• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

ماذا لو أحببتَ علياً؟

هدى المفرجي / الأثنين 09 حزيران 2025 / اسلاميات / 380
شارك الموضوع :

إن كانت القلوب أوعية، فخيرها أوعاها لحبه، الذي ذِكره فيه شفاء، ومفتاحٌ للفرج حين يُغلق الأفق

ولأن القلوب أوعية، وخيرها أوعاها، أجبتُ أمي حينما سألتني: هل وجدتِ حلاً لما أَعياكِ؟ وتحت وطأةِ همومٍ لا تُحصى، وأسئلةٍ تُثقلُ روحي كالجبال، لم أتمالك نفسي، وانهمرت كلماتي كالنهر العارم:

"نعم يا أمي، دعوتُ الله بعليّ."

فتبسّمت تلك الشفتان اللتان تعرفان سر النجاة، وقالت:

"هانت إن شاء الله... لِنِعمَ مَن طلبتِ، أميرٌ ونِعم الأمير، نصيرُ النبي وخيرُ النصير."

فما من قلبٍ دعاه إلا وملأه نوراً وأحياه بقوةٍ وإيمان. فإن كانت القلوب أوعية، فخيرها أوعاها لحبه، الذي ذِكره فيه شفاء، ومفتاحٌ للفرج حين يُغلق الأفق ويَعسر المخرج.

فهو بابُ الله الذي يُؤتى منه، ومفتاح رحمته الذي يُدعى به، فما استُنزلت بركة إلا وهو حبلها المتين، ولا اشتاقت روحٌ إلى النور إلا وهو دليلها الأمين.

وهنا أدركتُ لِمَ تصرخ أغلب الأمهات عند الشدائد باسمه، ولِمَ أغلبُنا كان يوماً نِتاجَ نذرٍ لعليّ. لأنه في ذِكره خلاصُ الحائرين، وسكينةُ الخائفين، وضياءُ التائهين.

فهو أميرُ النفوس قبل أن يكون أميرَ المؤمنين، وهو نورُ القلوب قبل أن يكون سيفَ الدين. فهل بعد عليّ مُستغاث؟ وهل دونه مَلاذ؟

وهنا، حبُّه الأزلي في فؤادي يطرح السؤال:

ماذا لو أحببتُ علياً؟

ببساطة، أن تُحبّ علياً، عليك أن تعلم أنك ستُدرك العلم من بابه، وأن تعرف معنى "عالم ربّاني" و"متعَلِّم على سبيل نجاة"، ولابتعدتَ عن الهمج الرعاع، فأدركتَ الركن الوثيق الذي يحملك من ظلمات الجهل إلى علياء النور والإيمان.

فأن تُحبَّ علياً يعني أنك استمسكت بركن الدين، وسبيل المُناجين، ذلك الركن الذي قال فيه خيرُ الرسل محمدٌ الأمين:

"من كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه، اللهم والِ مَن والاه، وعادِ مَن عاداه، وانصرْ مَن نصره."

وهنا إشارة لمن يُدرك معنى الولاية؛ أساسها التسليم. فمن سلَّم وآمن بحب عليّ، عليه أن يحفظ عنه قوله:

"إن هذه القلوب أوعية، فخيرها أوعاها. فاحفظ عني ما أقول لك: الناس ثلاثة: فعالِمٌ رباني، ومتعلمٌ على سبيل نجاة، وهمجٌ رعاعٌ أتباع كل ناعق، يميلون مع كل ريح، لم يستضيئوا بنور العلم، ولم يلجؤوا إلى ركن وثيق."

فإن حفظتَ قوله هذا، عليك الآن أن تُدركه فعلاً، فهل فعلت؟

بوضوح أكثر: من جعل قلبه وعاءً لعليّ لن يضيع في زمن "الهمج الرعاع" الذين وصفهم الإمام، بل سيكون في أوجِ اختبارِ الحب، ألا وهو:

هل أنت من "العالِم الرباني" أم من "الرعاع"؟

فالحب الحقيقي يتطلب جواباً عملياً على سؤال الإمام.

ثلاثية الإمام: مرآة الأمة اليوم

عندما قسم الإمام الناس إلى ثلاثة أصناف، فكأنه يُخاطب عصرَنا من وراء القرون.

بدأ بالعالِم الرباني، مشيراً إلى من يُحيي قلبه بعِلم عليّ وفعله، أي الذي يجعل من "لا فتى إلا عليّ" منهجَ حياة:

كالصدق: حين تكون الأكاذيب سلاح الضعفاء.

الشجاعة: حين يبيع الآخرون مبادئهم بالصمت.

والعدل: حين يصبح الظلم "حكمةً سياسية".

ثم انتقل بكل سلاسة إلى المتعلّم على سبيل نجاة، من يبحث عن الخيط النوراني بكل الطرق ليملأ وعاء قلبه، كأن يقرأ نهج البلاغة لا كتاريخٍ ميت، بل كخريطةِ طريق.

فمن أَلهمه حبُّ عليّ، جعل علياً يترك له ميراث النجاة، سائراً في كلماته عبر الأجيال، حاضراً في كل زمان ومكان. ثم ذَكَر القاع، فنبّه الأرواح ألّا تستسهل الحافة فتضيع، أي أن تكون من الهمج الرعاع، فتتبع كل ناعق، وتبرز كضحايا العصر، تميل مع كل ريح كأوراق الخريف، لا جذورَ لها إلا في تربة المصالح.

وببساطة أكثر: أن تُحبَّ علياً، عليك أن تُدرك أن ذكره هو الصرخة الأخيرة للكرامة:

لأن في سيرته خلاصَ الحائرين؛ فهو الذي وقف أمام الجبابرة وقال: "الحق أبلج، والباطل لجلج."

لأن في حبه سكينةَ الخائفين؛ فمن ذَكره في الظلام، وجد نوراً يكشف الزيف. لأن في ولايته ضياءَ التائهين؛ فـ**"من كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه"** نطقها الحبيبُ ليست شعاراً، بل عهدٌ بالثورة على الظلم.

فإن الحاجة لعليّ في عصرنا دليلٌ على أننا فقدنا أغلب الطرق، حيث بدأنا نعيش في زمن اختلط فيه الحق بالباطل، حتى صار الباطل "وجهة نظر"، ورأي لا يُفسد للودّ قضية.

وبيعت الضمائر في سوق النفط والسلاح، وعلى مقاعد الساسة، وأصبح "التابع" بطلاً، و"المستقل" خائناً لا يعرف مصلحته.

لذلك، في هذا الزمن، يكون عليّ (عليه السلام) "البوصلة الوحيدة" التي تشير إلى الخلاص.

فهو الذي رفض المناصب، لكنه لم يرفض تحمُّل المسؤولية، وهو الذي قاتل من أجل العدل، لكنه لم ينتقم لنفسه قط، وهو الذي ملأ الدنيا علماً، لكنه ظل يُردّد:

"سلوني قبل أن تفقدوني."

في اختبار الحب الأصيل:

لن تسألك الملائكة عن كمِّ المراثي التي نظمتها، بل عن كمِّ الظلم الذي كسرته باسمه. فإن كان قلبك وعاءً لعليّ، فليكن مرآةً لأفعاله:

صادقاً حين يُجبِرك العالم على الكذب،

شجاعاً حين يُعلّمك الزمن الخنوع،

عادلاً حتى لو وقف الجميع ضدك.

فكذا يُفتح بابُ الله، وهكذا يُجاب الدعاء.

وهذا جوابي عن "ماذا لو أحببتُ علياً؟"

ولو كان يسعني أن أُطيل المقال، لما انتهيت من وصف حبي لعليّ.

وكما قال محمد الحرزي، أقول:

أُوالي علياً، لستُ أعبأُ بعدها

على أي جنبَيها البلادُ استقرّتِ

أُواليه لا كرهاً، ولستُ بطائعٍ

ولكن وجدتُ الدينَ بعد المرُوَّةِ

ولن أرتضي مولىً سواهُ على الورى

وإن جَحدته القومُ حقَّ الوصية.

أما أنت، فالإجابة في قلبك:

هل تحوّل إلى وعاءٍ للنور، أم بقي صندوقاً للأماني؟ فـماذا لو أحببتَ علياً؟.

الامام علي
عيد الغدير
نهج البلاغة
العلم
الشيعة
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    لمن تشتكي حبة القمح إذا كان القاضي دجاجة؟

    هل ما زلت تؤمن… أم أنك تؤدي؟

    خمس عادات داوم عليها للحفاظ على شباب دائم

    ميثم التمار وزحام البراءة من الظالمين

    الحجاب في عصر الاستعمار

    الحرية منحة إلهية مستمرة مدى الحياة

    آخر القراءات

    الحروب النفسية الالكترونية.. وجه العصر الحديث

    النشر : الأربعاء 24 تشرين الثاني 2021
    اخر قراءة : منذ 4 ثواني

    الرسالة.. بين الامام والنصير

    النشر : الثلاثاء 23 آب 2022
    اخر قراءة : منذ 7 ثواني

    هل ما زلت تؤمن… أم أنك تؤدي؟

    النشر : منذ 20 ساعة
    اخر قراءة : منذ 18 ثانية

    نادي أصدقاء الكتاب يناقش: إدارة المعرفة لدعم النمو

    النشر : الأربعاء 15 آذار 2023
    اخر قراءة : منذ 24 ثانية

    تسمم نفسها.. برامج الذكاء الاصطناعي تعاني من عيب قاتل

    النشر : الأثنين 26 آب 2024
    اخر قراءة : منذ 27 ثانية

    فوائد كبرى لجوز الهند وزيته.. تعرفي عليها

    النشر : الثلاثاء 10 كانون الثاني 2023
    اخر قراءة : منذ 36 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    لمن تشتكي حبة القمح إذا كان القاضي دجاجة؟

    • 523 مشاهدات

    الخروج قبل عرفة: موقف الإمام الحسين بين قداسة المكان وخطر الاستهداف

    • 401 مشاهدات

    خطورة خبراء الحكومات المستبدة

    • 357 مشاهدات

    بين الغدير وعاشوراء.. نُدبة

    • 341 مشاهدات

    الصدقة: بين البعد اللغوي والعمق المفهومي

    • 341 مشاهدات

    وقت الطفل الطويل أمام الشاشة يسبّب له مشاكل عاطفية واجتماعية

    • 329 مشاهدات

    هاجر حسين كقارئة: طموحات مستقبلية ورسالة ملهمة

    • 3528 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 1221 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1187 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1103 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1067 مشاهدات

    شهيد العلم والمظلومية.. دروسٌ من سيرة الإمام الجواد للشباب المسلم

    • 1026 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    لمن تشتكي حبة القمح إذا كان القاضي دجاجة؟
    • منذ 20 ساعة
    هل ما زلت تؤمن… أم أنك تؤدي؟
    • منذ 20 ساعة
    خمس عادات داوم عليها للحفاظ على شباب دائم
    • منذ 20 ساعة
    ميثم التمار وزحام البراءة من الظالمين
    • الأثنين 23 حزيران 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة