المودة والإزدهار النسوية أُمسيتها الرمضانية والتي كانت هذا العام بعنوان (رمضان حياة ) ليُحيي فينا القيم والمبادئ التي تُوشك ان تتلاشى وذلك في 6رمضان 1437 هـ في مقر الجمعية.
فقد تناولت الأُمسية التي حضرتها مجموعة من الكاتبات أبواب الحياة في هذا الشهر الفضيل وماله من آثار جمة على الروح الانسانية بمختلف أبعادها وطبائعها..
كانت المحطة الأولى عند العلوية "سكينة الموسوي" تطرقت فيها الى أن الصيام تغيير وكيف انه يُنعش الخلايا المُتعبة ليريح الجسم وفق دراسات ونظريات علمية وقرآنية حيث إنه يعمل على إعادة تهيئة الجسم من الناحية النفسية والصحية (صوموا تصحوا )..
واما العلوية "هدى محمد" فقد تناولت الأمن النفسي في شهر رمضان (فصرتُ ادعوك آمناً)، حين تطرقت الى ان الانسان عادة ما يكون بين حالة الخوف والرجاء لكن في شهر رمضان لا خوف ولا وجل بل أمن، وتطرقت ايضاً الى اهمية الصيام حيث انه (تثبيتاً للاخلاص) كما وصفته سيدة نساء العالمين صلوات الله عليها..
ومن ثم تطرقت "مروة خالد" الى إمكانية تغيير الاقدار في هذا الشهر الفضيل بالدعاء وطبيعة الدعاء التي من الممكن ان تُغير مجرى حياة الانسان (اللهم غيَّر سوء حالنا الى حُسن حال)..
بعدها كانت "لأم محسن معاش" وقفة مع الذات، وكيف إن الفرد منا باستطاعته ان يتأخذ من هذا الشهر الفضيل شهراً للتغيير والمراجعة الذاتية، وكيف ان الأمر يحتاج الى شجاعة وصراحة من الانسان بفتح ملفاته وتشخيص الخطأ منها ثم تبيان السلبيات لتجنبها ونقاط القوة من أجل إستغلالها وتعزيزها، مشيرةً الى إسلوب التربية التي تحتوتيه أدعية شهر رمضان ومنها دعاء ابو حمزة الثمالي وكيف إنه إبتدأ بعرض الحسنات ثم تطرق الى السيئات: ( الحمدالله الذي يدعونني وان كنتُ بطيئاً..) فهنا إعتراف كامل (فقد جعلتُ الأعتراف اليك وسيلتي..)، مُبينةً نقطة جوهرية وهي أهمية كونها إنطلاقة اقوى وليست مجرد وفقة فقط وهذه الانطلاقة لا تتم الا بإخراج حب الدنيا من قلوبنا:( أخرج حب الدنيا من قلبي )..
الوقفة التالية كانت مع "زهراء وكيل": حيث سلطت الضوء على قول مولانا ابو الحسن سلام الله عليه حين قال: إنتهزوا فرص الخير فأنها تمر مر السحاب.
مُوضحةً إن هذا الشهر هو الفرصة الكبرى التي سيندم الأنسان ندماً شديداً ان ضيَّعها ولهذا يجب ان يكون شعار المؤمن فيه هو التغيير ليجعله رمضان حياة..
اما "إسراء الفتلاوي" كانت لها وقفة عند: رمضان رحم الأخلاق وكيف ان الشيطان مُقيد ويجب ان يسعى الأنسان الى تقييم أخلاقه وتحسينها..
ثم كان الدور ل "رُقيّة تاج" حيث قالت: إن شهر رمضان حياة مثل الماء تماماً حين يحيي الارض الميتة، وقد تناولت حكمة من حكم هذا الشهر الفضيل وهي حكمة الجوع وكيف إنه طريقاً نحو الكمال يمنح القلب حكمةً ويصيره كالشجرة الطيبة التي لا تعطي غير الطيب..
إحياء القيم الميتة والتي إندثرت تحت حطام الدنيا ومشاكلها هي المحطة التي توقف بها "مروة ناهض" حيث قالت: كما أن الحياة هي عكس الموت ليكون شهرنا هذة السنة هي حياة لكل شيء خير فينا مات واندثر ليكون شهر إحياء القيم والاخلاق..
وبعدها اشارت "حنان حليم" الى ان من أصلح مابينه وبين الله اصلح الله مابينه وبين الناس فليكن هذا الشهر شهر الرجوع الى الله لأنه شهر الإياب الى الله..
والختام كان عند "مروة حسن" حيث قالت استوقفتني آية: (والله يدعو الى دار السلام) دعوة عامة كانت بلا فئة معينة، بعدها اشارت الى الثمن الذي يلزم على الانسان ان يدفعه لكي يشتريها ومتى تتحقق هذة الدار في إشارة الى أنها دار ولاية المولى صاحب العصر والزمان (عج)..
بعدها تطرقت الى قيمة الشهيد والى شهداء العراق وشهداء كربلاء على وجه الخصوص وكيف ان هذا البلد مفقود السلام فيه وانه لابد من ظهور من يملئه سلاماً وأمناً..
وجدير بالذكر ان المحاور التي تطرقت وذكرت في هذه الامسية نشرت كمقالات على موقع بشرى حياة.
اضافةتعليق
التعليقات