يقال الفشل أساس النجاح؛ فهو الوسيلة التي يتحقق بها النجاح وأيضا لو وجدت شخصا ناجحا اسأله كم مرة فشلت قبل أن تسأل عن منصبة وماذا يملك .
ذات مرة سأل شاب طموح رئيس مجلس إدارة شهير، وهو "تـوم واطسون" رئيس مجلس إدارة شركة "آي بي إم"، عن كيفية تحقيق مزيد من النجاح؛ فأجابه قائلاً إنه إذا أراد أن يحقق المزيد من النجاح، فعليه أن يخوض التجارب التي تبدو في ظاهرها فاشلة بشكل لا مجال للتفكير فيه فقدم له نصيحة بالتعرض للكثير من مواقف الفشل للوهلة الأولى.
قد تبدو تلك النصيحة غريبة بالفعل. ولكن بإمعان النظر فيها، يتضح أنها تنطوي على قدر كبير من الحكمة.
فينبغي ألا ننظر إلى الفشل على أنه نهاية المطاف، ولكن بدلاً من ذلك، علينا أن نعتبره مرحلة انتقالية لنجاح أكبر فإذا لم يفشل شخص قط، فذلك الجزء الأول تغيير مفهومي الفشل والنجاح يدل على أنه لا يجرب أي شيء جديد أو مثير.
إن الإلمام بمهارات جديدة والتطور على المستوى الفردي يتطلبان أن ندخل ميادين جديدة حتى تُمدنا بمعارف وقدرات جديدة.
وهذه المغامرات الجديدة من الممكن أن تكون متنوعة مثلها مثل تعلم العزف على البيانو أو التحدث بلغة أجنبية أو التزحلق على الجليد أو الاستثمار في البورصة.
إذن يبقى المبدأ كما هو: يجب أن تجرب الفشل من أجل أن تصل إلى النجاح.
فإذا كنت تتوقع أنك تتعلم دون أن تخطى، فكلما حاولت أن تزيد معرفتك وخبرتك في المجالات الجديدة التي تنطوي على تحديات زادت الأخطاء التي قد ترتكبها. فكثير من احتمالات تحقيق التطور ترتبط بالعزم على خوض المخاطر. ولقد كتبت المؤلفة "كارول هايت" أن أشهر نصيحة يقدمها رؤساء مجالس إدارات الشركات النصيحة التالية: "إذا لم تكن قد مررت بتجربة فشل ثلاث مرات على الأقل إلى الآن، فهذا يعني أنك لم تجرب شيئًا جديدًا". كما أضافت أن تجنب الفشل يقود إلى تجنب المخاطر؛ أي القيام بسلوكيات لا تتلاءم مع أغلـب الأعمال التجارية في اقتصاديات الوقت الحاضر. لذلك ينبغي أن تمر بالمزيد من تجارب الفشل والبراعة هي أن تتقدم للأمام دائما رغم فشلك.
على سبيل المثال سيختار لاعبو الجولف بالتدريج أراضي ملاعب الجولف الأكثر صعوبة والتسديدات الأكثر تحديًا مع زيادة تمكنهم من اللعب. ففي البداية، سيختارون للعب أرضًا ممهدة نسبيا وخالية من الانحدارات مع اللعب بالطريقة التقليدية.
ومع مرور الوقت سيختارون أراضٍ ذات طبيعة أصعب وبلا شك، كلما زاد التحدي، زادت الأخطاء والعثرات، ولكن التعلم من تلك العثرات سيزداد بالضرورة.
عندما تعي هذا الأمر جيدا، سوف تتعمد اختيار التحديات الجديدة والعظيمة التي تزودك أكثر بالمعرفة؛ لتتعلم منها خلال حياتك. فإذا مررت بتجارب الفشل في العديد والعديد من التحديات ذات القيمة، فإنك ستتعلم في طريقك للنجاح المطلق طويل المدى.
العثرات دليل على الحاجة للتغير، كما أنها فرصة للتعلُّم.
من هنا يتضح أن "بيل جيتس" لديه نظرة عن التعلم بنجاح من العثرات، والتي ساعدته هو وزملاءه في تحويل عديد من الإخفاقات المحتملة إلى نجاحات فعالة.
مما لا شك فيه أن إحدى أقوى دعامات النجاح طويل المدى هي الاستفادة من الأخطاء؛ فالحياة الناجحة التي تنطوي على تحديات مليئة بالنجاحات والإخفاقات. ولكي نتطور ونواجه المشكلات الخطيرة الحقيقية، لا بد أن نتعرض للفشل في بعض الأحيان. ولكن إذا ثابرنا وتعلمنا من هذه الإخفاقات سوف ندرك النجاح في النهاية.
اضافةتعليق
التعليقات