يكاد يتفق الجميع من المنشغلين بتفكيك وشرح خبايا النفس البشرية والدارسون والباحثون في أعماقها وماهيتها على أنه لا يأتي نجاح إلا بعد محاولات فشل واخفاقات.
والنصيحة الذهبية التي يوجهونها لكل مبتدئ في حياته المهنية والاجتماعية, هي إن أردت النجاح عليك حساب عثرات الفشل كخطوات نجاح، ولكن دون معاقبة نفسك على هذا الفشل واعتبارها دروس وتجارب تأتي ثمارها في المستقبل.
وإذا تبعت هذه النصيحة ستتذوق سعادة الفوز, أما إذا أردت أن تستمر في الفشل فعاقب نفسك واصفعها بقوة, ولم ينتهي الأمر عند هذا الحد وإنما معاقبة النفس شٌخصت كمرض خطير يسمى (رهاب الاخفاق) وله اعراضه ومنها الخوف من الفشل فيضيق عليك حدود الطموح والامنيات فتضيق الحياة عليك وكل مشروع جديد صغير كان أو كبير تروم عمله أو تغيير في حياتك تراه نوع من المجازفة الخطيرة متوقعة الفشل, وإذا حزمت امرك وحاولت ستصاب باليأس من المحاولة الأولى فيما اذا فشلت وتتراجع لا محال.
لعلنا نراها عند الكثير من حولنا وربما بنسب متفاوت فمثلا حين تكلم شخص عن مشروع تراه انت معقول ولديك الاندفاع والقناعة لعمله تجده يضخم حجم المعوقات التي ربما ستواجهكم وينظر لنسب الفشل أكثر من نسب النجاح, وترى الخوف والتردد في كلامه, وهنا يجب التفريق بين الشخص الذي يحسب خطواته جيدا من أجل النجاح في مشروعه وبين المصاب برهاب الاخفاق فمعظم البشر يخافون من إخفاقهم في الأمور المهمة ولكن ليست بالنسب وردة الفعل المبالغ بها ممن مصابون برهاب الاخفاق.
وقد تعود أسباب (رهاب الإخفاق) كما يذكرها علماء النفس إلى تجارب الحياة، وعوامل متشابكة بين العوامل الوراثية وكيمياء الدماغ، أو ينشأ من مزيج من الوراثة، كما أن تصرفات الوالدين والأحداث المحزنة والمحرجة تنشأ عن فشل طفيف في وقت مبكر من الحياة تسبب نشوء هذا النوع من الرهاب, وتستمر حتى في مراحل النضوج.
ويصاب بأعراض جسدية، نتيجة القلق النفسي, مثل استمرار صداع الرأس دون سبب واضح, وعدم انتظام ضربات القلب وضيق في التنفس، واحمرار في الوجه والتعرق والارتعاش. تظهر هذه الأعراض عندما يواجه المصابون إمكانية للفشل، كما هو الحال عندما يطلب منهم أداء مهمة تستحوذ على أفكارهم الأسئلة السلبية ماذا لو فشلت؟ ماذا لو اعتقد الآخرون أنني شخص غير مفيد؟ ماذا لو لم يُعجب به لآخرين؟ فيعتقدون أنها لا يمكن أن تكون ناجحة.
ولمن يقرأ هذا المقال ويجد في نفسه أو أحد قريب عليه يملك هذه الأعراض عليك أن تعلم أو تنبهه, أن قانون الوعي يقول: (إن لم تدرك أخطائك فلن تتعلم الصواب)، وقانون التعلم يقول:
(إن لم تتألم لن تتعلم).
اضافةتعليق
التعليقات