حتى لوكنت الأفضل ربما سيتم طردك لأتفه الأسباب ، حتى لو كنت الأفضل هناك من لا يتحمل أن يراك في القمة ، حتى لو كنت الأكرم سيلتصق عليك ألف لاصق ليتم طردك، ولكن مهما فعل البشر لطردك ومهما حاولوا إذلالك، سيجبر الله قلبك، سيعزك رغم ارادة الجميع ونواياهم، سيعطيك حتى ترضى وتندهش.
ولنا في رسول الله أسوة حسنة، حين نعته الجميع بالأبتر وكسروا قلبه الشريف، منّ الله عليه وعوضه بكوثر حين يقول الباري عزوجل: (إنا أعطيناك الكوثر)، لم يقل إني أعطيتك بل إنا أعطيناك لقد أعطاه الله الكوثر بجميع صفاته الجلالية والجمالية أعطاه شيئا في غاية الكمال والجمال عندما يعطي بهذه الكيفية كيف سيكون العطاء؟
لقد منّ الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا ومنّ على الرسول (صلى الله عليه وآله) بإعطائه فاطمة (سلام الله عليها) سورة الكوثر أقصر سورة في القرآن تدور على محور واحد، عطاء و جزاء لرسول الله (صلى الله عليه وآله).
عطاء: إنا أعطيناك الكوثر.
الجزاء: فصل لربك وانحر.
بعد أن يحصل الانسان على هذا العطاء العظيم كيف سيكون الشكر وكيف ستكون الصلاة، قيل فصل لربك قد ورد لفرض الصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله) والمسلمين وقيل إنه يخص النبي (صلى الله عليه وآله) لما يترتب عليه من ضرورة كي يصلي ويشكر الله عزوجل ويقدم الأضاحي ببركة هذه الصديقة الطاهرة والآية الأخيرة في هذه السورة المباركة هي أمل للقلوب المنكسرة وإن النهاية السعيدة حليف الانسان الصادق .
(إن شانئك هو الأبتر )، الشانئ هو الذي ينهدم رغم صلابته الظاهرية ، وهو الذي ينعدم رغم ماله وولده وهو الذي ينقطع نسله حتى وإن كثر أبناءه ، إنه وعد إلهي ليجبر قلب أولياءه ويرعب قلوب الأعداء ويسلط الضوء على الهدف وكيفية التركيز على نوايا الانسان على عمله لأن النتيجة ستكون من جنس العمل.
لقد خلق الله فاطمة بلسما لقلب نبيه العظيم خاتم الأنبياء والمرسلين كي يقر عينا هي التي يعرف الله، أهل الكساء بها هم فاطمة وأبوها وبعلها وبنوها وهي التي تضيف البسمة على قلوب محبيها وتعطيهم خيرات الدارين فكل العقد تنفك عند الرجوع إلى الأم ، هي التي تعطي دون مقابل وتدعو لأبناءها.
اضافةتعليق
التعليقات