يعد الوشم شكل من أشكال التعديل الجسدي ويتم بوضع علامة ثابتة في الجسم وذلك بغرز الجلد بالإبرة ثم وضع الصبغ عن طريق هذه الفتحات والجروح ليبقى داخل الجلد ولا يزول.
ويكون على جسم الإنسان كنوع من التعديل الجسماني والزخرفة، بينما على الحيوان فهو أكثر شيوعاً ويكون لأغراض تحديد الهوية أو المالك لهذا الحيوان.هذا مايعرف به والشائع عنه فيكثر عند الرجال ويتنوع بالأشكال ومناطق الوشم، أما عند النساء لا نستطيع أن ننفي وجوده لكنه لم يشتهر بقدر ماهو معروف عند الرجال.
أما الآن بدا أن هناك اختلافا عما هو معروف سابقاً وأخذ يعد الوشم من سمات الزينة عند النساء ليتفشى بينهن ويؤخذ كمهنة في صالونات الحلاقة والتجميل دون استشارية طبية أو رخصة ترخص لهم امتهان ذلك ودون الالتفات إلى أضراره الجسيمة وخطورته التي أحيانا تقضي على حياة الشخص بسبب كونه يعد ناقلاً لأمراض جلدية وخطيرة ومن شأن انتشار هكذا ظاهرة يعد تعديا على حرمة وقدسية المدينة الطاهرة وكذلك يعد وسطاً خطيراً لاحتضان الأمراض الخطرة وانتشارها بين الناس، حيث أكدت دراسة بين الأطباء أن للوشم أضرارا غير مرئية على الصحة بعد أن شهدت هذه الموضة انتشارا كبيرا في صفوف الشباب وقد عده البعض موضة وأخذ بالانتشار عند النساء.
حيث أكد الخبراء أن الوشم يسبب مضاعفات خفيفة على الصحة، فقد أظهرت دراسة أمريكية أن أكثر من شخص من بين 20 آخرين يقومون بالوشم، يعانون من مضاعفات بالجلد، مع حكة شديدة وتورم، كما أكد الباحثون في المركز الطبي بجامعة نيويورك أن ما يصل إلى 6% من الشباب من سكان نيويورك، الذين حصلوا على وشم، تشكل لديهم نفس الأعراض من طفح جلدي وحكة شديدة أو تورم يستمر لفترة تفوق أربعة أشهر، ويمكن أن تستمر لسنوات عديدة في بعض الأحيان.
وحذر الباحثون الذين يلاحظون فيها مثل هذه الحالات في الولايات المتحدة، حذروا من أن لا يكون العلاج نافعاً لهم في جميع الحالات.
حيث قالت الدكتورة ماري ليجيه، المشرفة على الدراسة إن بعض المضاعفات التي تظهر على الجلد يمكن علاجها بمضادات الإلتهاب الستيرويدية، لكن البعض الآخر قد يتطلب جراحة الليزر.
وقد بدأ الأطباء في أوروبا أيضا بمراقبة المضاعفات المرتبطة بالوشم بسبب تزايد انتشار هذه الموضة الخطيرة كونها تعود بالضرر على الفرد والمجتمع.
وكما حذر اختصاصي طب الأطفال والمراهقين الألماني أورليش فيغلر الشباب الراغبين في رسم الوشم على أجسامهم، لأن هذا الإجراء ينطوي على العديد من المخاطر الصحية، ولا سيما إذا ما تم إجراؤه في مكان يفتقر لشروط النظافة والرعاية الصحية أو يستخدم ألوانا ملوثة تحتوي مثلا على مواد مسببة للأمراض السرطانية أو ضارة بالجينات.
وأوضح عضو الرابطة الألمانية لأطباء الأطفال والمراهقين بمدينة كولونيا: من الممكن مثلا أن يتسبب رسم الوشم في مثل هذه الأماكن في الإصابة بالبكتيريا والفيروسات والفطريات، وقد يتعرض الشباب أيضا لخطر الإصابة بالتهاب الكبد الفيروسي بنوعيه "ب" و"ج" أو بالتيتانوس أو بمرض نقص المناعة المكتسب "الإيدز"، فضلا عن إمكانية تكون ندبات في موضع رسم الوشم نتيجة الإصابة باستجابات تحسسية عليه.
كما أوصى الطبيب الأشخاص المصابين بالأمراض الجلدية كالتهاب الجلد العصبي مثلا أو السكري أو ضعف المناعة أو أحد أمراض القلب الخلقية أو الذين يميلون للإصابة بالنزيف، بتجنب رسم الوشم، إذ يرتفع لديهم بصفة خاصة خطر الإصابة بمضاعفات.
من ناحية أخرى أكد علماء بريطانيون من مؤسسة الصحة الوطنية في غلاسكو أن الوشم يؤدي إلى قمع عمل الجهاز المناعي والتهابات مزمنة للعضلات، يصعب التخلص من آثارها الكارثية على الصحة.
وقال الطبيب ويليام ويلسون: "لا نستطيع التحدث بعد عن صلة مباشرة بين الوشم والالتهابات، إلا أنها ظهرت في نفس المكان الذي رسم عليه الوشم في أكثر الحالات، ولا توجد أسباب أخرى لهذه الحالة المرضية إلا الوشم".
وجاء في تقرير نشره الباحثون البريطانيون في مجلة "BMJ Case Reports"، أن علماء فرنسيين اكتشفوا أيضا خلايا مناعية يمكن أن تحمل جزيئات من طلاء الوشم إلى الغدد اللمفاوية وأجزاء أخرى من الجسم، حيث تسبب التهابات وتساهم في تطور أمراض السرطان.
حيث حذرت نقابة الأطباء الفرنسيين للأمراض الجلدية، من أضرار رسم الوشم المؤقت والدائم (المعروف بالتاتو) على صحة الإنسان، كما أكدت على أن إزالته تتطلب الرجوع إلى طبيب متخصص.
ويقول البيان الصادر عن نقابة الأطباء الفرنسيين، إن المخاطر التي يتعرض لها الأفراد خلال رسم الوشم لا يمكن تجاهلها، حيث أن أغلب المواد المستخدمة مسرطنة؛ لأنها تستطيع اختراق سطح الجلد، ولتعرضها للأشعة فوق البنفسجية قبل استخدامها.
كما وأشارت نقابة الأطباء الفرنسيين للأمراض الجلدية إلى أن هذا التحذير شمل أيضا الرسم بالحناء أي الوشم المؤقت رغم إن الحناء تعد من المواد الطبيعية وغير الضارة إلا أنها إذا إختلطت بمواد سامة تتغير طبيعتها وتصبح لها آثار خطيرة على الصحة كالاكزيما التي تترك ندبة دائمة على الجلد وغيرها مما يتطلب العلاج الفوري.
اضافةتعليق
التعليقات