يتفاوض القدر وتستجيب حجراته وتحبو النفوس لتعيش يوما تجتمع فيه المآسي وأبواب الدمعة متاحة حتى تعبر عن زفراتها في أيام وداع الكلمة لصفحات الهمم ومسير العطاء نوافذ، كفيها تنوب لينطق قلمها فواصل وفواضل من حياة أهل الخير وباب معرفة الله.
في عتبة المفاجآت تلتقي الدهشة موائد الأحزان، فتمتزج لتحيي لنا غائيات نستلهم منها أفواج أفكار وقوة بصيرة، ومن حوض المناهج تترابط العواقب وتستمد قوتها لتلد لنا من واضحات حرفها شخوص قد أوقدت أصالتها لساحة الشريعة عمقا واسعا من العطاء، وأفراد فكرها كتاب بلسان الصمت.
المجتهد الفقيد، السيد علي الحسيني الشيرازي، عالم فقيه ومؤلف ورع ومحاور عقائدي بارع، تفضي المحجة من أنامله أنسيابات معرفية وفق أستدلالاته التشريعية لتملأ صدور تلامذته نورا مكتمل الدلائل، وللمجتمع قامات تراث وبصمة أدب واخلاق.
ينعى البيت الشيرازي اليوم، ابنها التقي الجليل ومحفل الذهول قد أكتملت فيه ساعات حزنه .. وسطا ممزوجا بالدمعة على صاحب المصيبة الراتبة ومسير العزاء لسيد الشهداء المولى الحسين وآل بيته (صلوات الله عليهم أجمعين).
إن الفراق غربة وغرابة ، فكثير من العجب على مايؤول لساحة العلم وصدر علمائها أن يبدأ الرحيل المبكر لينسج لنفسه ذاكرة ولدت بصمت وترحل بصمت، تنفض من أكمامها خيرات الذات لمبدأ العطاء بصمة أزلية يخلدها التاريخ على مر الزمن.
فهذا العزاء وغدا يواكب المسير تحيات بهيئة الوجوم، وحرارة القلب قد ألمّت بركانها لتفيض حزنا ووجدا يكلم النظر بمخفيات القدر.. وهذا المسير الحسيني يستقبل أهله بدمعة حارقة ، غسول الخواتم ودموع سواجم فهنيئا لمن شد الرحيل وعقد المسير وواكب الأربعين.
اضافةتعليق
التعليقات