عقدت العزم على كتابة مقالة عن التسويف، ذلك المرض الفتاك الذي يسلب العمر ويحرمنا من الفرص ويقعدنا في درب الزمان مراقبين في حسرة وندامة.
أردت أن أنقل أهم الدراسات التي تتحدث عن التسويف والتي تؤكد أن أسباب التسويف والتأجيل عديدة منها:
- انتظار لحظة توقد الشغف للبدء في الأعمال الكبيرة.
- تخمين إن المهمة قد تنتهي في وقت أقل مما هي عليه أو إنها أبسط مما هي عليه.
- تخمين أن المهمة تحتاج إلى وقت طويل لإنهائها أو إنها أكثر تعقيداً مما هي عليه.
- الخوف من الوقوع في الخطأ والنزعة إلى الكمال.
- التشتت الذهني المصاحب لتغيرات العصر.
- الاضطرابات النفسية كالقلق والاكتئاب والوسواس القهري ونقص الانتباه وفرط الحركة.
بدأت أكتب هذه المقالة بحماس شديد لأننا جميعاً مررنا بفترات كنا فيها أقل انتاجاً وتنظيماً للوقت وأكثر فوضوية وتأجيلا لكل الأمور، إلا إننا تجاوزنا هذه الفترات عبر المحاولة والفشل أو عبر القراءة والاطلاع على أساليب ناجعة لإيقاف نزيف الوقت، وهذا منحنا معرفة وخبرات تمكننا من تجاوز أزمات مشابهة ويمكننا مشاركتها مع الآخرين بثقة.
أردت أن أكتب في هذه المقالة عن طرق متعددة لمحاربة التسويف مثل كتابة المهام يومياً كل صباح في ورقة أو الهاتف، وترتيب الأولويات في مصفوفة آيزنهاور لإدارة الوقت من حيث الأهمية والعجالة، وترك الهاتف في مكان آخر أو استخدام تطبيق كـ forest أو أنظمة إدارة الاستخدام وتحديد الوقت الموجودة في معظم الأجهزة، أردت أيضاً أن أنقل للقارئ أهمية الانتباه للحديث مع الذات ومحاولة جعله إيجابياً تجاه المهام وإدارة الوقت بشكل عام، فترديد عبارات مثل "وقتي منظم" و"أحب عملي" "عملي جميل ويسعدني" "أنا أنجز عملي بكفاءة وفي الوقت المحدد" تجعلك تشعر بحالة أفضل ومن ثم التعامل باقتدار مع أعمالك مهما كبرت.
إلا إنني استغرقت الوقت من منتصف كانون الثاني حتى نهايته لكتابة هذه المقالة، وهذه المقالة هي شاهد حي على التسويف، فالفكرة زارتني في يوم، والعنوان كتب في يوم، وكل فقرة في يوم، أكتب كلمتين ثم يأخذني شيء ما، أو تتشتت أفكاري، أو تمر أيام لا أشعر برغبة لفعل شيء أو إن لا فسحة للقيام بأي شيء ثقافي ترفيهي ككتابة مقالة رغم أن الأفكار تزدحم في عقلي، خذ بعين الاعتبار إنني عادة أكتب المقالة كاملاً في نصف ساعة.
لذلك صديقي القارئ لن تجد شيئاً مفيداً، هنا أسخر من نفسي لتحذلقها، ونضحك معاً على غرابة تجربتنا الإنسانية!
هذه هي الحياة!
نتعب أحياناً، نلهو ونسهو أحياناً، ونخطئ في أحيانٍ كثيرة.
ليس في يدنا إلا أن نتوكل على المدبر جل وعلا ونطلب منه المعونة في أعمالنا والإرشاد في اختيار الأعمال الأصلح لوجودنا والبركة في أوقاتنا لنحيا بناة للحضارة، سعاة لخير البشر، فلا حول ولا قوة لنا إلا به.
في الختام إذا كان لديك بعض الطرق للتغلب على التسويف فأخبرني، فأنا هنا أسأل أيضاً.
اضافةتعليق
التعليقات